فيا عجبا لمن يُبدي التكيُّسْ
ويخفي في سريرتِهِ التخيُّسْ
ويزعم أنه أنقى البرايا
وباقي الناس جمعاً في تنجُّسْ
وتزعِجُهُ الحقيقةُ إن رآها
كأنَّ بفكرهِ منها تَحَسُّسْ
وإن عَرَفَ الصوابَ أشاحَ عنه
وواراهُ بِسِربالِ التَّلبُّسْ
تجمَّعتِ الضغائنُ فيه طُرّا
وخاضَ بِلُبِّهِ فرسُ التَّهَوُّسْ
يرى كل الأنام له خُصوماً
وهذا حالُ من فَقِهَ التفرُّسْ
وكنت أظنه في البُعدِ لَيْثَاً
يضيق لهولِهِ مَجرى التنَفُّسْ
فلما أن تكشفتِ الخفايا
تبين أنه في القرب خُنْفُسْ
فلا يغرُركَ ظاهرُ كل حُسْنٍ
بياضُ السِّنِّ لا يَنفِي التَّسَـــوُّسْ
عزت المخلافي