صور للمريخ في ظروف واضحة (على اليسار) وأثناء عاصفة الغبار العالمية 2018
اجتاحت عاصفة ترابية المريخ عام 2018، لتتسبب في تدمير دوامة من الهواء البارد حول القطب الجنوبي وجلبت لنصف الكوكب الربيع المبكر.
اجتاحت عاصفة ترابية المريخ في عام 2018، لتتسبب في تدمير دوامة من الهواء البارد حول القطب الجنوبي للكوكب وجلبت لنصف الكوكب الربيع المبكر.
وعلى النقيض من ذلك تسببت العاصفة في تشوهات طفيفة فقط في الدوامة القطبية في نصف الكرة الشمالي ولم تحدث تغيرات موسمية دراماتيكية.
وعلى مدار أسبوعين في بداية يونيو/حزيران 2018 اجتمعت العواصف الترابية المحلية وانتشرت لتشكل غطاءً لا يمكن اختراقه من الغبار أخفى سطح الكوكب بأكمله تقريبًا، وأثبتت العاصفة الترابية العالمية التي تزامنت مع اعتدال المريخ واستمرت حتى منتصف سبتمبر/أيلول أنها قاتلة لمركبة ناسا التي تعمل بالطاقة الشمسية والتي تعمل بالطاقة الشمسية.
وقام الدكتور بول ستريتر من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بالجامعة المفتوحة الأمريكية وزملاؤه من وكالة ناسا والأكاديمية الروسية للعلوم بفحص تأثيرات الحدث على الغلاف الجوي للمريخ من خلال دمج البيانات من نموذج المناخ العالمي للمريخ مع الملاحظات من مركبة الفضاء "مارس ريكونيسانس أوربيتر" التابعة لوكالة ناسا، ومركبة تتبع الغاز المداري التايعة لوكالة الفضاء الأوروبية، وتم استعراض نتائج هذه الدراسة الجمعة في الاجتماع الوطني الافتراضي لعلم الفلك (NAM 2021).
ويقول الدكتور ستريتر: "كانت العاصفة غير المسبوقة فرصة مثالية للتحقيق في كيفية تأثير العواصف الترابية العالمية على الغلاف الجوي في أقطاب المريخ، والتي تحيط بها نفاثات قوية من الرياح في الشتاء، ومنذ آخر عاصفة عالمية في عام 2007، تم تنفيذ العديد من المهام والأدوات الجديدة التي وصلت إلى مدار المريخ، لذلك كان حدث 2018 هو الأكثر مشاهدة حتى الآن".
وأظهرت الأبحاث السابقة أن المستويات العالية من الغبار في الغلاف الجوي يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على درجات الحرارة والرياح القطبية، وتؤثر دوامات الهواء على درجات الحرارة ونقل الهواء والغبار والماء والمواد الكيميائية ، لذا فإن تعطيلها قد يعني تغييرات كبيرة في الغلاف الجوي للمريخ.
ووجد الفريق البحثي أن عاصفة 2018 كانت لها تأثيرات مختلفة تمامًا في كل نصفي المريخ، ففي القطب الجنوبي، حيث تم تدمير الدوامة الهوائية تقريبًا، ارتفعت درجات الحرارة وانخفضت سرعة الرياح بشكل كبير، وفي حين أن الدوامة ربما تكون قد بدأت بالفعل في الانحلال بسبب بداية الربيع، يبدو أن العاصفة الترابية كان لها تأثير حاسم في إنهاء الشتاء مبكرًا.
وعلى النقيض من ذلك، ظلت الدوامة القطبية الشمالية مستقرة، واتبعت نمطها المعتاد بداية الخريف، ويربط الباحثون هذا بالمحتوى العالي من الغبار في الغلاف الجوي الذي يقمع الموجات الجوية التي تسببها التضاريس المتطرفة في نصف الكرة الشمالي، الذي يحتوي على براكين يزيد ارتفاعها عن ضعف ارتفاع جبل إيفرست وحفر عميقة مثل الجبال الأرضية.
وأضاف الدكتور ستريتر: "إن العواصف الترابية العالمية عند الاعتدال قد تعزز الانتقال إلى القطب الجنوبي بسبب تقلص الدوامة، بينما تستمر الدوامة الشمالية الأكثر قوة في العمل كحاجز فعال، وإذا استمر هذا النمط للعواصف الترابية العالمية على مدار آلاف السنين، فإن له تداعيات على كيفية ترسب الغبار في القطبين الشمالي والجنوبي وفهمنا لتاريخ مناخ الكوكب".