يُحكَى عن إنسان كان بحارًا وكان له أخ أكبر رجل قديس وبار. وهذا البحار كان إنسانًا شريرًا وخاطئًا. وكان الاثنان بحارة على مركب واحد. وفي أحد الأيام هاج البحر وكادت المركب على وشك الغرق. وعدد الركاب كان كبيرًا جدًا في السفينة، وعدد قوارب النجاة قليل. فقال القبطان سوف نعمل قرعة ومن أتى اسمه في القرعة هو الذي سوف يركب في قوارب النجاة ومن لم يأتِ اسمه في القرعة سوف يُترك في المركب.
وعندما تم عمل القرعة جاء اسم الأخ القديس في القرعة لكي يركب قارب النجاة، أما الأخ الخاطئ فاسمه لم يأتِ في القرعة. فحزن جدًا وقال سوف أموت الآن. فالأخ الكبير قال له لا تبكِ ولكن اركب أنت مكاني وأنا سوف آخذ مكانك. فقال له ما ذنبك؟ فقال له الأخ الأكبر أنت الآن إذا مت وأنت غير مستعد سوف تهلك وتذهب إلى الجحيم، ولكن أنا أحب السيد المسيح وأتمنى أن أكون في أحضانه، وبنعمة الله سوف أذهب إلى الفردوس بعد موتي لأن "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدًا".
فمن الأفضل أن أموت أنا الآن لأن موتي لن يؤدي إلى هلاكي. ولكن موتك أنت سوف يؤدي إلى هلاكك. لكن لي شرطٌ واحد وهو أنك تحيا حياتي التي كنت أحياها في القداسة . لأني سوف أموت لأجلك، فلا بُد أنك تعيش لأجلي. وقد وافقه الأخ الأصغر على هذا الشرط وعاهده عليه. وعندما نزلت قوارب النجاة إلى البحر بدأ الأخ الصغير يندم على خطيته ويتوب وهو يرى الأخ الأكبر وهو على سطح المركب الغارق وهو يناديه ويلوح له من بعيد قائلًا: لا تنسى العهد الذي بيننا أنك تعيش حياتي كما أني أموت بدلًا منك.
إن هذه القصة توضح لنا ما فعله السيد المسيح لأجلنا. فنحن إذا متنا بخطايانا فسوف نهلك إلى الأبد، لكن إن حمل هو خطايانا لن يهلك لأنه هو الحياة "أنا هو الطريق والحق والحياة"( يو6:14).
فقد كانت قوة الحياة التي في المسيح يسوع، أقوى من قوة الموت الذي لنا. فالله يريد أن يبين لنا مدى كراهيته للخطية وأنه يغضب بسببها. وقد أعلن الله غضبه ضد الخطيّة عندما دفع السيد المسيح ثمن خطايانا على الصليب "البار من أجل الأثمة"( 1بط 18:3).
فالسيد المسيح لا يمكن أن يمسكه الموت، وأما نحن فالموت حينما يبتلعنا لا نستطيع أن نخرج منه مرة ثانية، إلا إذا أخرجنا المسيح بنفسه من جوف الموت.