بطل مصري لم يشهد نجاحه.. "عاش يا كابتن" على شاشة نتفليكس
عُرض الفیلم بمسابقة الأفلام الوثائقیة لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي بكندا في عرضه العالمي الأول، كما عرضه "دوك نیویورك" أكبر مهرجان للسینما الوثائقیة بالولایات المتحدة.
عاش يا كابتن".. إرث مُدرب مصري يصنع الأبطال من العدم (مواقع التواصل)
بعد رحلة طويلة من المشاركات والعروض المهرجانية، خاضها فيلم "عاش يا كابتن" بدأت منصة "نتفليكس" العالمية عرضه ليصبح أول فيلم تسجيلي عربي يُعرض عبر هذه المنصة.
"عاش يا كابتن" من إنتاج مشترك بين مصر وألمانيا والدانمارك، من إخراج مي زاید، وإنتاجها بالشراكة مع أنكا بیترسن وأنَا بولستر، ومونتاج سارة عبد االله، وتصویر محمد الحدیدي، وتصمیم شریط الصوت سمیر نبیل وبرایان دیربي، وموسیقى ماریان منترب.
ويسجل الفيلم رحلة لاعبة رفع الأثقال أسماء رمضان خلال فترة 4 سنوات من 2014 إلى 2018، وتدريبها على يد الكابتن رمضان عبد المعطي، لاعب رفع الأثقال السابق والمدرب لعدد من الشابات في ساحة قديمة اتخذها مركزًا للتدريب بأحد الأحياء الفقيرة في مدينة الإسكندرية.
صانع أبطال لم يشهد نجاحه
لم يمهل القدر كابتن رمضان ليشاهد نجاحه على الشاشة الكبرى، إذ توفي في فبراير/شباط 2017، قبل إتمام إنتاج الفيلم الذي شارك في بطولته، واستضاف صنّاعه لتسجيل الفيلم بقطعة الأرض الخالية التي اتخذها مركزًا للتدريب.
هو والد "نهلة رمضان" بطلة مصر في رفع الأثقال منذ 2003، وهو أيضًا مدرب البطلة الشهيرة "عصمت منصور" التي تظهر في الفيلم، ملهمة للبطلات الصغيرات المحتملات اللاتي يرغبن في السير على دربها، ويتطلعن للوصول إلى مكانتها.
كابتن رمضان بطل رياضي قديم، رجلٌ في العقد التاسع من العمر. يهوى البحث عن الأبطال من بين العاديين. هو المدرب في مصنع الأبطال الأولمبيين كما تقول اللافتة الإعلانية البسيطة خلف الساحة الشعبية التي يديرها في حي الورديان بالإسكندرية. يعيش الرجل يومه كله تقريبا في الشارع، في "الخرابة" أو الساحة التي اختارها مقرا للتدريبات. يجمع البنات من فقراء الحي الشعبي. يُدربهن على رفع الأثقال. يخوض بعضهن غمار المنافسات وصولا إلى حصد الميداليات الأوليمبية، وذهبيات بطولة العالم في اللعبة.
صانع أبطال بمليم
لا ينقطع لسان كابتن رمضان عن الصراخ في تلاميذه، تماما كما يكرر على مسامع الناس طول الوقت أنه صانع أبطال أوليمبيين بـ "مليم" (عملة مصرية قديمة اندثرت) أو بـ "بركة سيدي القباري" هو أشبه بـ "زوربا" الراقص الفرح بنجاحات بناته، والساخط عليهن في لحظات الفشل، محبوب الجميع، ويحظى باحترامهم، سواء كانوا إداريين بمدرسة "القباري" الابتدائية، أو أولياء أمور الطلبة، أو بطلات سابقات أو حتى فنيين وسائقين يساعدونه وفريقه من البنات الحالمات بتحقيق البطولات.
بين الإخفاق والانتصار
أما البطلة التي يتتبعها الفيلم فهي "أسماء" أو "زبيبة" التي نتابع رحلتها ما بين الإخفاقات والنجاحات، من سن 14 حتى 18. مراهقة تنمو سريعا وتخطو خطواتها نحو تحقيق البطولات، من بطولات محلية بالإسكندرية إلى بطلة الجمهورية، ثم بطلة أفريقيا المُتوَّجة بالذهب. في الفيلم الوثائقي يظهر الأبطال أنفسهم يعيشون حياتهم الحقيقية، بمعاناتها اليومية، وخيباتها المتكررة، ولحظات السعادة القليلة. نتعرف على أسلوب الكابتن رمضان في التدريب، حيث يمزج بين حنوٍ الأب وقسوة اكتسبها من ثقافة الشارع السكندري وطول خبرته مع رياضة رفع الأثقال.
6 جوائز خلال عامين
عُرض الفیلم في مسابقة الأفلام الوثائقیة لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي بكندا في عرضه العالمي الأول، كما عرضه "دوك نیویورك" أكبر مهرجان للسینما الوثائقیة بالولایات المتحدة. وحصل على جائزة "الیمامة الذهبیة" لأفضل فیلم بمسابقة الأفلام الألمانية في مهرجان "دوك لایبزغ" بألمانیا، أقدم مهرجان للسينما الوثائقية بالعالم.
كما حصل على جائزة أفضل إخراج من مهرجان "سول" الدولي لسينما الأطفال بكوريا الجنوبية، وحصد من "مهرجان القاهرة السينمائي" 3 جوائز (الهرم البرونزي، إيزيس، جائزة الجمهور يوسف شريف رزق الله) ونال جائزة أفضل فيلم تسجيلي بجوائز النقاد للأفلام العربية التي ينظمها مركز السينما العربية في مهرجان كان السينمائي 2021، وقام بالتصويت عليها 160 ناقدا من 63 بلدا.