القادم يعني في اللغة المتقدّم أي الذي يتقدم غيره أو يتقدم شيئا متأخرا، يُقالُ في اللغة: قادِم الإِنسان: رأْسُه، والجمع القَوادِمُ، وأَكثر ما يُتكلـم به جمعاً، والقادِمتانِ والقادِمان: الـخِـلْفانِ الـمُتقدِّمان من أَخلاف الناقة.
و قادِم الأَطْبَاءِ والضُّروع: الخِلْفان المتقدمان من أُخلاف البقرة والناقة، وإِنما يقال قادِمانِ لكل ما كان له آخِر(لسان العرب: 12/469)
ويجوز أن يُستَعارَ للعام هذا الوَصْفُ فيُقالَ: “العامُ القادِمُ” أي المُتقدِّمُ غيرَه من الأزمنة، فهو بهذه المعنى قد يجوز، و ليس بمعنى الذي يقدم لأن اسمَ الفاعل مِن الذي يقدم هو “المُقْدِم” فينبغي أن نقولَ إذا قصدنا معنى الذي يقدم من بعيد: العام المُقْدِم أي الذي أقْدَمَ يُقْدِمُ فهو مُقْدِمٌ، فالقادم ضدّ الآخِر أي المُتقدِّم.
أما الأصل فهو للإنسان؛ نقول النَّقيعَةُ: طَعامُ القادِمِ من السَّفَرِ (معجم الصحاح للجوهري: 2/228). ويُقالُ طوافُ القُدومِ في الحجّ أو طوافُ القادِمِ (تحرير ألفاظ التّنبيه للنّوويّ: 1/61)
وأفصح منه وأصحّ أن نقولَ: العام المُقْبِل، و قد ذكرها علماء اللغة والمعجم : (الصحاح في اللغة للجوهري: مادة قبل، جمهرة اللغة لابن دُريد: س،ع،ل، لسان العرب: مادة قبب) وذكروا أيضا العام القابِل (انظر العين للخليل مادة قبل) وتهذيب اللغة الأزهري: قبل، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي، الباب الأول ج2، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا.