كشفت وكالة ناسا أن كويكبا يسافر بسرعة تزيد عن 36 ألف ميل في الساعة يستعد للمرور بالقرب من كوكبنا مع نهاية الشهر الجاري.
ويبلغ طول الكويكب الذي يحمل اسم 2021 HH نحو 34 مترا، ما يجعله أطول بثلاث مرات من الديناصور "تي ريكس" المخيف. ووفقا لتحليل من وكالة ناسا، فإن صخرة الفضاء ستقترب من الأرض في أقرب نقطة لها، في 29 أبريل.ويعتقد الخبراء الذين درسوا الكويكب أنه يسافر بسرعة غير مفهومة تقريبا تبلغ 16.5 كيلومترا في الثانية، وهذا يعادل 59400 كيلومتر في الساعة (36900 ميل في الساعة).
وبهذه السرعة، يمكنه إكمال مداره حول الأرض في أقل من ساعة. وللمقارنة، يستغرق القمر ما يقارب 28 يوما لإكمال دائرة كاملة من كوكبنا.
وحددت وكالة ناسا 2021 HH كجسم قريب من الأرض (NEO).ومع ذلك، فإن الكويكب سيكون على بعد أكثر من 14 ضعفا لمسافة الأرض والقمر عندما يصل إلى أقرب نقطة له من كوكبنا في 29 أبريل. وهذا يعني أنه يبعد أكثر من خمسة ملايين كيلومتر.
ورغم ذلك، فإن هذه المسافة تقدر بعرض الشعرة من الناحية الفلكية، ولهذا وصفته وكالة ناسا على أنه من الاجسام القريبة من الأرض.
والكويكبات هي أجرام صخرية يتراوح قطرها بين بضعة أمتار وعدة كيلومترات، أما الأجرام الأكبر فتسمى الكواكب القزمة، والأكبر منها هي الكواكب.
وتوفر الأجسام القريبة من الأرض الفرصة لأمثال ناسا لإلقاء نظرة على تاريخ النظام الشمسي.
وقالت وكالة ناسا على موقعها الإلكتروني في مختبر الدفع النفاث: "الأجسام القريبة من الأرض هي مذنبات وكويكبات دفعتها جاذبية الكواكب القريبة إلى مدارات تسمح لها بالمرور بجوار الأرض. ويرجع الاهتمام العلمي بالمذنبات والكويكبات إلى حد كبير إلى حالتها باعتبارها البقايا غير المتغيرة نسبيا من عملية تكوين النظام الشمسي منذ نحو 4.6 مليار سنة".
وتشكلت الكواكب الخارجية العملاقة (كواكب المشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون) من تكتل بلايين المذنبات وبقايا أجزاء من عملية التكوين هذه هي المذنبات التي نراها اليوم.
وبالمثل، فإن كويكبات اليوم هي القطع والأجزاء المتبقية من التكتل الأولي للكواكب الداخلية التي تشمل عطارد والزهرة والأرض والمريخ."
وحذرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) من أن الأجسام القريبة من الأرض يمكن أن تشكل تهديدا لكوكبنا. وقالت: "من بين أكثر من 600 ألف كويكب معروف في نظامنا الشمسي، هناك أكثر من 20 ألفا من الأجسام القريبة من الأرض. ويمكن أن تصطدم الأجسام القريبة بكوكبنا، واعتمادا على حجمها، يمكن أن تحدث أضرارا كبيرة".
وأضافت الوكالة: "في حين أن فرصة اصطدام جسم كبير بالأرض ضئيلة للغاية، إلا أنها ستؤدي إلى قدر كبير من الدمار. وبالتالي، فإن الأجسام القريبة من الأرض تستحق جهود الكشف والتتبع النشطة".