معمرة تحتفل بعيد ميلادها المئة
توصل فريق من الباحثين إلى بكتيريا فريدة وجدوا أنها تساعد المعمرين على العيش طويلاً.
أظهرت دراسة جديدة أن المعمرين لديهم بكتيريا فريدة في الأمعاء تمكنهم من العيش لفترات طويلة، إذ يقول علماء في اليابان إن هذه البكتيريا الفريدة تساعد على إنتاج الأحماض الصفراوية التي تحمي من الأمراض، وفقاً لموقع "Study Finds" الأمريكي.
وقال الموقع، في تقرير نشره الخميس، إنه يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى كون الزبادي والأطعمة الغنية بالبروبيوتيك الأخرى قد تزيد من طول العمر، إذ إنها تعزز هذه الكائنات الحية التي تبطن الجهاز الهضمي بأكمله، وتؤثر على عملية التمثيل الغذائي والجهاز المناعي.
ونقل الموقع عن المؤلف الرئيسي، كينيا هوندا، من جامعة "كيو" اليابانية، قوله: "يوجد لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 100 عام وفرة في مجموعة متميزة من ميكروبات الأمعاء المعززة للأحماض الصفراوية والتي قد تمنع نمو مسببات الأمراض، كما أنها تعد حيوية في تخليص الجسم من الدهون والفضلات، فضلاً عن قدرتها على التحكم في نسبة الكوليسترول، فقد وجدنا أن الميكروبات الموجودة في أمعائنا تتغير مع تقدمنا في العمر".
وأوضح هوندا أن "هؤلاء المعمرين أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة والعدوى المرتبطة بالعمر مقارنة بالأفراد المسنين الذين تقل أعمارهم عن 100 عام، إذ يُعتقد أن تكوين الكائنات الحية الدقيقة في أمعائهم قد يكون مرتبطاً بطول العمر الشديد".
وأشار الموقع إلى أن هؤلاء المعمرين لديهم سلالات معينة من كائن حي يعرف باسم Odoribacteraceae، والذي وجدت الدراسة أنه ينتج الأحماض الصفراوية التي تعمل كمضادات لمجموعة من الأمراض.
وأظهرت التجارب التي أُجريت على الفئران أن هذه البكتيريا استطاعت القضاء على الجراثيم الخارقة في المستشفيات مثل المطثية العسيرة والمكورات المعوية البرازية، التي يمكن أن تسبب إسهالاً شديداً، خاصةً لدى الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية.
ورأى هوندا أن هذه النتائج تشير إلى أن بعض الأحماض الصفراوية قد تكون فعّالة في تقليل مخاطر الإصابة بالعدوى، مما قد يساهم في الحفاظ على صحة الأمعاء.
وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل بكتيريا الأمعاء لأكثر من 300 بالغ في اليابان، بما في ذلك 160 فوق 100 عام، و112 بين 85 و89، و47 تحت سن 55 عاماً.
ووجد الباحثون في الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" العلمية، أن المعمرين يمتلكون "إكسير الشباب" المتمثل في هذه البكتيريا، قائلين إن هذه النتائج تضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن ميكروبات الأمعاء تمكن أن يساعد في التنبؤ بما إذا كان الشخص سيتمتع بحياة طويلة وصحية أم لا.
كما أظهرت النتائج أن الأمر يعتمد جزئياً على بكتيريا الأم، وبيئة الولادة، ونظام الشخص الغذائي، وأسلوب حياته.