الموضوع منقول من جريده الصباح
ونشري له في "" مساحة حرة """ حتى لا ادخل في خطية احد فيقوم بحذفه او التعديل عليه
ادب: السيد أحمد القبانجي:
الموسيقى والغناء اليوم حاجة ضرورية
حاوره: علي السومري
رجل دين وباحث إسلامي ومترجم، دائماً ما تثير آراؤه في الفقه والشريعة الإسلامية جدلاً واسعاً، بين متلقيها سواء أكانوا من العامة أو الخاصة، يرى بشأن ما حدث مؤخراً من محاولات لبعض التيارات الدينية المتشددة منع الموسيقى والغناء في مهرجان بابل بأنه خطأ كبير ليس هنالك ما يبرره، أنه الأمين العام لتيار الإسلام الليبرالي،
السيد أحمد القبانجي الذي أشار في معرض إجاباته إلى أن موضوعة الموسيقى والغناء كانت دوماً موضع خلاف بين تيارين (الفقهاء والمتصوفة)، من حيث وجهة نطر كل منهما من زاويته للموضوع، كما تطرق أيضاً إلى آراء رجال الدين مثل السيد محمد حسين فضل الله وموقفه من الموسيقى والرقص والحلية التي اسبغها عليهما بشروط، وكذلك رأي الشيخ حسن الترابي واعتباره الرقص والغناء والموسيقى قسماً من أقسام التوحيد والعقيدة الإسلامية، تلك الآراء وغيرها بالإضافة إلى آرائه الخاصة كانت محور حوارنا مع (القبانجي) حوار ابتدأناه بسؤال:
* لغط كبير أثارته موضوعتا الموسيقى والغناء في العراق مؤخراً، خصوصاً بعد إلغاء فعالياتهما من مهرجان بابل الدولي، باعتبارك مفكراً وباحثاً إسلامياً، من أين جاء هذا التحريم وهل له أساس تشريعي؟
- لا بد أن نبحث هذه المسألة من الجذور، تيار الفقهاء وهو التيار الأقوى يعادي كل الفنون ومنها الموسيقى والطرب والشعر والغناء والمسرح والتمثيل وما إلى ذلك، لكن بالمقابل نجد تياراً آخر وهو تيار الصوفية، يؤكد على لزوم السماع، يعني سماع الموسيقى والغناء كما يذكر أبن سينا بكتاب (الشفاء) في مسألة العرفاء، إذ يقول من شروط العرفان السماع، ويتحدث فيه بشكل عميق عن هذه المسألة وضرورة السماع للحصول على مراتب عالية من المعنويات، أما ما هو السر في هذا الاختلاف، فالحقيقة إن ما نسمعه من فتاوى المتأخرين المتجددين في إباحة الغناء كالسيد فضل الله والترابي، والاستناد إلى روايات ونصوص من هذا القبيل، هذا الحقيقة لا تستند على شيء، لأنه لو أردنا ان نبحث بموضوعية في هذه المسألة، فالثقافة الدينية بشكل عام، حتى ولو لم توجد نصوص صريحة في هذا المجال، هي مخالفة لكل ما من شأنه أن يثير اللذة للإنسان في الدنيا، باعتبار إن هذا يوجب حب الدنيا، وحب الدنيا رأس كل خطيئة كما ورد في الحديث الشريف، في النصّ القرآني لم يرد نص على حرمة الغناء والموسيقى، إلا ان الفقهاء حاولوا في الروايات إيجاد ما يتلاءم مع مدرستهم في التشدد على مثل هذه الأمور، فوجدوا في بعض النصوص الحرمة، وهي نصوص ليست بالقليلة، فعندما ندرس ثقافة الفقهاء ومنهجهم والإكثار من التشديد على الناس والمحرمات ورفضهم كل ما يثير في الإنسان حب الدنيا، فمن الطبيعي جداً ان يحرموا الموسيقى والغناء والفنون، لأن ثقافة الفقهاء ثقافة شمولية فيها الكثير مما يؤيد هذه الحرمة، فكيف سيكون رأيهم بالموسيقى والغناء والطرب التي تثير قطعاً في الإنسان حالات روحية إيجابية وترفيهية والإكثار منها سيشد الإنسان إلى الدنيا، فثقافة الفقهاء تتقاطع قطعاً مع ثقافة الموسيقى والفنون جميعاً لهذا حرمة الرسم والنحت، التزيـّن مثلاً أو أن يبني الإنسان بيت فارهاً، أو يلبس لباساً فاخراً ويركب سيارة فارهة، هذه كلها لها قيمة سلبية عند هؤلاء لأنهم يعتقدون أن طلب الدنيا يتقاطع مع طلب الآخرة فكل ما يثير عند الإنسان حب الدنيا يقلل من حب الآخرة وفي ثقافتهم ان الدنيا هي جسر وقنطرة إلى الآخرة فيجب على الإنسان بهذه الثقافة ان يعيش عيشة بسيطة وأن يأكل أكلة بسيطة ويلبس لباساً بسيطاً، لهذا لا تجد في البلدان الإسلامية ثقافة كرة القدم أو الغناء او الموسيقى، حتى انك تجد ان الموسيقي في البلاد الإسلامية لا تعتبر شيئاً وربما تكون محتقرة لدى كثير من العوائل المتدينة.
*هذا بالنسبة لما أطلقت عليه (الثقافة الفقهية) ماذا عن رأي المتصوفة ونظرتهم في هذا الأمر؟
- المتصوفة يرون بأن الآخرة هي الأصل، لكنهم يرون أيضاً أن الدنيا كمقدمة للآخرة يجب الاهتمام بها، ولديهم ان من يعيش في الدنيا سعيداً سيكون في الآخرة سعيداً، ولهذا كرسوا نشاطهم للوصول إلى مرحلة الكمال في الدنيا ومن هنا كان السماع للموسيقى والغناء والشعر وحتى الطرب، وسيلة لبعث النشاط الروحي، وهم يعتقدون بأن الإنسان ان لم يشبع حاجاته في الدنيا ومنها حاجته للفن، فأنه يحشر في الآخرة بشكل مشوه وناقص، بمعنى انهم يتعاملون مع الآخرة بالنقد لا بالنسيئة وهم يستشهدون بالآية القرآنية التي تقول (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً)، الإنسان يجب ان يحصل على نتيجة عمله وعلى الكمال في هذه الدنيا وليس في الآخرة، ولهذا هم يريدون النتائج المعنوية في هذه الدنيا، فأعتقد ان الاختلاف بين الثقافتين هو الذي أوجب على الفقهاء تحريم الغناء، والآن إذا وجد رجل دين يسمع غناء تجد الناس ينظرون إليه شزرا، لأنهم ثقفوا ولقنوا بان الدين يعادي كل ملذة، لاحظ حتى ان الإنسان اذا ضحك يشعر بان الله يمقت الضحك، حتى ان المتدينين عندما يضحكون وهو موجود في الروايات، يقولون “اللهم لا تمقتني”، متصورين إن الله يحب الحزن والكآبة وان هذه الروح كما هو التصور الأفلاطوني، داخل قفص وان كل ما يدعم البدن هو ضد الروح، هذه الثقافة ليست ثقافة اخترعها الإسلام بل كانت قديماً موجودة عند الرهبان مثلاً وعند الأفلاطونيين، لهذا كان الرهبان يمقتون الزواج وينامون على التراب ولا يستخدمون وسائل الترفيه، حتى الغسل لا يهتمون به عادة، في هذا التصور لا بد ان تكون الموسيقى محرمة، لكن الحقيقة التي نؤكد عليها أن الإسلام كدين لا ينبغي ان يعادي الأبعاد الوجودية للإنسان، علامة الدين الحق والصحيح هو أن لا يعادي هذه الأبعاد وهي خمسة، البعد الروحي مثل الصلاة والعبادة والتوجه إلى الله وهو موجود في كل الأديان، والبعد البدني مثل الزواج والأكل والعمل وهي من ضروريات الإنسان، والبعد الأخلاقي، إذ يجب على الدين أن يدعم هذا البعد كما قال الرسول الكريم (ما جئت إلا لأتمم مكارم الأخلاق)، والبعد الجمالي، حب الجمال والموسيقى والشعر والمسرح والفنون بصورة عامة، والبعد العقلاني الذي يهتم بتحليل التشريعات بما يتلاءم مع حاجة الإنسان، هذه حاجة من حاجات الإنسان الأصيلة، فالدين لا ينهى عن هذه الأمور، لأن الدين الإلهي علامته ان التشريع لا يتقاطع مع التكوين، الله خلق في الإنسان غريزة الجنس مثلاً وحب تشكيل أسرة، لذا يجب ان يكون التشريع يدعم هذا التكوين وان يكون التشريع يتفق مع التكوين، إذا جاءنا تشريع يتقاطع مع البعد التكويني، نعرف بأن هذا التشريع باطل، لماذا؟ لأن التشريع متفرع على التكوين، مثلاً تكوين الإنسان مبتنٍ على الحرية أو العقلانية فيجب على الدين أو التشريعات الدينية ان تتوافق مع هذه الأبعاد التكوينية التي خلقها الله، فألله جلّ وعلا أنزل الشرائع لدعم هذه الوجودات والأبعاد التكوينية ومنها البعد الفني، ومن هنا نرى ان أي حكم او تشريع او رواية في الدين يتضارب مع هذا البعد الفني فهو باطل أساساً، لأنه يتنافى مع خلقة الله، الله خلق هذا الحب للفن فلماذا ينهى عنه؟ طبعاً يمكن أن تكون هناك إصلاح بعض الانحرافات في الزواج مثل الزنى الذي حرم، لكن لا يمكن أن يحرم كل الزواج وكل الغريزة الجنسية، ولهذا لا ينبغي على الدين أن يحرم كل الموسيقى، أو كل الرقص، مثلاً الرقص الذي يورث المفسدة الأخلاقية والتحلل الأخلاقي محرم بالتأكيد، وإذا كانت هناك روايات ربما هي ناظرة إلى هذا الجانب من الموسيقى، حتى ان الشيخ (الأنصاري) في كتابه (المكاسب) عندما يستعرض روايات الغناء والموسيقى فأنه يقول لا أجد بأن هناك محرماً إلا بالعنوان الثانوي، فهو يؤكد على حلية الموسيقى والغناء ولكن بالعنوان الثانوي أي عندما يوجب الاختلاط والمفسدة هذا يحرم، وهو لا يعني بأن الموسيقى والغناء محرمان.
إذا نظرنا إلى ثقافة ذلك الزمان لوجدنا إن الموسيقى والغناء كانت جملة من ثقافة المترفين والنبلاء والأمراء وكان هناك خمر وسكر وجواري هذا هو المراد به بالحرمة، وهذا لا ينطبق على اليوم بعد ان أصبحت الموسيقى بالتلفزيون او السيارة وليس فيها أي اختلاط أو تحلل أخلاقي، هذا رأينا في مسألة الموسيقى والغناء.
* لقد تحدثت عن نموذجين من رجال الدين، الفقهاء والمتصوفة، واختلافهما بشأن حلية الموسيقى، ولكن ذكرنا لآية الله مرتضى الأنصاري وهو المنتمي لتيار الفقهاء وكتابه (المكاسب) وعدم وجوده خلال بحثه لنص أو رواية يشيران إلى حرمة الموسيقى الغناء ، يجعلنا نطرح سؤال مفاده، من أين جاء الفقهاء إذن بهذا التحريم؟
- عندما أقول فقهاء فأقصد بشكل عام، ولكن هناك بعض الفقهاء استثناء أولئك الذين خرجوا بهذه الفتوى – حلية الموسيقى والغناء – لكن الفقهاء بشكل عام يحرمون الموسيقى والغناء لأن ثقافتهم تتلاءم مع هذه الحرمة وحتى لو لم يجدوا حرمة فيهما فأنهم يحرمونها، لأن ثقافتهم مبتنية على ذم الدنيا وكل شيء يحبب للإنسان الدنيا فهو مذموم، لا تنسى بأن البعض منهم حرم كرة القدم التي لا يوجد بشأنها لا رواية ولا نص.
