لا تعذلِ القلبَ ليس العذلُ يردعُهُ
وارفِقْ قليلاً عسى بالرفقِ يمتثلُ
يا عاذِلي في الهوى، إنّ الهوى قدَرٌ
هل يمنعَنْ قدراً حوْلٌ؟ .. ولا حِيَلُ
يا عاذلي في الهوى، إنّ الهوى قمرٌ
حاولتُ إخفاءه فاستعْصتِ المقلُ
وسرتُ في الناس تتلو مقلتي سُوَراً
من عشقِ قلبي الذي قد أدَّهُ الأملُ
إنّي الغريبةُ ما مِن غربتي هرَبٌ
ظلّي ويتبعُني ما كان ينفصلُ
إنّي الغريبةُ والأحمالُ تُثقِلني
ما مِن قريبٍ بهِ للعونِ مُحتَمَلُ
ويسألُ الناسُ ما للقلبِ ذاب جوىً
هل يَنشدُ الموتَ قلبٌ بالهوى ثمِلُ
كلُّ الهمومِ ارتأتْ فيه أباً حدِباً
ومَسْكناً حانِياً إذ ضاقت السبُلُ
فراحَ يرعى همومًا ثمّ يُسكِنها
قلبَ السماءِ نجوماً ما لها نَقَلُ
ويسهرُ الليلَ يأسو جُرحَها كلِفاً
بالشعر يشدو وصابُ الدمعِ ينهملُ
يا لائمي، عشقُ هذا الكونِ يأسِرُني
ونارُ كلِّ الورَى في القلبِ تشتعلُ
بل كلُّ هذي الدُّنا في القلب مسكنُها
في كلّ حيٍّ أرى همّي ويعتمِلُ
يا ليتَ أنّي بلا قلبٍ تُمزِّقُهُ
أوْهَى العوارضِ أو تجتاحُه العِللُ
أو أنَّ قلبي غدَا مِن قسوةٍ حجَراً
أو مِن حديدٍ فلا همٌّ ولا وَجَلُ
(ما كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركهُ)
فارأفْ بقلبي فما في بُرئه أمَلُ
آمال يوسف شعراوي