هو العقل تفضيلٌ به ساطعا جلّوا
ومادونه قدْرُ البهائم والجهلُ
هو العقل فالزم مايراه مرابطا
وأيّ جهادٍ دون رشدك معتلُ
وأيّ نزالٍ لا يؤدي لردعهم
ضعيفٌ كفيفٌ بعد صدٍّ ومن قبلُ
هو العقل مايعطيك عزا وقوة
كواكبَ في أعلى الفضاءات تحتلُ
ومنه بزوغ النور من نجم أمة
فما ترتجي إنْ فلّ واستفحل الليل؟!
هو الطوب إذْ تبني متينا وراسخا
وكلّ بناء لايقوى به رملُ
أتسألُ ماسرّ الأفول فلا تُرى
على قبة الجوزاء حيث الألى حلّوا؟!
تخلفت عن غزو المجرات تاركا
تدبرك الكونيّ يغتاله النقل
أتسأل عن سرّ انهزاماتنا التي
تعبنا بها حَزنا عسيرا ولا سهلُ
لعمرك لا وزنٌ لمن فاح عجزه
ولارفعة نلقى إذا ما به خَلّوا
لسانٌ كمثل الببغاء مقلدٌ
ومن غير إحياء العلوم لقد زلوا
مسائلهم حمقى تفاصيل رضعة
وأما قضايانا الجسام فلا حلُّ!
تعلقنا بالفوز من غير دربةٍ
كمستأجرٍ بغلا لسبقٍ به خيلُ
ولا منبعٌ للنور والنجم خامدٌ
ولا أسسٌ للعدل إمّا طغى الجهل
تدبّر فما رب السماء مناصر
لأشياعنا إمّا أغاروا وهم قِفلُ
فمشكاته والزيت حكرٌ لمن سعى
بفكرٍ كما الطود العظيم به يعلو
ولاتحسب الإيمان يُجدي تواكلا
وهل في امتهان البخل مايرتضي البذلُ؟!
تزوّد وخير الزاد إسراج شعلة
شآبيب من نور الإله بها شغلُ
وإني وإن عاينتُ دهري دجنّة
لمتخذٌ عقلي سراجا إذا ضلوا
يشرفني أني سليلُ جهابذٍ
أضاؤوا بقاع الكون نورا وماكلّوا
إذا ما جفاك المجد واستفحل الذل
تذكر سلاح العقل حلا به تعلو ....
ريم سليمان الخش