نَفَى الدَّهْرُ مِنْ عُمْرِي سِنِينَاً خَوَالِيَا
فَلَا هِيَ تَلْقَانِي وَلَا الْقَلْبُ نَاسِيَا
أُضَاحِكُ ذِكْرَى الرَّاحِلِينَ بِبَسْمَةٍ
وَأُلْحِقُهَا دَمْعَاً عَلَى الشَّوْقِ سَارِيَا
أُبَدِّدُ أَحْزَانِي بِسَجْدَةِ لَاهِفٍ
تُسِرُّ لِرَبِّ الْعَرْشِ مَا كَانَ خَافِيَا
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً
وَحُزْنِي مَعَ الْأَيَّامِ قَدْ صَارَ مَاضِيَا
وَإِنِّي لَأَهْوَى السَّيْرَ أَرْمِي الْمَرَامِيَا
وَلَا أَنْثَنِي مَا دُمْتُ أَبْغِي الْمَعَالِيَا
وَلَا أَعْتَلِي ظَهْرَ الضِّعَافِ وَإِنَّنِي
لَأَعْلُو عَلَى مَنْ ظَنَّ نَفْسَهُ عَالِيَا
وَلَا أَحْتَسِي مَاءَ الْهَوَانِ وَإِنَّنِي
لَأَخْلَعُ نَعْلِي ثُمَّ أَرْكُضُ حَافِيَا
وَلَا أَبْتَغِي دُنْيَا الْفَنَاءِ فَإِنَّهَا
سَتِنْزِعُ مِنَّا مَا ظَنَنَّاهُ بَاقِيَا
وَأَنِّي عَلَى رَيْبِ الْمَنُونِ لَصَابِرٌ
لَعَلِّي أَرَى مَا بَاتَ لِلْقَلْبِ شَافِيَا
وَأَنْأَى بِنَفْسِي عَنْ سَفِيهٍ يَسُبُّنِي
وَمَا لَهُ عِنْدِي مِنْ قَبُولٍ وَمَا لِيَا
وَأَمْشِي عَلَى دَرْبِ الزَّمَانِ بِمُفْرَدِي
وَأَتْرُكُ إِرْثَاً بَاقِيَاً مِنْ وَرَائِيَا
وَأَمْضِي إِلَى بَابِ الْإِلَٰهِ لَعَلَّنِي
أُلَاقِيهِ رَاضِيَاً وَلِلذَّنْبِ مَاحِيَا
طاهر يونس حسين