البر العكسي
بواسطة : ليلى الغريافي
2 أغسطس، 2021
دائمًا ما نسمع الناس تردد قول الله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، ونحن لا نختلف في ذلك وما له من آثار على الإنسان وكيف أنها سبب من أسباب الرزق وإطالة العمر والتوفيق والبركة. ولكن لماذا لا نتحدث عن البر العكسي أي برنا نحن بأبنائنا؟!
لماذا لا نتحدث عن دورنا كأهل وما حقوق هذا الطفل علينا؟! فالتكاثر عملية تستطيع جميع الكائنات الحية القيام بها ولكن التربية مسؤولية عظيمة قد يجهل البعض صعوبتها! ونحن محاسبون أمام الله عليها فنحن واجبنا أن نقوم برعاية الطفل من عدة جوانب منها نفسية، وجسدية، وعاطفية وغيرها من الجوانب، وسأتطرق لبعض النقاط المهمة فالطفل كما يقولون عجينة تعجنها أنت كما تشاء فكلما قدمت أنت لطفلك سيبهرك بأدائه.
أركز في مقالي هذا على البر العاطفي والنفسي للطفل وألخصها في أسطر بسيطة:
تشجيع الطفل وعدم التقليل منه بمقارنته بغيره من الأقران فهذا بحد ذاته قادر على هدم ثقة الطفل بنفسه وتأثير هذا الموضوع قد يبقى ملازمًا معه طوال حياته، تخيل أنك أنت من يجب أن يكون له الأمان والحنان ولكنه لا يلقى منك إلا التقليل من شأنه وعدم احترام أن لديه طاقات وقدرات مختلفة.. قد يكون لديك طفل ماهر في الحفظ ولكنه لا يمتلك سرعة بديهة ولديك طفل يكره الحفظ ولكنه في المقابل يجيد الحساب وقد يكون لديك ابن لا يعصي لك طلبًا ولكن يعاني في الاستيعاب.
قد يرتكب ابنك المراهق أخطاء وجميعنا خطاؤون فنحن بشر ولسنا ملائكة وقد يتوب لله عز وجل فلا تبق تذكّره بماضيه وتعامله بناء عليه وتقارنه بإخوته لأنك بفعلك هذا تكسر ثقته فيك. واجبنا النصح وتقديم يد العون لهم فمرحلة المراهقة مرحلة حساسة وفي هذه المرحلة علينا أن نحاول أن نصادق أطفالنا وتفهم أن جيلهم يختلف عن جيلنا ومراعاة حدود الشريعة الإسلامية في ذلك.
تقول لي إحداهن وقد بلغت من العمر ما يقارب الأربعين: أمي لم تحبني يومًا مثل إخوتي. سألتها كيف عرفتي فربما ظروفها.. فحكت لي تفاصيل لا أستطيع ذكرها ولكن انظروا إلى متى يبقى أثر التفرقة؛ كيف نرجو ممن لم يبروا أبناءهم ويقدموا لهم الدعم العاطفي والنفسي أن يكونوا أشخاصًا متزنين عاطفيًا ونفسيًا! فقبل أن نحاسب أبناءنا على عقوقهم دعنا نحاسب أنفسنا على أسباب عقوقهم.
وأختم قولي بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “رَحِمَ اللهُ وَالِدًا أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ”، هدانا الله وإياكم وأعاننا على تربية أبنائنا تربية صالحة