حزينا سقيما موجعَ القلب باكيا
كذلك حظي لو فقدتُ الغواليا
تمنيتُ حضنا لا أغادر روضه
ولابدّ يوما أن أودّع غاليا
رحيلك عني ذات وجدٍ يهزّني
وقد بات من يحنو على القلب نائيا
غمامات رحمى لا تفارق مهجتي
شآبيبها اللاتي سُكبنّ سواقيا
إذا غاب عني من يفيضُ تحننا
فليس ورائي غيرُ حزنيَ ماضيا
وليس أمامي مايقيل تعثري
ولستُ أرى إلا الصخور العواليا
فدونك عمري موحشٌ متوجعٌ
بدهماء لا تُبكي عليّ البواكيا
دعاؤك أمي كم أنار مسالكي
يضيء الليالي الموحشات أماميا
ملاكٌ رحيمٌ والرزايا طبيعة
وليلُ حبيبٍ لاينام مناجيا
قضى الله أن يفنى الزمان بغربتي
ودونك وصلي والعذاب أخٌ ليا
تمنيتُ لو أني برحمك عالقٌ
وماعشتُ مجتثّا عن الرحم نائيا
فلا محنة ألقى ولا كدَّ رحلةٍ
خبائثها شتى وقلبي المعانيا
معاناة من يحيا نقيا منزّها
ولست لما ألقى من الدهر شاكيا....
ريم سليمان الخش