وفقا لدراسة علمية فإن تناول كميات كبيرة من القهوة والشاي قد يرتبط بمخاطر صحية على الكلى لدى فئة معينة من الناس، فمن هم؟ وما السبب؟ وما البديل؟
من المعروف علميا أن شرب القهوة يوميا باعتدال -بمعدل يتراوح بين 3 و4 أكواب- يمكن أن يساعد في تقليل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين صحة الكبد، بالإضافة إلى تقليل خطر الاختلال المعرفي.
وفي تقرير نشرته مجلة "كويداتي بلوس" (cuidateplus) الإسبانية، تقول الكاتبة إيزابيل غالاردو بونس، إن هذه الكميات قد تكون مفيدة للأشخاص الأصحاء الذين يتبعون نظاما غذائيا متوازنا، لكن الأمور تختلف بالنسبة لفئة كبار السن الذين يعانون من زيادة الوزن أو من متلازمة التمثيل الغذائي التي تعزز خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وداء السكري.
ومتلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة عوامل خطورة متمثلة في البدانة وارتفاع نسبة السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع قيم الكوليسترول.
أما سبب هذه التأثيرات المضرة لهذه الفئة من الناس فهي بسبب مادة الكافيين في القهوة والشاي، وقد تزيد احتمالات الخطر لدى كبار السن.
تأثير الكافيين على الكلى
يقول أندريس دياز لوبيز من وحدة التغذية البشرية في "جامعة روبيرا الأول بيرجيلي" الإسبانية، لمجلة "كويداتي بلوس" إن دراستهم الحديثة خلصت إلى أن شرب الشاي والقهوة باستمرار يؤدي إلى تدهور وظائف الكلى لدى كبار السن المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي.
ويؤكد الدكتور لوبيز أنه "من المعروف منذ فترة طويلة أن الكافيين يزيد من ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي ينتج عنه فرط الرشح الكبيبي الذي يؤدي إلى تدهور الكلى عندما يستمر طويلا".
لكن لماذا يحدث هذا التدهور؟ السبب هو أن الكافيين يؤدي إلى فرط الرشح الكبيبي (hyperfiltration) أي زيادة المعدل الذي ترشح به الكلى السوائل، واستمرار هذا لفترة طويلة يؤدي إلى إنهاك الكلى والتأثير سلبا على الوظائف التي تقوم بها بشكل اعتيادي.
ويقول الدكتور لوبيز إنه في بداية الدراسة التي استمرت عاما واحدا، كان لدى المشاركين الذين يستهلكون كميات أكبر من الكافيين معدل ترشيح كبيبي أعلى من غيرهم. وبعد مرور سنة، أظهرت النتائج أن أولئك الأشخاص يعانون من تدهور في وظائف الكلى.
بدائل للكافيين
حسب الكاتبة، لا تعني هذه النتائج الاستغناء تماما عن القهوة، بل تقليل كمية الاستهلاك لدى كبار السن الذين يعانون من أمراض الكلى والسمنة والسكري والدهون الثلاثية المرتفعة والبروتين الدهني منخفض الكثافة، ويمكن القيام بذلك عبر شرب القهوة منزوعة الكافيين.
وينصح الدكتور لوبيز بالحد من استهلاك القهوة التي تحتوي على الكافيين إلى فنجان واحد في اليوم، موضحا أن القهوة منزوعة الكافيين "توفر نفس كميات البوليفينول، وفي الوقت ذاته سوف تحمي الكلى إذا كانت لديك بالفعل عوامل خطر وكنت متقدما في السن".من جهته، يؤكد جوردي سالاس، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة أن نتائج هذه "الدراسة القائمة على الملاحظة يجب تأكيدها من خلال تجارب إكلينيكية"، ويعني ذلك أنه إذا تم إثبات العلاقة بين تناول كميات كبيرة من القهوة أو الشاي ومشاكل الكلى، فيجب أن يصبح التحذير من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين جزءا من الإستراتيجيات الغذائية للوقاية من أمراض الكلى، وخاصة لدى البالغين المعرضين لمخاطر صحية أكثر من غيرهم.
وتعتبر أمراض الكلى مشكلة صحية منتشرة عالميا حيث تصيب 10% من البالغين، وقد تصل النسبة إلى حوالي 20% لمن تتراوح أعمارهم بين 60 و65 عاما. كما تؤدي الشيخوخة إلى تدهور وظائف الكلى وتراكم السموم في الجسم، وهو ما يعزز مخاطر تناول كميات كبيرة من الشاي والقهوة.