رحلتم
رَحَلتُم جَميعاً بفَصلِ الشتاءْ .. وقلتُم وَداعاً لِأرض ٍ تَنَامَتْ .. بِصَبرِ الأَقَارِبِ والأَصدِقَاءْ .. ذَهبتُم وَكلُّ العَواصفِ جَاسَت بِذاكِرَتي .. أورثتْها الجَفاءْ ..!! وكيفَ استطَعتُم فُرَاقَ السِّنينْ ..؟ وكيفَ انتَزعتُم مِنَ القلبِ عِشقاً بَكاهُ الحَنينْ ..!! وكيفَ تَركتُم وَراءَ التِّلالِ عَزيزاً يُصارعُ حَدَّ البَقاءْ .!!! أمَا قَدْ حَلَمتُم بِزَيتونَةٍ تَصْطلي بالسَّهرْ ..؟ وَلَيمونةٍ قَدْ جَفَاهَا المَطَرْ ..!!! أَمَا قَد رَأيتُم بِعزِّ المَنامِ .. سُهولاً مِنَ القَمحِ تَهمي .. تُناجِي دُموعَ القَمَرْ ..!! وَ تلكَ الجِدارُ الَّتي أَسقطوهَا غُثَاء البَشَر .. فمَن يا تُرى سَوف يَبني حِماها ليَعلو مَداهَا .. ويَحلو السَّمَرْ ..؟ أمَا لاشتياقٍ لأرضِ الوَفاءْ ..!؟ أمَا قد أضَاءتْ لَدَيكُم نُزوعاً .. نُجُومُ السَّماءْ ..؟ وهَل في القلوبِ .. تئِنُّ البُطيناتُ نَبضاً يُكابِدُ سطو المآبِ .. بكُلَّ مَسَاءْ ..؟!! وَ فِي مُقلتَينَا ألاَ نَرتجي دَمعةً .. كَي نُسَارعُ صَوبَ الرَّجَاءْ ..؟ رَحَلتُم رَحَلتُم .. بِفَصلِ الشِّتاءْ .. ومَن يَرتَدي يَا تُرَى حين يأتي الرَّبيعُ .. ثِيَابَ الجَلاءْ .
عماد عبدالله المقداد