أتي موسم الورد في سلطنة عُمان أواخر مارس/آذار من كل عام، ليزين البلاد ببحار وردية اللون. وفي أواخر يونيو/حزيران، يغلب على السلطنة طابع آخر، ولون جديد، وذلك عندما يُقبل موسم زاهي آخر.ووثق المصور أحمد بن عبدالله الحوسني مشاهد زاهية لموسم التبسيل في ولاية بدية. ولكن، ما الذي يتمحور حوله هذا الموسم بالتحديد؟
ما هو التبسيل؟
في أواخر يونيو/حزيران، يغلب على بعض مناطق سلطنة عُمان اللون الأصفر مع قدوم موسم التبسيل.
ويبدأ موسم حصاد التبسيل، الذي تشهده العديد من ولايات ومحافظات السلطنة، من أواخر يونيو/حزيران حتى نهاية شهر يوليو/تموز من كل عام، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء العمانية "ONA" عبر الإنترنت.
وتتمثل عملية التبسيل في طهي أصناف معينة من ثمار النخيل، ومن أهمها "المبسلي"، والتي تُطهى بواسطة أواني نحاسية كبيرة ومقاومة للصدأ تسمى المراجل، وهي تتحمل الحرارة العالية.
وثق المصور أحمد الحوسني هذا الموسم في ولاية بدية.
ورغم أن الحوسني وثق موسم التبسيل بكاميرته لأول مرة هذا العام، إلا أنه سبق أن شاهده من قبل، ولكنه اكتفى بالمشاهدة، واستكشاف الموسم آنذاك.
تتمثل عملية التبسيل بطهي أصناف معينة من ثمار النخيل.
وأوضح الحوسني منهجيته في العمل قائلاً: "عادةً في أي موسم، أحاول أن أشارك الأهالي، وأعمل معهم، وأن أجمع المعلومات".
ويساعد ذلك في كسب ثقة الأشخاص، والإبداع بشكل أكبر، بحسب ما قاله المصور.
وبعد طهي ثمار النخيل، يباشر المزارعون بتجفيفه لمدة تتراوح من 5 إلى 7 أيام، ويعتمد ذلك على درجة حرارة الجو الخارجية، ثم يتم تجميعها.
اللون الأصفر الزاهي يطغى على الأراضي
توضع الثمار في مراجل نحاسية كبيرة مملوءة بالماء، ويتم طبخها وغليها جيداً لمدة تتراوح ما بين 15 إلى 20 دقيقة، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء العمانية "ONA" عبر الإنترنت.
ويمكن رؤية مختلف مراحل موسم التبسيل من خلال المشاهد التي وثقها الحوسني.
وأكد المصور: "يطغى اللون الأصفر على موسم التبسيل. وبعد الطبخ، يتغير لونها (الثمار) لتصبح مائلة إلى البرتقالي".
يشارك الكبار والصغار في موسم التبسيل.
وتُظهر الصور الأشخاص من مختلف الأعمار، وهم يشاركون في مختلف مراحل موسم التبسيل.
ويظهر بعض الأشخاص وهم يجلسون بهمة وسط أكوام من الثمار الصفراء التي تُحيط بهم من كل جانب، كما يمكن رؤية النساء والصغار، وهم يشاركون في العملية أيضاً.
شخص يجلس وسط كومة من الثمار الصفراء.
وأوضح الحوسني أن هذا الموسم يجمع أفراد العائلات ليشكلوا "خلية اجتماعية" تعمل معاً.
وشكلت صورة الرجل الشائب، الذي يستخدم المغراف فوق كومة من الثمار، واحدة من الصور الأقرب إلى قلب المصور، إلى جانب مشهد الأطفال وهم يركضون أثناء حمل الثمار في أيديهم.وقال الحوسني إن الرجل كان "يعمل بكل حماس رغم حرارة الجو"، كما أنه شعر أن الصورة تبعث "طاقةً إيجابية".
ويُعتبر موسم التبسيل من أهم المواسم الزراعية بسبب عائده الاقتصادي، وأشارت الوكالة إلى أنه يستمر عادةً لمدة تتراوح بين أسبوعين، إلى ثلاثة أسابيع.