خُذلتَ وماالخذلان أمرٌ تطيقه
ولألآؤك الأعلى تهاوت بروقه
فماجرحك المصدوم جفّت عروقه
وماارتاح من نزّ الشظايا طريقه
مشته جراح العابرين لحلمهم
تمنته مبسوطا وأيدٍ تعيقه
وحسبك ثورات تثاقل عرسها
تهتك من طعن الظلام شروقه
عزيرٌ دم الأحرار كالنخل باسقا
وحلوٌ كطعم التمر بل قد يفوقه!
وحسبك أرواحٌ قديمٌ نزيفها
وماانفكت الذكرى إلينا تسوقه
لتُشهد روحَ الأرض أنّ ازدهارها
فصولٌ من الإصحاح هنّ بريقه
وأنّ رفات الثائرين ثراؤها
ولولاه لم تعرف رخاءً تذوقه
رووّها ومااسطاعوا انفلاتا من الردى
خَيارا وماحشد العبيد يُطيقه
وماجرحك المسكوب إلا امتدادهم
حفيٌ بهم والحرّ حرٌ صديقه
عزاؤك من أضجى شهيدا وشاهدا
على خضرة المعنى خلودا رحيقه
ومايرفع الأحلام إلا سموقه
ومايبعث الأشعار إلا شروقه ...

ريم سليمان الخش