قدّم الصمم اللبناني زهير مراد عرضه المباشر الأول منذ انتشار وباء كورونا. وهو المصمم العربي الوحيد من بين المصممين الثمانية الذين حصلوا على فرصة عروضهم بشكل مباشر ضمن فعاليات أسبوع باريس للأزياء الراقية.
أُقيم العرض في باحة مدرسة ليسيه لوي-لو-غران بحضور ممثّلي وسائل الإعلام وزبائن الدار. وقد استوحى المصمم فكرة عرضه من مدينة البندقيّة الإيطاليّة الملقّبة باسم "مدينة الملائكة"، التي استطاعت عبر تاريخها أن تواجه الاحتلالات والأمراض دون أن تتخلّى عن شغفها بالترف، والفنون، والجمال أبرز أسلحتها في مواجهة الانهيار.
45 إطلالة تضمّنها العرض، افتتحها مراد بمجموعة من الإطلالات بالأبيض والأسود، لتليها تصاميم بالذهبي والفضي، وألوان الأحجار الكريمة. وقد دخلت على الأزياء العقد الكبيرة والأحزمة الرفيعة التي حدّدت الخصور. تمّ تنفيذ التصاميم الخاصة بالحفلات والسهرات بخامات فاخرة مثل المخمل، ساتان دوشيس، الأورغنزا، والشيفون أما بالنسبة للألوان فبدت كأنها مختارة من تدرجات زجاج المورانو بلوحة لونيّة تنوّعت بين الأزرق العميق، والأخضر القويّ، والأحمر الدافئ التي دخلت عليها إشراقة الباييت مذكّرةً بالأنوار التي تنعكس من القصور التي تتواجد على ضفاف المجاري المائيّة في مدينة البندقيّة.
تزيّنت الأزياء بالتطريز الغنيّ الذي قام بتنفيذه فريقان تابعان لمشاغل الدار في كل من بيروت وباريس.
وقد تميّز أحد الأثواب بكونه مغطّى برسومات يدويّة تشبه طبعة الرخام. كما ترافقت العديد من الإطلالات مع أقنعة تشبه تلك التي يتم ارتداؤها في كرنفال البندقيّة الشهير. أما ثوب الزفاف الذي اختتم العرض فتزيّن بحبال من أحجار الكريستال وقناع بدا كأنه جزء من طرحة العروس.
كشف المصمم زهير مراد عن حرصه على تقديم هذا العرض بشكل مباشر ليكون رسالة تجدّد وأمل بعد أن شهد على دمار مشغله في انفجار مرفأ بيروت منذ حوالى العام. وهو اعتمد الأحجام الضخمة في تصاميمه مبرراً أنه بعد فترة التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي ترغب النساء اليوم في الظهور بإطلالات لافتة ومشرقة يتألقن من خلالها بعد طول غياب عن المناسبات الاجتماعيّة.