إِنَّهُم قادِمُونَ.. ما مِن مُجِيرِ
أَينَ أُخفِيكَ عَنهُمُو يا صَغِيرِي؟!
أَينَ أُخفِيكَ؟! ضاقَ بي كُلُّ رُكنٍ
والمَدَى صَارَ خُطوَةً فِي زَفِيرِي
أَينَ أُخفِيكَ؟! ليتَنِي كُنتُ نَسرًا
ضَمَّكَ الآنَ، طائِرًا عَن سَعِيرِ
لَيتَنِي لَم أَقُدْكَ يا ظِلَّ رُوحِي
بِاتِّجَاهٍ مُحَاصَرٍ بِالنَّفِيرِ
هاتِ عَينَيكَ، رُبَّمَا بَاغَتُونا
وانطَفَأنَا، قَبلَ الوَدَاعِ الأَخِيرِ
يا صَغِيرِي.. ولَم أَزَل فِي ذُهُولٍ
كَيفَ صِرنَا ضَحِيَّةً لِلمُغِيرِ؟!
قَلبُكَ الغَضُّ وَاجِمٌ، لَستُ أَدرِي
هَل يعَُانِي مَصِيرَهُ؟ أَم مَصِيرِي؟!
لَم نَمُت بَعدُ.. ضُمَّنِي إِنَّ شَيئًا
بَينَ جَفنَيكَ يَلتَظِي فِي ضَمِيرِي
أَيُّ حِقدٍ هذا الذي لا يرَُاعِي
حُرمَةَ النَّفسِ؟! أَيُّ حِقدٍ ضَرِيرِ؟!
أَيُّ كُفرٍ هذا الذي يَقتُلُ النَّاسَ
ويَدعُو بِاسمِ السَّمِيعِ البَصِيرِ؟!
إِنَّهُ يَقتُلُ الطَّبيبَ، ويَعدُو
بِانتِشَاءٍ لِمَيِّتٍ فِي السَّرِيرِ
يَخطبُ الحُورَ بِاغتِيَالِ (الثُّلايَا)
و(القُهَالِي)و(المَعمَرِي) و(الشَّمِيْرِي)!

يحيى الحمادي