غالِبًا ما أُبَادِلُ الحُزنَ هُزْءَهْ
غالِبًا ما يَزِيدُني الخَوفُ جُرأَةْ
غالِبًا ما أُحَوِّلُ الشَّوقَ شِعرًا
غالِبًا ما أُحَوِّلُ الشِّعرَ مَرأَةْ
غالِبًا ما أَمُوتُ سَهوًا لِأَنسَى
أَنَّ لِي عُمرَ شاعِرٍ لَستُ كُفأَه
لا أَرَانِي أَعِيشُ إِلَّا بجُرحٍ
كُلُّ كَفٍّ تُرِيدُ بِالعَطفِ نَكأَهْ
كانَ عُمرِي يَمُرُّ قَبلِي سَريعًا
إِنَّما مَن يُخَفِّفُ الآنَ بُطأَهْ!
في المَكَانِ الأَخِيرِ مِن كُلِّ شَيءٍ
ثَمَّ شَيءٌ يُحاوِلُ الوَهمُ بَدءَهْ
لَيسَ عِندِي لِآخِرِ اللَّيلِ دَينٌ
ما لِعَينِي تُريدُ بِالسُّهدِ فَقْأَهْ؟!
كُنتُ أَدرِي بِأَنَّ شَيئًا غَريبًا
فيهِ يَجرِي فَلم أَذُق فيهِ هَدأَةْ
***
أَغلَبُ الظَّنِّ أَنني كُنتُ وَحدِي
غَيرَ أَني سَمِعتُ في القُربِ نَبأَةْ
وانتَهَى الأَمرُ؛ لَم يَكُن قَطُّ أَمرًا
ذا انتِهاءٍ لِأَنَّهُ دُونَ نَشأَةْ
قال قَلبي: أَظُنُّهُ لَيسَ جُرحًا
قُلتُ: إِنِّي أَخافُ واللهِ بُرءَهْ
هل تَرَانِي انكَسَرتُ إِلَّا لِصَوتٍ
شاءَ كَسرِي فَعَجَّلَ الصَّمتُ دَرءَهْ!
ما ذَكَرتُ الرِّياحَ والغَيمَ إِلَّا
جَفَّ رِيقِي وأَخرَجَ الشِّعرُ شَطأَهْ
***
يا هُمُومًا كَثيرةً لَستُ مِنها
لَيتَهُ كانَ يَطرَحُ العُمرُ عِبئَهْ
لَستُ أَخشَى الفَنَاءَ –كالوَهمِ- مَهما
صَارَ مِلئِي الفَنَاءُ، أَو صِرتُ مِلئَهْ
واهِمٌ حاطِبُ الأَسَى وهو يُلقِي
فِي يَدِ الزَّمهَرِيرِ والنَّارِ دِفئَهْ
صارَ ظَهرُ الحَياةِ عِبئًا بِصَدري
لَم تَعُد لِي ولا لَهُ فِيهِ وَطأَةْ
ثُمَّ إِني سَمِعتُ صَوتًا.. فقالُوا
كانَ سِرًّا، فَأَخرَجَ اللهُ خَبأَهْ
وانتَهَى الأَمرُ فَجأَةً؛ كُنتُ أَدري
أَنَّهُ سَوفَ يَنتَهِي الأَمرُ فَجأَةْ

يحيى الحمادي

من ديوان: نحتٌ في الدُّخان 2019م