من أهل الدار
تاريخ التسجيل: November-2020
الدولة: بغداد
الجنس: ذكر
المشاركات: 36,749 المواضيع: 10,658
مزاجي: متفائل دائماً
المهنة: موظف حكومي
أكلتي المفضلة: البرياني
موبايلي: غالاكسي
آخر نشاط: منذ 8 ساعات
الفريجي فقد قدميه لكنه لم يفقد شغفه بالحياة
تبدو درجة حرارة قاعة التدريبات مرتفعة جدا، لا سيما مع انقطاع في الكهرباء لكن الشاب العراقي إبراهيم الفريجي (23 عاما) يصرّ على استكمال تمارينه الرياضية بشغف رغم ظروف الحياة الموجعة له، إذ ولد بإعاقة ويعيش حياته منذ الصغر دون قدمين.
كان الأمر صعبا لكن الفريجي -كما يؤكد للجزيرة نت- لم يسمح لهذا الظرف أن يكون عائقا في حياته، ويقول إن "السخرية التي واجهها كانت كفيلة بصنع إرادة قوية لديه، لاستكمال دراسته"، وكان يحلم بدراسة الصحافة والإعلام، ويعرف أن ذلك يتطلب معجزة، فكم من كلمة محبطة وجهت له في أثناء الدراسة، لمنعه من الاستمرار.
ويتابع "لقد وصلت مرحلة من الاكتفاء بالذات، بحيث إذا ما أردت الصعود على الرصيف بكرسييّ المتحرك، أقفز عاليا نحو الرصيف، ولا أطلب مساعدة من أحد".
درس الفريجي في معهد السعادة لذوي الهمم، غير أنه لم يكتف بذلك، فحاول البحث عن شغف آخر، ووجد ذلك في الرياضة، وتحديدا لعبة المبارزة.
انضم إلى المنتخب الوطني العراقي للمبارزة عام 2009، وبعد اجتيازه اختبارات القوة البدنية والمواصفات الجسمية أصبح جزءا من فريق ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمكن من نيل المركز الأول بالسيف العربي، والمركز الثالث في مبارزة السيف.
الصحافة التي يحب
ورغم كل الصعوبات تمكن الفريجي من دخول كلية الآداب، قسم الإعلام والصحافة، ولكن الخيبة كانت له بالمرصاد بعد تخرجه.
يقول "بدأت البحث عن عمل بشهادتي لكني فوجئت بالرفض القاطع، من كل الأماكن التي تقدمت لها"، ويتساءل: "هل كانوا يرغبون بشهادتي الجامعية، أم بمظهر لي مع ساقين؟ لا أعلم لكن ما أدركته وقتئذ هو أن الأمر ليس سهلا".
ويتابع "تقدّمت بطلبات العمل حتى في المواقع المخصّصة لذوي الهمم بنسبة 5% من وظائفها ولم ينجح الأمر معي مطلقا لكني لا أريد أن أكون عالة على أسرتي، أريد العمل بكل وسيلة".
الفريجي يبرع بتقسيم وقته بين تمارين المبارزة وتوصيل الطعام والطموح إلى دراسة الماجستير في الإعلام
الفريجي لم يستسلم، واستطاع نيل مكان له، في إحدى شركات توصيل الطعام على دراجة نارية نجح في تحويرها لتناسب وضعه، ويقول إنه يعمل أكثر من 10 ساعات متواصلة يوميا متنقلا بين الأزقة، واستطاع من خلال مهنة "التوصيل السريع" أن يكسب كثيرا من العلاقات الطيبة مع الآخرين.
ويبرع الفريجي في تقسيم وقته بين تمارين المبارزة، والتجول بين الشوارع لتقديم الطعام، والطموح إلى دراسة الماجستير في الإعلام.
ويشير إلى أن الناس لا يستوعبون في بادئ الأمر فكرة عمله على الدراجة دون قدمين حتى إن بعضهم لا يصدق ذلك، فيواجه بعض المواقف الصعبة.
ويضيف "أحيانا حينما أتصل بهم وأخبرهم أن عليهم النزول من الشقق لاستلام طلباتهم، يخبرونني أن أصعد إليهم، وحينما أشرح لهم وضعي لا يصدقون ذلك، يظنون أنني أتذمر. بالعكس، أنا شخص ممتلئ بالطموح، وأحلم بحمل الكاميرا يوما ما والعمل في الصحافة".