* هناك رأي صريح للسيد الراحل محمد حسين فضل الله بشأن الموسيقى والغناء، استند فيه على فتوى آية الله السيد الخوئي، يقول فيه بأنهما حلال خصوصاً ما ارتبط فيه بالفرح والسمو وإن المحرم منه فقط بالنسبة للرقص هو (الخليع)، والغناء ما أشتمل منه على كلام بذيء، ويشبه هذا الطرح طرح الشيخ حسن الترابي الذي يعتبر الرقص والغناء والموسيقى قسم من أقسام التوحيد والعقيدة الإسلامية، كيف تفسر هذا الاختلاف بالفتاوى والطروحات بين ما قلته وما يشاع اليوم وصل حد المنع؟
- طبعاً شخصية السيد (فضل الله) شخصية منفتحة بحسب الأجواء التي كان يعيشها لبنان والتعددية في لبنان وكان فقيهاً عقلانياً، ولكن ما أريد التوقف عنده، هو ما معنى الرقص الخليع ومن أين جاء هذا التحديد، هذا عنوان فضفاض، هو كل رقص خليع، واذا اعتبرنا الرقص خليع حراماً فهذا أيضاً ما أنزل الله به من سلطان، فمن أين أتى السيد (فضل الله) بأن الرقص الخليع حرام، فلماذا محرم؟ هل هناك آية قرآنية؟ هل هناك حديث شريف؟ أساساً لا يوجد هناك نص أو حتى رواية ضعيفة بحرمة الموسيقى او الرقص، لو كان هذا لوجدنا ان القرآن او النبي أو آل البيت يذكرونه، وهو ليس له أساس، الشعر مثلاً كله جائز، لا يمكن لنا ان نقسم الشعر إلى خليع وغير خليع لأن من جمال الشعر ان يكون خليعاً. لا ينبغي ان نقسم الرقص إلى خليع وغير خليع لأن هذا سيسري إلى الشعر أو الرسم وهو ما سيكبت إبداع الفنان بالتمثيل أو الرقص وغيرها من الفنون.
* يعتبر البعض من المتصوفة وكذلك بعض الفقهاء ان الرقص التعبيري أو ما يطلق عليه بـ (البانتومايم) غير محرم، باعتباره نتاج حالة معينة يعبر عنها بالجسد، ماذا تقول أنت؟
- الرقص لا يحتاج أن يوصل فكرة معينة فهو ليس كتأليف كتاب، خمسة او عشرة مثلاً يرقصون في عرس أنهم يعبرون عن فرحهم، وسيكون رقصهم خليعاً.
* ما معنى الخليع، ألا تراه بهذا المعنى وصفاً فضفاضاً كما ذكرت تواً؟
- أولاً معنى الخليع مبهم والفقهاء ومنهم السيد (فضل الله) يستخدمون الكلمات الفضفاضة عادة، لأنهم يقولون نحن علينا بيان الكليات وليس بيان المواضيع، أنا أرى أن الفقيه كل فقيه من يكشف بوضوح عن المصداق حتى يعين تكليف المكلف ويبتعد عن الضبابية فأولاً ان عنوان الخليع ضبابي، ثانياً من قال أنه حرام؟ هل لديك آية أو رواية بذلك؟ من قال ان الموسيقى المطربة حرام؟ كلمة المطربة أيضاً فضفاضة ولا احد يعرف ماذا تعني، كل فسرها بشكل مختلف، وبقيت الناس في حيرة، بعضهم يتصورون ان الموسيقى العسكرية هي فقط المحللة، بينما الآن حاجة الإنسان المعاصر الى الموسيقى والغناء ضرورية لأن معالم الكبت والتوتر النفسي والتعقيدات التي يواجهها الإنسان في هذا العصر كبيرة جداً بالرغم من الترف المادي، لكن هنالك الكثير من التوترات النفسية ما تجعل من الموسيقى حاجة ضرورية مثل المتنزهات التي لم تكن موجودة زمن الإسلام إلا أنها اليوم ضرورية، وكذلك التلفزيون والستلايت، إذن الدين يجب أن يتماشى مع تطور ومع حاجات الإنسان، هناك حاجات لم تكن في السابق وأخرى كانت وانتهت مثل الحاجة إلى الإماء والعبيد، الآن انتهت، فإذا أردنا للدين الحيوية والعطاء يجب ان يتماشى مع العصر ولا يتقاطع معه ويجد لمشكلاته الحلول وان لم يجد لها الحلول يترك للعقل والبشر ان يحلوا مشاكلهم وأن لا يقف عائقاً أمام إشباع الناس لحاجاتهم الضرورية ومنها الحاجة الى الفنون والمتنزهات.
