العائلة تقضي معظم وقتها في غرفة الجلوس (بيكسابي)
إنها مساحة العائلة بامتياز؛ غرف الجلوس -التي في الغالب لا نستقبل فيها إلا أقرب المقربين- نعود إليها في فصل الخريف لصبح المكان الدائم لكل شيء تقريبا: الدرس، والمناقشات العائلية، ومشاهدة التلفزيون، والعمل، وأحيانا تناول الطعام، أو على الأقل المقرمشات. فكيف نجعلها ملائمة ومريحة للعائلة؟
مهندسة الديكور باسكال حرب -التي تعتبر أن الأمكنة يجب أن تجلب الشعور بالأمان لساكنيها- تقول لموقع الجزيرة نت إن فصل الخريف هذا العام -بعد مشاعر الإحباط جراء الحجر- لا بد للهندسة الداخلية أن تلعب دور البطولة فيه؛ لتكون أول ما يجلب الراحة، معتبرة أنه يجب تأمين التناسب بين المساحة والحاجة والشعور والجماليات والإمكانات بطريقة سليمة.
باسكال حرب: البعض يعتبر فصل الخريف نهاية، ولكن له وجها آخر هو البداية والتجدد
مزاج الخريف في الداخل
تقول باسكال إن البعض يعتبر فصل الخريف نهاية، ولكن له وجها آخر هو البداية والتجدد. وتعتبر أن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في المكان، فإذا كان المكان مصمما بطريقة تناسب السكان فهو يضفي الطاقة والفرح والراحة.
فالبعض -حسب رأيها- يحبون النظر من النافذة ورؤية المطر، ويزيدهم صوت الريح فرحا، فيقضون وقتهم إلى جانبها. وهنا تنصح أن تكون الرؤية مريحة والستائر فيها طبقة شفافة، وتوضع المقاعد قريبة من النافذة والإطلالات للتمتع برؤية الخارج.
الرفوف المليئة بالكتب تحفز أفراد العائلة على الدراسة والعمل (بيكسابي)
كتب ولعب وموسيقى
وتقول باسكال إنه يمكننا التفكير في مساحة لعب الأولاد في غرف الجلوس، ونجد أن الاستخدام المتعدد للإكسسوارات يخفف ازدحام المكان بالأثاث، خاصة أن أفراد الأسرة يجتمعون أكثر في هذه الغرفة المشتركة، فهي مساحة خاصة وعامة في الوقت ذاته، لذا علينا التفكير في عدم إعاقة حركة أحد.
وتشير إلى أن ملء الرفوف بالكتب يحفز الأولاد على الدراسة، والأهل على العمل، وإن وجود المدفأة مفيد على الصعيد النفسي أيضا للشعور بالدفء والأمان.
أما اللوحات فهي تلعب دور فتح آفاق أخرى للجدران الصامتة، فتضيف عنصر الخيال للخروج من جمود المكان.
تجد باسكال أن إضافة آلة موسيقية إلى الديكور كالبيانو وكذلك استخدامها؛ يعد أمرا مثاليا لفصل الخريف.
تجنبوا الإكثار من الرمادي، واعتمدوا الإضاءة الطبيعية في النهار قدر الإمكان (بيكسابي)
أقمشة تمنح الدفء
يفرض هذا الموسم الخريفي -حسب باسكال- أقمشته السميكة التي تعمل على تدفئة المكان، ولا تتلف مع كثرة الاستخدام، كون غرفة الجلوس المكان الأكثر استخداما في هذا الفصل وفصل الشتاء، وتجد أن إضافة الفرو والصوف وتعدد طبقات الأقمشة يضفي جمالا وينعكس دفئا.
وتقول إن اللون البني بتدرجاته يتناسب مع عشاق الخريف، وكذلك الألوان الترابية والخشبية والأقمشة المضلعة والنقوش الكبيرة، والألوان الموحدة كالقرميدي مثلا.
العزلة عن الخارج
أما لمن لا يحب هذا الفصل، فيستطيع -حسب باسكال- استخدام ستائر سميكة تعزله عما يحصل في الخارج، ومن الممكن استخدام إكسسوارات بألوان زاهية ومزخرفة، إضافة إلى الإكثار من النباتات.
أما الألوان التي تنصح بها لهذه الفئة من الناس فهي البيج مع الأخضر أو الأزرق والتركواز أو الفوشيا الداكنة، مع الابتعاد عن اللون الرمادي الذي يضيف فراغا على الأحاسيس، وله انعكاس سلبي من حيث العاطفة.
