هل رأيتم على الطريقِ يتامى؟
ألِفُوا الدمعَ والأسى والهُيامَا
سبقونا إلى الغرامِ وعادوا
لم يعودوا بل استحالوا حُطَاما
يلمعُ الحبُّ كلما مرَّ طيفٌ
طهرُ طينٍ إلى السماءِ تسامَى
فاقرَؤوا في عيونهم كلَّ بؤسٍ
واقرَؤوهم توجداً واضطراما
كلُّ قلبٍ لم يعرفِ العشقَ خاوٍ
كلُّ جيلٍ لم يُذنبوهُ ندامى
ليس في الحبِّ للضعيفِ مكانٌ
إنما الحبُّ أن تكونَ هُمَامَا
فخذوني إلى الهوى حيثُ تَطْغى
لغةُ الروحِ قد وأَدْنا الكَلاما
وخذوني إلى الهوى قد سئمتُ
الصبرَ دِرعاً ورادعاً ولثاما
كلُّ عشقٍ هو ابتداءُ حياةٍ
ليس في العشقِ خبرةٌ وقُدامى
إنما العشقُ نفحةٌ من جِنانٍ
هبطتْ شوقاً لم تقارفْ حراما
إن رأيتم على الطريقِ يتامى
أقرِؤوهم تحيةً وسلاما
الحميدي بن حماد الشمري