* عرف عند الصوفية السماع، ماذا عن الكلام المتضمن في هذا السماع، هل ان مضمون الكلمات لا يشكل فارقاً لديهم؟
- ليس فقط بالكلمات، قلت لك ان الثقافة الشمولية للصوفية تختلف عما هو موجود عند الفقهاء، كان شيخنا أبو يزيد البسطامي وهو من كبار مشايخ الصوفية لديه مجالس للرقص في كل أسبوع ليلة أو ليلتين، والمحافل الصوفية حتى اليوم تشتمل على الأشعار الجميلة الملقاة بطرب، والإنسان ينشرح صدره ويقترب بها من الله.
* مجلس النواب السابق وطوال فترة تشكيله التي استمرت أربع سنوات، لم يقرروا فيها أي قرار بشأن الثقافة ودعمها، ما الذي يريد السيد (القبانجي) إيصاله للمجلس الجديد والحكومة الجديدة؟
- أنا اعتقد ان الدولة مقصرة كثيراً في مجال الثقافة والسبب في ذلك انها تريد كسب الأصوات، وكسب الأصوات يعتمد على تجهيل الناس وبقاء الناس على ثقافتهم التقليدية القديمة وهؤلاء المسؤولون لا يجدون ان من صالحهم تحديث الوعي والوقوف أمام الانحرافات في الفكر السائد لأن ذلك سيجعلهم يخسرون قاعدتهم العريضة.
* طيب ما هو رايك بموقف المثقف العراقي تجاه ما يواجهه من تشدد بعض المتنفذين، وهل تراه سلبياً تجاه ما تتعرض له الثقافة من أخطار، حتى تخلى عن طموحه في بناء دولة مدنية تحترم الجميع؟
-لا يصلح ان نطلق عبارة “المثقف العراقي” بشكل شمولي وتعميم هذه الكلمة. هناك شرائح وتيارات من المثقفين، هناك مثقفو الأحزاب الذين لا أعتبرهم مثقفين، ليس كل من يقف ضد السائد مثقفاً، المثقف هو الذي يمتاز بثلاث خصال أساسية وهؤلاء قلة في العراق، أولها ان يكون مؤمناً بالعقلانية والعقلانية على الضد من الطاعة، لأن الطاعة معناها ان تجمد عقلك، ثانياً الإيمان بالتعددية، فعليه ان لا يرى نفسه مالكاً للحقيقة والآخرون على باطل، لذلك التعددية الدينية والثقافية من ضرورات بناء المجتمع، ثالثاً على المثقف أن يكون حاملاً هم تثقيف الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وهو ما لا نراه اليوم، وما نراه اليوم من المثقفين حتى ممن يدعون العلمانية هو لهاثهم وراء المناصب والمكاسب الحزبية.
* ما هو رأي السيد أحمد القبانجي الصريح في الموسيقى والغناء؟
- طبعاً من خلال ما استعرضته يتبين لكم إنني أقول ليس فقط بحلية الموسيقى والغناء بل أقول بضرورتها، أن يعيش الإنسان بصورة طبيعية ويضمن الحد الأقل من السعادة والحد الأقل من الروحية والشخصية المعتدلة، وانه يجب ان يفسح له الترفيه بالموسيقى والغناء كل يوم لأن هذه الأمور أصبحت ضرورية للجميع وخاصة لشريحة الشباب، والمرفوض ليس هو المطرب منها، لأن المطرب بحسب عقيدتي أجدها أفضل من الموسيقى العسكرية وتبقى الموسيقى بحسب من يتذوقها فهناك أشخاص يحبون الموسيقى الكلاسيكية وآخرون يعشقون الجاز وهناك ممن يتذوق الموسيقى الشرقية، ولكن الإشكال فقط وفقط كما يقول القرآن في (الذين اتبعوا الشهوات) يعني الذين يحصرون همهم وكل فعالياتهم لسماع الموسيقى والغناء ويترك باقي الأبعاد الإنسانية مثل البعد العقلاني والأخلاقي والروحي، لأن الإنسان إذا انغمس في الرقص والشرب هذا هو المذموم، حين ينسى الإنسان ويغفل عن الأبعاد المعنوية الأخرى في روحه وشخصيته.