الإثنين 2021/7/26
دمار هائل خلفه انفجار بالسوق
عراقة التاريخ مع أصالة الماضي، وحداثة الواقع تمتزج في سوق الزاوية الواقع في وسط غزة القديمة الذي يرتاده الفلسطينيون من كل القطاع.
ولحق دمار كبير بالسوق والمحال التجارية والمنازل فيه بعد انفجار هائل في أحد منازله الخميس الماضي، أدى أيضًا لمقتل فلسطيني وإصابة 14 آخرين بينهم 6 أطفال، وأعاد التذكير بأهمية السوق ومكانته.
مزيج من الألم يعتصر قلوب التجار والسكان بعد الانفجار الذي غير ملامح المنطقة ووصلت أضراره إلى تدمير جزء من جدران المسجد العمري الأثري.
أقواس تراثية
ويجلب السوق بمحاله القديمة وأقواسه التراثية، وبضائعه المتنوعة آلاف الفلسطينيين يوميًّا.
وفي صباح كل يوم وحتى المغرب يضج السوق التاريخي الذي يعود بناؤه إلى العصر المملوكي بالحياة، وهو يقع إلى الشرق من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة بجانب سوق القيسارية القديم.
ويرتاد السوق جميع طبقات المجتمع الفلسطيني طوال أيام السنة، وتتزايد أعداد مرتاديه في المناسبات والأعياد.
الانفجار المدمر
في وقت مبكر صباح الخميس الماضي، وقع انفجار ضخم في منزل سكني يقع في السوق الأكثر شعبية في غزة، وأدى إلى انهيار المنزل المكون من 3 طبقات، بشكل جزئي، ومقتل عطا أحمد عبدالرحمن ساق الله، 68 عاماً، من سكان الحي، وإصابة 14 آخرين، من بينهم 6 أطفال، وتسبب بأضرار جزئية في بعض المنازل والمحلات التجارية المجاورة.
ووفق بيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإن الحادث نجم عن انفجار عبوات ناسفة كبيرة الحجم كانت بداخل المنزل، وهو مكان مكتظ بالمنازل السكنية والمحال التجارية، وسط أكبر وأشهر سوق شعبي في قطاع غزة.
مناشدة بإعادة التأهيل
وأطلقت لجنة الحفاظ على المباني التاريخية بمدينة غزة، مساء الأحد، نداءً عاجلاً للحفاظ على الأماكن الأثرية والتاريخية في المدينة، ولا سيما الأماكن العامة والأسواق الشعبية مثل منطقة سوق الزاوية التاريخي، وتجنيبها أي أعمال قد تلحق الأضرار بها، وذلك تلافياً لتكرار الحادث الأليم والذي أدى لوقوع أضرار بشرية ومادية.
وذكرت اللجنة في بيان، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن المنطقة المجاورة للجامع العمري الكبير في سوق الزاوية التاريخي بمدينة غزة، حلّت بها أضراراً جمّة بمحلات السوق الأثرية والمباني التاريخية المجاورة.
وأكدت أن إطلاق هذا النداء جاء لما تشكّله المنطقة من جزء أصيل من النسيج الحضري للمنطقة.
وناشدت اللجنة جميع الجهات ذات العلاقة بإعادة إعمار وتأهيل المنطقة المتضررة من السوق وما حولها، بإعادة ترميمها والحفاظ على ما تبقى منها، بما يلائم مكانتها التاريخية والحضرية، وفقا لرؤية خاصة بذلك يجري الإعداد له.
وفي نهاية السوق من الجهة الشرقية يتمركز الجامع العمري الكبير، الذي أنشأه السلطان محمد بن قلاوون عام 1329م، ويفتح منه باب على وسط السوق ليسهل حركة التجار ورواد السوق من وإلى المسجد.
قلب مدينة غزة القديمة
ويبين الدكتور أيمن حسونة أستاذ الآثار في جامعات غزة، أن سوق الزاوية يقع في قلب مدينة غزة القديمة، ويعتبر محور رئيسي من محاور المدينة التي ينطلق منها السكان إلى معظم أرجاء القطاع.
وقال لـ"العين الإخبارية": "سوق الزاوية يعد محورا اقتصاديا مهما في المدينة، والتجارة فيه نشطة جدا"، مشيرًا إلى أن السوق في منطقة أثرية كاملة تضم سوق قيسارية والمسجد العمري وعشرات البيوت السكنية..
وذكر أن السوق عبارة عن محلات ضمن مباني سكنية جزء منها قديم وجزء آخر دخل عليه تحديث.
وأكد أنه من ناحية أثرية ليس المهم المباني الظاهرة فوق الأرض وإنما هناك طبقات أثرية تحت الأرض في غزة القديمة، منبها إلى أن تلك المنطقة مبنية على عدة طبقات أثرية لا بد من الحفاظ عليها، لأنه إن لم نتمكن من التنقيب عنها حاليا لقلة الإمكانات، فإن الجيل القادم قد يمتلك ما يساعده على ذلك.
وقال: "هناك أضرار مباشرة وغير مباشرة جراء الانفجار لكن الأضرار غير المباشرة هي الأخطر لأنها تتمثل في تصدعات وتشققات يمكن أن تؤثر على سطح المبنى وبالتالي تشكل مشكلة للسكان وللمبنى الأثري أيضا.. بينما الأضرار المباشرة يمكن التعامل معها وترميمها".
وأضاف "بعد الحادث لا بد من عمل دراسة معمارية للمنطقة الأثرية كلها ثم نضع خطة للتدخل العمراني فيها وهذا الامر يحتاج وقت طويل وامكانيات كبيرة