هذه القصيدة
للشاعر الكبير المتفرّد الشيخ صالح الكواز طيب الله ثراه
نشرت على المواقع مليئة بالاخطاء سعيت لتدقيقها من جميع الجهات حتى وصلت الى هذه النتيجة بفضل الله عز وجل.. من يريد الانتفاع منها فقد دققتها وضبطتها قدر الامكان.. دعوة الى جميع الرواديد للاستفادة منها لانها من غرر القصائد على الامام الحسين عليه السلام، ومن القصائد المؤثرة جدا.. ولا تنسوا صاحبها بالدعاء والفاتحة
++++
باسمِ الحسينِ دعا نعاءِ نعاءِ = فنعى الحياةَ لسائِرِ الأحياءِ
وقَضى الهلاكُ على النفوس وإنما = بَقِيَتْ ليبقى الحزنُ في الاحشاءِ
يومٌ بهِ الاحزانُ مازَجَتِ الحشى = مثـلَ امتـزاجِ المـاءِ بالصهباءِ
لَم أنْسَ إذ تَرَكَ المدينةَ وارداً = لا ماءَ مَدْيَنَ بل نَجيعَ دماءِ
قد كان موسى والمَنيَّةُ إذ دَنتْ = جاءتْهُ ماشيةً على استحيـاءِ
وله تجلّى الله جلَّ جلالُهُ = من طُورِ وادي الطفِ لا سيناءِ
فهُناكَ خرَّ وكلُّ عضوٍ قد غـدا = مِنه الكليمَ مُكلَّمَ الأحشاءِ
يا أيها النبأُ العظيمُ إليكَ في = ابنَيكَ مِنّي أعظمَ الانباءِ
إنَّ اللذَينِ تسرَّعا يقيانِكَ الـ = أرماحَ في صفّينَ بالهيجاءِ
فأخَذْتَ في عَضُدَيهِما تُثنِيهِما = عمّا أمامَكَ من عظيــمِ بلاءِ
ذا قاذفٌ كَـبِداً له قِطَعــاً وذا = في كربلاءَ مُقطَّعُ الأعضــاءِ
مُلقًى على وجهِ الصَّعيدِ مجرَّداً = في فِتيةٍ بيضِ الوجوهِ وِضــاءِ
تلك الوجوهُ المُشرِقاتُ كأنَّها = الأقمارُ تَسبَحُ في غديرِ دِمــاءِ
رَقَدُوا وما مرَّتْ بِهِم سِنَةُ الكَرى = وغَفَتْ جفونُهُمُ بِلا إغفـاءِ
متوسّدينَ مِنَ الصعيدِ صخــورَهُ = مُتمَهِّدينَ خُشونةَ الحَصبـاءِ
مُدَّثّرينَ بكربلا سُلُبَ القَنا = مُـزَّمِّلينَ على الرُبى بِدِماءِ
خُضِبوا وما شابوا وكانَ خِضابُهُم = بدمٍ منَ الاوداجِ لا الحَنّاءِ
أطفالُهُم بَلَغوا الحلومَ بِقُربهِم = شوقاً إلى الهيجاءِ لا الحَسناءِ
ومُغَسَّلِينَ ولا مياهَ لهم سِوى = عَبَراتِ ثَكْلى حَرَّةِ الأحشاءِ
أصواتُها بُحَّتْ فهُنَّ نوائِحٌ = يَندِبْنَ قتلاهُنَّ بالإيماءِ
أنّى الـتفتْنَ رأينَ ما يُدمي الحشى = مِن نَهبِ أبياتٍ وسَلْبِ رِداءِ
تشكو الهَوانَ لِنَدْبِها وكأنَّه = مُغضٍ وما فيهِ مِنَ الإغضاءِ
وتقولُ عاتبةً عليهِ وما عسى = يُجدي عِتابُ مُوزَّعِ الأشلاءِ
قد كنتَ للبُعَداءِ أقربَ مُنجِدٍ = واليومَ أبعدَهُم عنِ القُرَباءِ
أدعوكَ مِن كَثَبٍ فلَمْ أجِدِ الدُعا = إلاّ كما ناديتُ للمُتَنائي
قد كنتُ في الحرمِ المنيعِ خبيئـةً = واليومَ نَقْعُ اليَعمُلاتِ خِبائي
أُسبى ومثلُكَ من يَحوطُ سُرادِقي؟ = هذا لَعَمْرِي أعظمُ البُرَحاءِ
ماذا أقولُ إذا التقيتُ بشامِـتٍ = إنّي سُبِيتُ وإخوَتي بإزائي؟
حَكَمَ الحِمامُ عليكُمُ أنْ تُعرِضوا = عنّي وإنْ طرَقَ الهوانُ فِنائي
ما كنتُ أحسبُ أنْ يَهونَ عليكُمُ = ذُلّي وتسييري الى الطلقاءِ
هذي يتاماكم تلوذُ بِبَعضِهـــا = ولكم نساءٌ تلتجي لنسـاءِ
عَجَباً لقلبي وهو يألَفُ حُبَكُم = لِمَ لا يذوبُ بحُرقَةِ الأرزاءِ
وعَجِبْتُ مِن عيني وقد نظرتْ الى = ماءِ الفراتِ فلَم تَسِلْ في الماءِ
وألومُ نفسي في امتدادِ بَقائِها = إذ ليس تَفنى قبلَ يَومِ فَناءِ
ما عُذرُ من ذكَرَ الطفوفَ فلم يَمُتْ = حُزناً بذكرِ الطاءِ قَبلَ الفاءِ
إني رَضِيتُ من النواظرِ بالبُكا = ومِنَ الحَشى بتنفُسِ الصُعَـداءِ
ما قَدْرُ دَمعيَ في عظيمِ مُصابِكُم = إلا كشُكرِ الله فـــــي الآلاءِ
وكِلاهُما لا ينهضانِ بواجِبٍ = ابداً لدى الآلاءِ والأرزاءِ
زَعَمَتْ أميةُ أنَّ وَقعةَ دارِها = مثلُ الطفوفِ وذاك غيرُ سَواءِ
أينَ القتيلُ على الفراشِ بِذِلَّةٍ = مِن خائِضِ الغَمَراتِ في الهيجــاءِ
شتانَ مقتولٌ عليهِ عُرْسُهُ = تَهوى ومقتولٌ على الوَرْهـاءِ
ليس الذي اتَّخَذَ الجدارَ مِنَ القَنا = حِصنًا، كمُقرِيهِنَّ في الأحشاءِ