كتب شوقي مسلسلات تلفزيونية بدأها بمسلسل "عم حمزة، صابر يا عم صابر". أما أشهرها فكان "البخيل وأنا".
يوم 27 يوليو/تموز 1998 توفي فريد شوقي نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد (مواقع التواصل)
"عندما أستريح أتعب وأمرض، في عز مرضي في لندن كان معي شيئان، مسجل للقرآن، ومسجل أخر أسجل فيه خواطري من أفكار لأفلام ومسلسلات، في عز المرض في انتظار العملية الجراحية كنت أسجل أشياء لسنوات قادمة..".
هكذا يصف فريد شوقي مرحلة المرض والعلاج في لندن، وأنه مؤمن أنه يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، اعتاد على التفكير دائما فيما سيقدمه لجمهوره، وإلا ما عاش نصف قرن من النجاح وحب الجمهور، حتى توفي في مثل هذا اليوم 27 يوليو/تموز 1998 نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد.
100عام مرت على ميلاد "ملك الترسو" بالسينما المصرية (مواقع التواصل)
50 عاما من التمثيل
ولد فريد شوقي في حي السيدة زينب بالقاهرة يوم 30 يوليو/تموز 1920، وحصل على دبلوم من مدرسة الفنون التطبيقية، قبل أن يتبع شغفه ويلتحق بمعهد الفنون المسرحية، ويبدأ العمل في الفرق المسرحية.
روى أنه منذ كان في السابعة من عمره أبدى رغبته أن يصير ممثلا، ولم يشجعه والده، وأنه دائما يشعر بعظمة مهنته، فهو مرشد اجتماعي من خلال عمله، فالخطاب أو المقال يمكن أن يُنسى، لكن السينما تبقى.
وقال شوقي في حوار تليفزيوني "عملت في 0 سنة ثروة لا تقدر، ثروة من الجماهير العريضة.. ثروة حب الجماهير أقيم بكثير من المال".
وأضاف، في حوار مع الإعلامي عمرو أديب، قبل أشهر من وفاته، أنه عاش 200 عام لأنه لم يحرم نفسه من شيء، وتحدث عن علاقته مع بناته، وأنه لم يبخل أبدا في الإنفاق عليهن، ويشير إلى أنه أخذهن لأوروبا ودول كثيرة حول العالم "إذا لم يمتع الأب ابنته، يمكن لأي شاب تافه أن يغريها بسيارة فيات".وانتقد صاحب "البخيل وأنا" سيطرة المال على نفوس الفنانين بالأجيال الأخيرة في حياته -جيل التسعينات- وتسرع الفنانين الشباب في تحقيق أحلامهم وصعود السلم بسرعة، معللا أن المال قد غير الفن.
وفي نفس الحوار أشار شوقي إلى أنه قدم 360 فيلما سينمائيا و"لا توجد شخصية لم أقدمها، الفرّاش، البخيل، السائق.." وأنه تمنى أن تعود السينما لتقديم الموضوعات الاجتماعية التي تفيد الناس والأسرة.
ملك الترسو
بدأ شوقي مسيرته في السينما عام 1946 في فيلم "ملاك الرحمة" من إخراج يوسف وهبي، ثم قدم "ملائكة في جهنم" عام 1947 مع المخرج حسن الإمام، لينطلق ليكون أحد أهم ممثلي الخمسينيات والستينيات، ولقب بوحش الشاشة وملك الترسو، كواحد من أشهر من لعب دور البطل الفتوة الذي يضرب أعداءه.
لم يقتصر شوقي على التمثيل، بل امتد أثره للإنتاج والتأليف، كان فيلم "الأسطى حسن" (1952) من قصة شوقي وسيناريو وحوار السيد بدير، وإخراج صلاح أبو سيف، عن العامل البسيط حسن الذي يتعرف على إحدى سيدات المجتمع وتتوطد علاقته بها.
ومن أشهر أفلامه التي كتبها "رصيف نمرة 5″ (عام 1956) و"الفتوة" (عام 1957) و"شاويش نص الليل" (عام 1991) متعاونا مع أبرز الكتاب والمخرجين مثل نجيب محفوظ ونيازي مصطفى.
كما كتب شوقي مسلسلات تلفزيونية بدأها بمسلسل "عم حمزة" (عام 1981) من إخراج محمد توفيق، ومسلسل "صابر يا عم صابر" (عام 1988). أما أشهر مسلسلاته فكانت "البخيل وأنا" (عام 1991) الذي لاقى نجاحا كبيرا، وجسد فيه شوقي شخصين شقيقين أحدهما شديد البخل يدعى "عطوة" ويفرض الفقر الشديد على أسرته، والثاني "عبده" الشقيق الثري الكريم.
حياته العائلية
يحكي شوقي عن علاقته بالمرأة أنها شريكة فعلية في كل أفكاره، لاسيما كفنان، فالمرأة زوجة الفنان لابد أن يكون لديها الحاسة الفنية، وليس بالضرورة تكون ممثلة، وليس بالضرورة تعمل في الحقل الفني.تزوج 5 مرات، وأنجب 5 بنات، منهن ابنته الممثلة رانيا والمنتجة ناهد، وكانت الفنانة هدى سلطان أشهر زوجاته، التقاها في فيلم "حكم القوي" وتعلق بها حتى كان يكتب لها الخطابات أثناء التصوير، وتزوجها وقدما معا عددا من أشهر الأفلام مثل "جعلوني مجرما، أبو الدهب، رصيف نمرة 5" حتى حدثت خلافات بينهما وانفصلا.
تكريم
العام الماضي، قررت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته 36 إهداء اسم الراحل شوقي وسام "فنان الشعب" احتفالا بمئوية ميلاده، وقال المهرجان إن التكريم يأتي "تقديرا لعطائه الكبير ممثلا ومؤلفا ومنتجا، حيث قدّم للسينما المصرية والعربية مجموعة من أهم الأفلام في تاريخ السينما وترك علامات بارزة في الوجدان الشعبي المصري والعربي".