وَهَا قَد أَتَانَا ..
يُطِلُّ عَلَينا ..
كَأنَّ قِطَافَ السَّعَادَةِ يَرنُو لِزَهرِ رُبَانَا ..
يُنَاجِي الوَرِيد ..
وتُهدِي القُلوبَ بِوَردٍ إِلَينَا ..
يُلَوِّنُ خَطبَ المَنَايَا بِبَهجَةِ عيد ..
وهَا قَد أَتَانَا ..
وَبِالأَمسِ كَانَ يَئِنُّ عَلَى صَوتِ وَقعِ خُطَانَا ..
كَحُلمٍ طَرِيدْ ..
وَرَغمَ عَصِيبِ الأَمَانِي يَرَانَا ..
وَقَد كُبِّلَتْ بِالجِرَاحِ حِمَانا ..
وَهَل مِن مَزِيد ..!!
وَكَيفَ السَّعَادَةُ تَجلُو الهَوَانَ ..
وكُلُّ القَوَافِي بِشِعرِي حَزَانَى ..
وَصمتُ الأنَامِ يَهَابُ الرِّهَان ..
لِوَقتٍ جَدِيد ..
أَلَا تَذكُرِينَ دُرُوبَ التَّمَنِّي ..
بِذَاكَ المَسَاء ..
وَتِلكَ العَنَاقِيدُ تَشهَدُ أنّي ..
كَثِيرَ الوَفَاء ..
وَحِينَ التَقَينَا بِدَوحةِ زَيتُونَةٍ فِي العَرَاء ..
بِرَغمِ المَخَاوِف .. رَغمِ العَنَاء ..
فَكُنتُ أُنَاجِي بِوَعدِ السَّمَاء:
لِمَاذَا الرَّبِيعُ سَرِيعًا يموتْ ..؟
وَيَقبَلُ بَوحَ الخَرِيف يُحِبُّ فَضَاءَ السُّكُوتْ ..!!
وَهَا هُوَ عِيدِي .. يُنَاجِي المَكَانَا ..
أَرَاهُ بِرَغم الحُطَامِ سَقَانَا ..
بِنَبضٍ جَدِيدْ ..
بِنَا قَد يَعُودُ لِصَرحٍ عَلَانَا ..!!
يحقّقُ عِطرَ الأَمَانِي بِشَوقٍ بِهِ نَستَعِيدْ ..
عناقَ اللَّيَالِي لِمَجدٍ وَلِيد ..
تُرَى هَل تَغَنَّى بِعِيدٍ سِوَانَا ..؟!!

عماد عبدالله المقداد

من ديوان: نغيمات الرحيل