هل علينا إجبار الأطفال على إلقاء التحية؟.. نصائح للتعامل مع هذا السلوك
من المهم جدا تجنب الرد مكان طفلك عندما يلقي عليه أحدهم التحية. والأفضل منحه الفرصة للتعبير عن مشاعره بمفرده، والتعود على مثل هذه المواقف
يمكنك أن تعطي للطفل بدائل عن إلقاء التحية لفظيا، وقد يكون ذلك من خلال التلويح باليد أو الابتسامة أو الإيماء بالرأس (شترستوك)
المهارات الاجتماعية هي مجموعة من العادات التي تسمح لنا بالتواصل والتفاعل مع الآخرين، ويبدأ الأطفال باكتسابها منذ سن مبكرة، ومنها إلقاء التحية والرد عليها. لكن ماذا لو رفض طفلك أن يكتسب هذه المهارة؟
في تقرير نشرته صحيفة "الموندو" (Elmundo) الإسبانية، تقول الكاتبة بياتريث ألونسو سانشيز، إنه من غير المناسب إجبار الطفل على إلقاء التحية عندما يرفض ذلك، وتقدم عددا من النصائح للتعامل مع هذا السلوك بشكل لا يؤثر سلبا على نفسية الطفل.
مراحل اكتساب المهارات الاجتماعية
في المقام الأول، من المهم معرفة المراحل العمرية المختلفة التي يكتسب فيها الطفل المهارات الاجتماعية الأساسية.
1. الطفولة المبكرة (حتى 6 سنوات)
خلال هذه المرحلة تظهر معظم المهارات، حيث يتعلم الطفل النظر إلى العين مباشرة والابتسامة وجذب انتباه الآخرين (من خلال البكاء أو الأصوات أو الحركات أو الإيماءات) والتقليد، وتتسع دائرة مفرداته العاطفية ويبدأ بالتفاعل مع مع أقرانه.
2. مرحلة الطفولة (من 6 إلى 11 سنة)
طوال هذه السنوات، تتطور مهاراته السابقة، ويصبح أكثر وعيا بمحيطه وتفاعلا مع الآخرين من حوله، ويفهم مشاعرهم وسلوكياتهم بشكل أفضل.
كما تتطور خلال هذه المرحلة هوية الطفل حيث تُجبره المواقف المختلفة على اكتساب مهارات حل المشاكل. وهنا يبرز دور الكبار في تأطير سلوكيات الطفل وحثّه على التعامل مع الآخرين بحزم دون استخدام العنف.
3. سن المراهقة (من 12 إلى 18 سنة)
في هذه الفترة يصبح دور العلاقات الاجتماعية أكثر أهمية، وقد تصبح آراء الآخرين أكثر تأثيرا من رأينا في أنفسنا. وأبرز المهارات التي تتطور في هذه المرحلة هي الاستماع والنقاش والتعبيرات العاطفية.
من المهم معرفة المراحل العمرية المختلفة التي يكتسب فيها الطفل المهارات الاجتماعية الأساسية (شترستوك)
عوامل مؤثرة
ويعتمد تطور بعض المهارات الاجتماعية على عوامل مؤثرة، بصرف النظر عن العمر، ومن أبرزها:
- صعوبات النمو.
- التعليم الذي يتلقاه الطفل في المنزل.
- قيم العائلة.
طفلك لا يرد التحية.. ما العمل؟
1. لا تنعته بأي صفة
لتبرير هذا السلوك أمام الآخرين، قد يُنعت الطفل بصفات منها أنه "خجول جدا". والمشكلة هنا أن الطفل قد يتأثر بهذا الوصف ويقتنع تلقائيا أنه خجول فعلا، ويصعب تغيير هذا الأمر مستقبلا.
بدلا من ذلك، يجب أن تتحدث مع الطفل وتحاول فهم سبب إعراضه عن إلقاء التحية دون نعته بأي صفة. قل له على سبيل المثال: "لقد لاحظت أنك تختبئ عندما يلقي عليك شخص ما التحية. هل تفعل ذلك من باب المزاح أو لأنك لا ترغب في ذلك؟
قد لا يؤدي ذلك إلى تغيير سلوكه على المدى القصير، لكنك تقوم من خلال هذه الخطوة بتعليمه مهارات يمكنه الاستفادة منها لاحقا؟
2. لا تجبره على القيام بذلك
قد يرتبط رفض الطفل إلقاء التحية بمزاجه أو عدم إحساسه بالأمان، وعندما نختار إجباره على ذلك، فقد ينتهي بنا الأمر بمرور الوقت إلى الدخول في صراع معه.في هذه الحالة، من الممكن جدا أن يقرر الطفل عدم القيام بذلك فقط كوسيلة لـ"التحكم السلبي"، وفي حالات أخرى، قد يكون ذلك وسيلة لجذب الانتباه. بالتالي، من الأفضل عدم إجباره على إلقاء التحية.
3. عرض البدائل
تذكر أنه يمكنك أن تعطي للطفل بدائل عن إلقاء التحية لفظيا، وقد يكون ذلك من خلال التلويح باليد أو الابتسامة أو الإيماء بالرأس. ويمكن الاستفادة من الألعاب والدمى لتدريب الطفل على بعض الخيارات من أجل رد التحية.
4. هل هي مشكلة؟
حاول أن تضع نفسك مكان طفلك وانظر ما إذا كان ينظر إلى الأمر كمشكلة أم لا. في بعض المراحل العمرية، لا يهتم الأطفال وأقرانهم بتبادل التحية، ولا يرون أن في الأمر أي سوء.
في بعض المراحل العمرية، لا يهتم الأطفال وأقرانهم بتبادل التحية، ولا يرون أن في الأمر أي سوء (شترستوك)
5. لا تفرط في حمايته
من المهم جدا تجنب الرد مكان طفلك عندما يلقي عليه أحدهم التحية. على سبيل المثال، إذا قدم له شخص ما قطعة شوكولاتة ولم يرد، فلا تحاول أن تعبر عن الامتنان بدلا منه. من الأفضل منحه الفرصة للتعبير عن مشاعره بمفرده، والتعود على مثل هذه المواقف.
أخيرا، إذا لاحظت أن السنوات تمر وطفلك يعاني مشاكل في التواصل مع أقرانه، أو لاحظت أن لديه سلوكيات غير عادية مقارنة بسنه، فمن الضروري استشارة أحد المختصين لأن ذلك سيساعده على تحسين مهارات التواصل الاجتماعي.