فاطمة عبد الله الدبيس
إلى سيشات: إلهةِ الكتابةِ التي مُذ كانت، كانَ قلبي !
جاءتْ بشكلِ حِكايـةٍ وقصيدَتَيــن
أنثــى تُؤرِّخُ للحقيقةِ أُنثَيَيْــن!
في وجهِهَـا وجـهـي
وفي وجهـي ملامِحُها
من قبلِ أن ألِجَ الحياةَ وسِرُّها يختالُ بين الوجنَتَين!
سيشـاتُ تُولَـدُ مرَّتَيــن...!
سيشـاتُ تَغـرَقُ في دمِ المعنـى وتكتبُ أوَّلَ التنزيلِ في شَفَةِ القصـائدِ إذ بكَيــن..
سيشاتُ لونُ الحبرِ في أوراقيَ الــ تمتدُّ حتى تستحيلَ لقُبلتَيــن !
سيشاتُ أمِّــي..!
قبلَ بَسْمَلَتِي تبنَّتْنِي وقالت لإيـرُس: كُن أبَاهَــا !
فكبرتُ في كنفِ الجمالِ أداعبُ الأحلامَ في أزهى رُؤَاهــا
من ربّــةِ الحـرفِ القــديمِ أُلَمـلِـمُ الأشعارَ
والحِبرَ المُعَتَّقَ
والأغاني الـذاهلاتِ بكـوكـبٍ يـهـوى غِنـاهـا
ومن الأبِ المغمـور بالحبِّ الكثيــــــرِ أطيــرُ للنجمـاتِ والقمـرِ المُـوَشَّـى بالأمـاني السابغاتِ بحُلمِهِــنَّ إذا حواها
وأذوبُ فـي الأحلامِ والولـعِ المقدسِ والجلالِ الــ يستفيضُ على سناها
والشعرُ يغتزِلُ الوُجودَ على يدَي أمٍ تُخيطُ العُمرَ بالشغفِ المسافرِ في سمَـاهـا
كالوحيِ جاءَ إليــهِ ثُـمَّ حـواهُ ثم صيَّرَهُ إلهــــا !
سيشـاتُ تُشبِهُني إذا غنَّيتُ حِبــرَا
ورقصْتُ فـوق الدمعِ حتى صارَ تِبــرَا
وأخذتُني معها لآخِـرِ بُقعةٍ بالحُزنِ/
حتّى آخرَ الأوجاعِ/
حتى الضفّةِ الأخرى مِنَ الإنسانِ لمّـا صار شِعرَا !
ومشيتُ حتى كوكبِ البوحِ الكثيرِ ونزفهِ إذ قـالَ لا أسطِيعُ صبرَا..
سيشاتُ مُعجِـزةُ الوُجودِ بأسطرٍ تلِدُ النشيدَ بخاطِـرِ الكونِ الشجِيِّ/
بعالمِ الأزلِ المُـسرنَمِ/
بالصراطِ إذا اهـتوى
أصغَتْ لصوتِ اللهِ في الأعماقِ فانبثقَ الهوى
حتى تماهى الوجدُ بالحرفِ الهَطولِ وآيِهِ لمّا على العرشِ استوى
مِلءَ الفؤادِ الصَبِّ/
مِلءَ الدمعـةِ الحرَّى تسُحُّ على طوى !
سيشــاتُ ميلادُ العصافيرِ الــ تُسافرُ في سماواتٍ كثيــرَة
عاشتْ بثرثرتي تُمَـوسِقُ أبحُرَ الشعرِ الغزيرَة
قدري بأن أمتدَّ من رحمِ الحبيبةِ بالوجودِ الــ يَشتهي حبرَ الكتابةِ/ نكهةَ الورقِ الشهيِّ بلحظـةِ الوحيِ الأثيرة
وأشُفُّ عن أقلامِها الملأى بنورِ الدربِ/ بالأملِ المُنَمنَمِ كلما آنستُ حيرة
تهمي على رُوحي فتُزهِرُ في رُباهـا ألفُ سوسنةٍ صغيــرَة !
سيشاتُ تنفُثُ وهـجَها شمعًا يُرمِّمُ ظلمةَ الأسحارِ/
يبتكرُ الضياءَ/
يسيلُ من ماءِ الحياةِ لِجنّـةِ الخُلـدِ الــ تُدارُ كُـؤوسُها
رقْصٌ يُراوِدُني فتسكبُ - فجـــــأةً - سيشاتُ فِيَّ جُنُونَها
في لحظةٍ تُدعَى ( الحُلُولُ ) فنلتقي.....
وتكونُنِـــــي.......
وأكونُــــهـــــا..