المالكي: تفجيرات بغداد تطبيق عملي لدعوات التحريض والكراهية والأصوات الطائفية
عد رئيس الحكومة نوري المالكي، اليوم الأحد، التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد وراح ضحيتها نحو 152 قتيلا وجريحا "تطبيقا عمليا لدعوات التحريض والكراهية والأصوات الطائفية" التي تطلقها بعض الجهات،
داعيا الجميع إلى التحرك لإيقاف "موجة التحريض الطائفي" التي تدعمها أطراف سياسية داخلية وخارجية، فيما طالب القوات الامنية "بعدم التواني بضرب الإرهاب والمحرضين عليه".
وقال نوري المالكي في بيان إن "العمليات الإرهابية الأخيرة واختيار المكان والزمان لقتل المدنيين الأبرياء، يجب أن تلفت أنظار المواطنين جميعا لطبيعة المخطط المرسوم لبلادهم وأمنهم ومستقبل تآخيهم وتعايشهم السلمي"، عادا "التفجيرات الإرهابية التي وقعت اليوم في عدد من مناطق بغداد تطبيقا عمليا لدعوات التحريض والكراهية، لدفع الآخرين للقيام بردات فعل مشابهة ليكتمل مخططهم الإجرامي الخبيث".
وشهدت بغداد، اليوم الاحد،( 17 شباط 2013)، تفجيرات بـ11 سيارة مفخخة ضربت مدينة الصدر ومناطق الامين وبغداد الجديدة والكرادة والحسينية والمعامل والكمالية أدت إلى مقتل وإصابة 152 شخصا.
وأضاف المالكي "نحن نعد الأصوات الطائفية الكريهة التي أخذت تصدر هنا وهناك ويجري للأسف دعمها وتنظيمها وتغذيتها من أطراف سياسية داخلية وخارجية أكثر خطرا على أمن العراق وحياة العراقيين من الإرهابيين القتلة الذين قاموا بجرائمهم البشعة"، داعيا جميع القوى السياسية والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني ورؤساء العشائر والمواطنين إلى رص الصفوف والتكاتف والتعاون مع الأجهزة المختصة والتحرك بكل قوة لإيقاف موجة التحريض القائمة حاليا".
واكد المالكي أن "الأوان قد حان للأصوات الطائفية والمحرضة أن تخرس، ليعلو صوت العقل والاعتدال والوحدة الوطنية فوق كل الأصوات والنعرات المقيتة"، مشددا على ضرورة أن "لا تتوانى القوات المسلحة في ضرب الإرهاب وملاحقته ومتابعة المحرضين عليه".
ودعا المالكي وسائل الإعلام إلى "التحلي بالمسؤولية والمهنية بعدم إعطاء الأصوات المحرضة على الطائفية أو العنف أو العنصرية بالظهور"، كما دعا أجهزة الدولة إلى "التصرف بحزم للجم أي تصرف أو قول يشجع المحرضين على الطائفية".
وتابع المالكي أن "المحرضين لا يبحثون عن مصلحة جهة أو طائفة معينة وان تظاهروا بخلاف ذلك وتباكوا وذرفوا دموع التماسيح، لانهم لا يهتمون سوى بمصالحهم الخاصة ومصالح أسيادهم".
وسبق أن حذر المالكي، في الـ25 من كانون الثاني 2013، من انجرار البلاد وراء الفتنة الطائفية، ووجه المالكي "القوات المسلحة والأجهزة الأمنية إلى ضرورة ضبط النفس والتحمل والصبر وعدم الرد المباشر والابتعاد عن استخدام القوة"، داعيا "جميع العقلاء والحكماء من أهالي الأنبار إلى التحرك لإطفاء نار الفتنة والوقوف بوجه المحاولات التي لا تخدم مصلحة الأنبار واهل العراق جميعا، بعد نحو شهر على انطلاق التظاهرات المنددة بسياسة الحكومة.
ودان زعيم القائمة العراقية إياد علاوي، اليوم الأحد،( 17 شباط 2013)، التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد اليوم، عادا إياها محاولة "لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية" بين أبناء البلاد، فيما دعا القوات الأمنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار أعمال العنف.
وهاجم الأمين العام لحزب الله العراقي واثق البطاط، اليوم الأحد، ( 17 شباط 2013)، الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية بشدة وحملها مسؤولية التفجيرات التي استهدفت العاصمة بغداد، وأكد أن الحكومة لم تستجب للتحذيرات التي اطلقها بشأن هجمات اليوم، واتهمها بالاستخفاف بالدم العراقي.
وكان البطاط حذر في (13 شباط 2013)، من تفجيرات ستستهدف العاصمة بغداد، مؤكدا تلقيه معلومات تفيد بنية تنظيم القاعدة وجيش النقشبندية والجيش الحر بتنفيذ هجمات في بغداد مطلع الأسبوع الحالي، فيما دعا الحكومة إلى فرض حظر للتجوال ،اليوم الأحد،( 17 شباط 2013)، لمنع هذه الهجمات".
وتأتي التفجيرات بالتزامن مع التظاهرات التي تشهدها المحافظات ذات الغالبية السنية، منذ الـ21 من كانون الأول 2012، والتي شهدت تطورا كبيرا بعد "إعلان الزحف إلى بغداد" قبل أيام، التي تأجلت في ساعاتها الاخيرة، الذي لاقى ردود فعل شديدة اللهجة من قبل الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ردت على تلك الدعوات وأكدت أنها ستتخذ الإجراءات الأمنية المناسبة وستضرب "بيد من حديد" لإيقاف حالات "التمادي وزعزعة" الأمن الاجتماعي وتعطيل المفاصل الحيوية للدولة، محذرة بشدة الساعين لـ"استغلال" التظاهرات السلمية لتحقيق "مكاسبهم الخاصة" والذين يعملون على تشكيل جماعات مسلحة "خارج سلطة الدولة".
ويخشى الكثيرون من ان يؤدي مجيء متظاهري الأنبار إلى بغداد إلى حرب طائفية بين السنة والشيعة في ظل التأجيج الشعبي الذي تعيشه البلاد منذ نحو شهرين وفي ظل تهديد المحافظات الجنوبية كذي قار وكربلاء بالمجيء إلى بغداد للدفاع عنها من المطالبين بإسقاط الحكومة وتغيير النظام في إشارة واضحة إلى متظاهري المحافظات السنية الذين تخلوا عن مطالبهم منذ نحو ثلاثة أسابيع "بسبب التسويف والمماطلة" واكدوا أن مطلبهم الوحيد بات "تغيير المالكي والدستور".
وتشهد بغداد منذ، مطلع شباط 2013، تصعيدا امنيا واضحا، في وقت كانت تشهد، استقرارا امنيا نسبيا، إلا من بعض حوادث الاغتيال بالأسلحة الكاتمة والعبوات اللاصقة التي تتكرر بين الفترة والأخرى وتستهدف عادة شخصيات سياسية أو رجال أعمال أو منتسبين في الأجهزة الأمنية.
وكاله ال imn