أعلنت وزارة الصحة العراقية، السبت، نقل 14 من جرحى تفجير مدينة الصدر في بغداد إلى خارج العراق للعلاج، تنفيذاً لتوجيه رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي.
وقالت الوزارة في بيان تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه إنها "أخلت مجموعة من الحالات الحرجة لتلقي العلاج في إحدى مستشفيات اسطنبول اليوم على متن طائرة خاصة تابعة إلى شركة الخطوط الجوية العراقيّة".
وأشارت إلى أن ذلك جاء "تنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بتقديم الرعاية الطبيّة إلى جرحى التفجير الإرهابي الذي طال سوق الوحيلات في مدينة الصدر مؤخراً اخلت وزارة الصحة".
وبلغ عدد الحالات التي غادرت مطار بغداد 14 حالة بإصابات حرجة مختلفة، مع مرافق من ذوي كل منهم.
وفي وقت سابق، أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، التنسيق مع وزارات الصحة والداخلية والنقل وسلطة الطيران المدني؛ للتهيئة للرحلة، تضمنت إصدارا فورياً لوثائق السفر، وتهيئة الطائرة الخاصة، مع التسهيلات اللوجستية، حيث أشرفت وزارة الصحة على التنسيق مع إحدى المستشفيات التركيّة؛ لتهيئة عجلات الإسعاف لنقل المصابين إلى المطار، ومرافقتهم أثناء الرحلة للإشراف على العلاج".
وفي 22 تموز 2021، تفقد الكاظمي جرحى "التفجير الإرهابي في مدينة الصدر من الراقدين في مستشفى مدينة الطبّ؛ للاطمئنان على صحتهم وأوضاعهم"، ووجّه "بتقديم كلّ سبل الدعم اللازمة لشفائهم، فضلاً عن تكفّله بسفر من يحتاج منهم العلاج خارج العراق ورعايته".
وخلال الزيارة، قال للمرضى: "أنتم أمانة في أعناقنا، وأن الإرهاب الجبان دأب على خسته في استهداف المدنيين العزّل في الأسواق"، مؤكداً "أن ما حدث من تفجير إرهابي كان نتيجة للفساد والتراكمات التي نحاول جاهدين إصلاحها".
كما اجتمع رئيس الوزراء العراقي مع كادر مستشفى مدينة الطب، مشيداً "بجهودهم الكبيرة لما بذلوه؛ من أجل إنقاذ أرواح الجرحى، إلى جانب ما يبذلونه من عمل جبار في التصدي لجائحة كورونا ووقوفهم في خط الصد الأول أمام الجائحة"، بحسب البيان.
وقتل 30 شخصاً على الأقلّ وأصيب نحو 50 آخرين بجروح في تفجير انتحاري استهدف مساء الإثنين، 19 تموز الجاري، عشيّة عيد الأضحى، سوقاً تجارية بمدينة الصدر المكتظة في شرق بغداد وتبنّاه تنظيم داعش.
وليل الإثنين، نشر تنظيم داعش عبر قنوات تابعة له على تطبيق تلغرام بياناً قال فيه إنّ الهجوم نفّذه أحد عناصره ويُدعى أبو حمزة العراقي، مشيراً إلى أنّه فجّر نفسه بحزام ناسف في سوق الوحيلات.
والتفجير الذي أسفر وفقاً لمصادر أمنية وطبية عن 30 قتيلاً على الأقلّ و52 جريحاً، وقع في مدينة الصدر، إحدى أكثر ضواحي العاصمة العراقية فقراً واكتظاظاً ومعقل أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يملك نفوذاً كبيراً على الساحة السياسية في البلاد.
وكان من بين القتلى سبعة أطفال على الأقلّ، في حصيلة ندّدت بها منظمة اليونيسيف التي قالت في بيان إنّ "هذا الفعل الشنيع، قبيل عيد الأضحى، إنّما هو تذكير مروّع بمدى العنف الذي ما زال الأطفال في العراق يواجهونه".
وأصدر رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، عدة توجيهات على خلفية الانفجار ومنها محاسبة الضباط المقصرين بتفجير مدينة الصدر وإعادة توزيع مسك القواطع الأمنية في بغداد.
وترأس الكاظمي،اجتماعاً طارئاً ضم القيادات العسكرية والأمنية والاستخبارية، ووجّه بمحاسبة أي قائد أو ضابط يثبت تقصيره عن أداء واجبه، والتحقيق معه وإحالته الى المحكمة المختصة، مشدداً على أن "قواتنا الأمنية أن تبقى العين التي لا تنام من أجل أمن العراقيين وسلامتهم ، وأن يستنفر العمل الاستخباري بكل طاقاته، وبضربات استباقية دقيقة، من أجل أن لا يبقى للإرهاب ملاذ أو حاضنة في أي مكان".
كما وجه "باعادة توزيع مسك القواطع للقوات الامنية في العاصمة بغداد، بالشكل الذي يرفع من جاهزية قطعاتنا وقدرتها على التصدي للمخططات الارهابية والاجرامية"، وتقديم المساعدات العاجلة بكل أشكالها لأهالي الضحايا، وأن تستنفر الكوادر الصحية كل طاقاتها من أجل علاج المصابين.
واستخدم تنظيم داعش الذي سيطر لسنوات على أجزاء واسعة من العراق أسلوب التفجيرات الانتحارية في مناطق عدة.
ورغم أن القوات العراقية نجحت في القضاء على التنظيم بعد معارك دامية، إلا أنّ خلايا منه لا تزال تنشط في بعض المناطق البعيدة عن المدن، وتستهدف بين وقت وآخر مواقع عسكرية. ووقعت تفجيرات في بغداد في حزيران 2019.