أَيُّهَا العَائِدُ مِنْ غَيمِ الحَياةِ
لِمَ تَعْدو في سؤالٍ عَنْ مَمَاتِي؟
لِمَ تَهْمِي والسَّحَابُ المنْتَشِي
يَزْرَعُ القَلبَ بأشباحِ الصِّفاتِ؟؟
جَولةٌ أُخرى مَعَ الرَّسْمِ الخَفِيْ!
وسُنُونٌ تُبْتَنَى للشَدَقَاتِ
جَولةٌ أُخرى مَعَ القَبْرِ الرَّخِيْ!
ذانِكَ الموتُ يُحلِّي شُرُفاتِي
أيُّها العَائدُ دونِي وحْدَتِي
فَهُنا كوكبَةٌ مِنْ صَرَخَاتِي
تؤنِسُ الخوفَ إذا الخوفُ ارْتَدى
رَعْشَةَ الزهوِ بأجْسَادِ العُراةِ
اِبتهالاتٌ على النزفِ الطَّمِيْ
وتقولُ الظلُّ في الظُلْماتِ آتِ
هاتِ وجدًا ليسَ وجدِي قادمًا
يا صراخَ الحشرِ يومَ الضَحِكَاتِ
هَاتِ غَيْمًا مُمْطِرًا في حاجَتِي
ليسَ يَغْفو في الغيومِ المُنْهَكَاتِ
لِتُعِيدي رِحْلَةَ الدَّمْعِ النَّقِيْ
هَامِياً في أقْحُوانِي وَصَلاتِي
فَهُنَا كَوكَبَةٌ لا تَجْتَبِي
نَاقَةً أوْ جَسَدًا مُلْقَى، فَهَاتِ
عِنْدَكِ الكَونُ فَسِيْحٌ صَامِتٌ
ونَشيجٌ هَارِبٌ نَحْوَ الجِهَاتِ
لا تَسَلْ فِيمَ غِنَائِي رَاحِلٌ
ولِمَاذا النَّزْفُ ضوءُ الكَلِمَاتِ؟
أَيُّ طَيرٍ في حُروفِي دَافِىءٌ!
أَيُّ ثَلجٍ ليسَ يَبكي في السُّبَاتِ!
يَغرَقُ السَّفْحُ وأَبْقَى جَدْوَلًا
لا ضِفَافَ اعْتَصَمَتْ بالقَطَرَاتِ
لا تَسَلْنِي كَيْفَ أُخْفِي دَمْعَةً
في سِيولِي عنْ ضَمِيرِ اللَّحَظَاتِ
أيُّهَا العَائدُ حَسْبِي شَارِدٌ
تَحْتَ جفنِ الشَّمْسِ والمُنْصَرِفَاتِ
إنَّهُ العِتْقُ رَحِيمٌ شَاحِبٌ
أنَّةٌ منْ مومِيَاءِ الشَّهَقَاتِ
تَحْبِسُ الجَوْفَ لِيَظْمَا مَاؤُهُ
حُجْرةٌ منْ غائِرَاتِ الحُجُراتِ
عُدْ منَ الوقتِ الذي مَا زَالَ لِي
عَطَشَ العَوسَجِ يُدمِي خُطُواتِي
لا تُداهنِّي بِمَرْآكَ الصَّدَى
واقتَفِ الآثارَ مِن هَمْسِ الحَيَاةِ
عَلَّمتني حُجْرةُ الفَيءِ الذَّكِيْ!
كَيْفَ للظُلْمَةِ أنْ تَسْكُنَ ذَاتِي
اِجمَعِي سَعْفِي ظِلالًا تُلْتَظَى
واطْرَحِيهَا في شُرودِ الصَّفَحَاتِ
اِمْلَئِي مَا مَاتَ مِنّي عَائِدًا
خَلفَ أغصَانِي بِلَيلِ الزَّفَرَاتِ
أَيْ صَفِيَّ الهَجْعَةِ الأولَى مَعِي
اِقتَرِبْ، ضُمَّ رَحِيلِي لِلشَتَاتِ
سَوفَ أحْيَا لِمَزِيدٍ مِنْ دُجَى
لِظِلالٍ تَحْتَمِي بالظُلُمَاتِ

محمد عبد الحفيظ القصاب