ولاية الإمام علي بن أبي طالب [ ع ]
----------------------
١ - إذا نظرنا إلى الإمام علي ( ع) من جانب إنساني عام نجد أنّ أحرارَ المفكرين والفلاسفة والشعراء في العالَمِ قالوا فيه كلاماً مفادُهُ أنه القدوة والأسوة والمثل الأعلى للإنسانية في ما يرفع الإنسان في الدنيا والدين ...
ومن ناحية دينية فالإمام علي عند عموم المسلمين من خواص آل محمد وأقربهم إليه . وهو الإيمان كله كما في الحديث الشريف ..
وهو من صحّ قول النبي فيه :
( ياعلي لايبغضك مؤمن ولا يحبك منافق )
و قوله [ ص ] :
(اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .... )
وهذا الكلام يرويه جميع المسلمين على حد سواء ..
٢ - علي بن أبي طالب ليس لفئة من الناس دون غيرها . وليس لأحد من الناس أن يحتكر لنفسه وقومه الإمام علياً .
فعليٌّ - على حد تعبير ابن عربي - هو إمام الكون .. و رحم الله الشاعر المسيحي الكبير بولس سلامة القائل :
لا تقل شيعةٌ هواةُ عليٍّ
إنّ في كلِّ مُنصِفٍ شيعيّا
جلجلَ الحقُّ في المسيحيِّ حتى
عُدَّ من فرطِ حبِّه عَلَويّا
والذي يقرأ كلامَ الإمام علي في نهج البلاغة وغيره قراءةً واعيةً يدرك تماماً أنّ عليّاً واسعٌ جدّاً بحيث يحتوي أبناءَ الإنسانية بمحبته و رحمته واهتمامه . من يقرأ علياً جيداً يفهم أن هذا العليّ لا يقبل أن نكون عدوانيين باسمه وهو القائل [ بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد ]
٣ - ولاية علي لاتعني أن تجد نفسك في قوم يتنسبون إليه فحسب ..
ولاية عليّ تعني أن تقترب إلى علي بالروح لا أن تمتدح عليا باللسان .
ولاية علي أن تقرأ عليا وتفهم ماذا يريد منك وتجعله مَثَلَكَ الذي تقتدي به . وليست ولاية علي أن تُحَمِّلَ كلامَ عليٍّ المعاني التي تريدها
نفسُك الأمارةُ بتمجيد أهلك وعشيرتك الأقربين وشَتْمِ الناس باسم علي و ولايته التي لا تعرف منها سوى اسمها .
ولاية علي تعني طهارة قلبك ممّا كان طاهراً منه قلبُ عليّ ..
عليٌّ كان فطرةَ الله كان الإنسانَ الأكملَ والمثلَ الأعلى.. فإن كنت تدّعي ولايتَه . فطهّر ذاتك من الأذى والظلم و التعصُّب حتى تستطيع أن تفهم علياً لأنك لن تستطيع أن تُواليَه ما لم تفهمه أولاً .
.............
بقلم : الشيخ سام صالح