ويمكن لهذه الفئة التي لا تستسيغ الخريف اعتماد اللون الأصفر والبرتقالي الفاتح والبنفسجي، ووضع اللوحات الكبيرة والنقوش الهندسية والأزهار الكبيرة، والمكعبات الصغيرة.
استخدام الأصفر والأخضر مع النباتات مناسب في فصل الخريف (بيكسابي)
ورق الجدران والسجاد
تقول باسكال إن ورق الجدران عاد للظهور في الديكورات لتحويل المكان بشكل أسرع إلى ما يرضي ساكنيه. وتعتبر أن من الأفضل الابتعاد في الخريف عن الألوان البراقة للحفاظ على الهدوء، والتوجه إلى الألوان الثابتة وذات النقوش الكبيرة، على أن تكون متناغمة مع الأثاث والسجاد والستائر.
والسجاد ممكن أن يكون قطعا صغيرة في حال وجود المدفأة، ويمكن وضع سجادة كبيرة للمزيد من الدفء على كامل مساحة الغرفة، وإضافة الجلود والفرو إلى السجاد والكنبات وحتى الجدران.وتعتبر أن المقاعد في غرفة الجلوس يجب أن تكون واسعة، وتحيط بها الوسادات الكبيرة والكثيرة، حيث يمكن لأكثر من شخص الجلوس عليها، ويمكن إضافة مقاعد فردية مريحة أيضًا.
اختصاصية الطاقة جيسيكا خديدة: تعديلات "الفنغ شوي" الصغيرة تعطي نتائج كبيرة (الجزيرة)
طاقة الخريف
تقول خبيرة الطاقة والفنغ شوي (Feng Shui) جيسيكا خديدة إنه لا بد من جعل البيئة الداخلية متوازنة مع الطبيعة والتغيرات الموسمية، وتعتبر أن تعديلات الفنغ شوي (التناغم مع المحيط لتدفق الطاقة) الصغيرة تعطي نتائج كبيرة.
فمع اقتراب برودة الطقس وقضاء وقت أكثر في الداخل تنصح جيسيكا بإزالة الأشياء والفوضى التي لا نحتاجها من الخزانة والمخزن والمضي قدما.
أما كيف تتخلص من الأشياء فتبدأ بقياس ردة فعلك ومشاعرك عند النظر إلى شيء ما، فإذا أعطاك سعادة فهو سيضيف طاقة إيجابية إلى منزلك، وإن لم تهتم له فهو سيكون طاقة راكدة والأفضل التخلص منه.
ويجب التخلص من زهور وأعشاب الصيف اليابسة من الحديقة والداخل لأنها طاقة راكدة، ووضع وعاء من الفواكه الطازجة مثل التفاح الأحمر على طاولة المطبخ أو طاولة غرفة الجلوس بدل أن تكون فارغة في إشارة إلى الوفرة.
ولا بد -حسب جيسيكا- فتح النوافذ يوميا حتى لوكان الطقس باردا لدخول طاقة جديدة.
الشموع تضفي دفئا على المكان والفاكهة تدل على الوفرة (بيكسابي)
طاقة الشموع
بالنسبة للألوان، تختار جيسيكا لإكسسوارات الديكور الترابي كالأصفر والبيج، والناري كالبرتقالي والمرجاني والأحمر والقرميدي.
وتعتبر أن الشموع تمثيل واضح جدا لعنصر النار في الفنغ شوي، وهي إضافة مثالية ومعروفة بقدرتها على تخفيف التوتر وإحضار الطاقة الدافئة إلى منزلك.
المقاعد الكبيرة والمريحة تمنح الراحة والسكينة لأفراد العائلة (بيكسابي)
تعديل الإضاءة
أما عن الإضاءة، فتلفت إلى أن هذا العام مختلف بسبب كورونا، حيث العمل والدراسة من المنزل، وتفضل أن تكون الإنارة باللون الدافئ وليس الأبيض، وتعليق المصابيح على حيطان المنزل وترك الطاولات حرة الاستخدام.
ومن الأفضل إجراء تعديلات تجلب مزيدا من الضوء يحاكي ضوء النهار الطبيعي، ومن الجيد في الغرف إعادة ترتيب الأثاث، ويمكن تقريب الأريكة من النافذة، أو تغيير مكان المصباح على الطاولة.
وتنصح جيسيكا بالحفاظ على إضاءة حية، وجعل أرض الغرفة دافئة، والاهتمام بالنباتات الداخلية، وتجديد المكان.