ولمّا تَبَدَّتْ للرّحيلِ جِمالُنا
وجَدَّ بنا سَيْرٌ وفاضت مَدامِعُ
تَبَدَّتْ لنا مذعورةً مِن خِبائها
وناظِرُها باللُّؤلُؤ الرَّطبِ دامع
أشارت بأطرافِ البَنَانِ ووَدّعَتْ
وأوْمَتْ بعينها: متى أنتَ راجعُ؟
فقلتُ لها: واللهِ ما مِن مُسافرٍ
يسيرُ ويدري ما بهِ اللهُ صانعُ
فشالَتْ نِقابَ الحُسنِ مِن فوقِ وجهِها
فسالت مِن الطَّرفِ الكَحِيلِ مَدامِعُ
وقالت: إلٰهي كُنْ عليه خليفةً
فيا ربِّ ما خابت لديكَ الوَدائعُ
لقائلها