تتطلع الشركات المصنعة للأجهزة الذكية إلى تحقيق مبيعات مرتفعة ومتزايدة. وقد يصعب حدوث ذلك في حال تم إنتاج أجهزة قادرة على العمل بشكل ممتاز لسنوات طويلة، وهذا ما أدى إلى ظهور استراتيجية التقادم المخطط.
وتعمل استراتيجية التقادم المخطط على تقليل جودة المنتجات مع مرور الوقت. وذلك لدفع المستخدم إلى شراء منتجات جديدة بشكل دوري والدفع في مقابلها.
التقادم المخطط يقود الأجهزة لانتهاء الصلاحية
اكتشف المستخدمين في عام 2017 أن شركة أبل تقوم بتقليل أداء هواتفها الذكية وإبطائها باستخدام تحديثات النظام الدورية. وعذر أبل حينها كان رغبتها الحفاظ على عمر البطارية، حيث أن تقليل أداء الهواتف سيؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة، وبالتالي وقت أطول لعمل البطارية.
وانتهى الأمر بتسوية قضائية وصلت قيمتها إلى 500 مليون دولار أمريكي. ومنذ ذلك الحين بدأنا في التعرف على استراتيجيات التقادم المخطط بشكل أوضح من أي وقت مضى.
والتقادم المخطط يمكن وصفه بأنه طريقة في تصميم المنتجات. وتضمن هذه الطريقة أن يصبح المنتج “قديمًا” بعد مرور فترة معينة من الوقت. ويتم تطبيق هذه العملية بطرق مختلفة، إلا أن الهدف الرئيسي هو دفع المستخدم لتحديث المنتجات التي يستعملها.
كيف بدأت هذه الاستراتيجية
مثال أبل هو مثال واضح على هذه المشكلة، إلا أنها من ناحية أخرى توفر لمستخدميها تحديثات دورية للنظام لسنوات طويلة.
وعلى العكس، هواتف أندرويد تستلم تحديثات لفترة قصيرة، خصوصًا هواتف الفئة المنخفضة أو الفئة المتوسطة، والتي قد يصل بها الوضع لتلقي التحديثات لعامين فقط.
ومن الطرق الأخرى لتطبيق التقادم المخطط هي التأثير على التوافق. مثلًا، بعض الأجهزة -والهواتف مثالًا- تفقد قدرتها على تشغيل تطبيقات معينة أو القيام بعمليات معينة مع مرور الوقت.
ولعل واحدة من أهم طرق تنفيذ استراتيجية التقادم المخطط هي منع إمكانية الترقية. وهذا يظهر بوضوح في بعض أجهزة الحاسب المحمول التي لا تقبل تغيير مكوناتها، أيضًا في الهواتف الذكية التي لا تدعم إضافة بطاقة ذاكرة خارجية.
حق التصليح وتعارضه مع التقادم المخطط
إلى جانب ما سبق، واحد من أهم تطبيقات هذه الاستراتيجية هو إنتاج أجهزة لا تقبل التصليح. وهو ما تسبب في ظهور ما يعرف “بحق التصليح”، وهو بساطة حق كل مستخدم في أن يكون قادرًا على تصليح جهازه سواء من خلال الشركة المنتجة، أطراف خارجية، أو بنفسه.
ومن المعروف أن الأجهزة الإلكترونية تتكون من عدد من المكونات. على سبيل المثال، تتكون الهواتف الذكية من شاشات، كاميرات، هيكل خارجي، لوحة أم، ذواكر داخلية.. إلخ.
وكل قطعة من هذه القطع هي في الواقع قابلة للتغيير والإصلاح عمليًا، لكن عدد كبير من الشركات ببساطة لا تقوم بتوفير خدمة التصليح بالشكل المطلوب.
التأثير البيئي
عند نجاح الشركات في تنفيذ استراتيجيات التقادم المخطط بمختلف أشكالها. ينتج عن ذلك ملايين من الأجهزة القديمة التي لا يتم استخدامها، والتي قد يتم تخزينها أو إعدامها.
بدأت الشركات في اتخاذ خطوات لمكافحة تزايد المخلفات الإلكترونية والتعامل الخاطئ معها، لكن لا شك أن كثرة الأجهزة القديمة غير المستخدم سيؤثر سلبًا على البيئة سواء حاليًا أو في المستقبل.