آية التطهير هي الجزء الأخير من الآية (33) من سورة الأحزاب : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ ، نزلت بحقِّ آل مُحَمَّد (صلّى الله عليهم وسلّم) حصراً ، ذلك عندما اجتمع سيدنا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلّى الله عليهم وسلّم) تحت الكساء اليماني ، ودعا النبي بدعاءٍ واستجاب الله تعالى الدعاء فوراً ، ونزل المَلَكُ جبريل (عليه السلام) يبشر النبي بكرامة آية التطهير ، التي فيها تكفل الله عزّوجلّ بعصمة وصيانة عترة نبينا الأعظم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وأنّه تعالى يريد بإرادته التكوينية التي هي حتمية الوقوع والتحقّق ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ أن يزيل الرجس عن آل محمد (صلّى الله عليهم وسلّم) ، ويريد الله تعالى أن يطهر عترة محمد (صلّى الله عليهم وسلّم) تطهيراً تاماً جداً من كل سوءٍ ورذيلةٍ ورجاسةٍ ونجاسةٍ ماديّة كانت أو معنوية ، ولا مجال للآثام والذنوب أن تكون فيهم لا فعلاً ولا قولاً ولا فكراً .
لقد روى حادثة الكساء أكثر من (20) صحابياً من ضمنهم زوجات النبي نفسهن كعائشة وأم سلمة ، وأكثر من (30) تابعي - كما هو مدوّن في مصنّفات أهل السنّة - . قال الآلوسي في تفسيره روح المعاني - الجزء (11) - الصفحة (195) :- «أخبار إدخاله (صلّى الله عليه وسلم) عليّاً وفاطمة وابنيهما (رضي الله تعالى عنهم) تحت الكساء، وقوله عليه الصلاة والسلام "اللهم هؤلاء أهل بيتي" ودعائه لهم وعدم إدخال أم سلمة أكثر من أن تحصى ، وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأي معنى كان البيت فالمراد بهم من شملهم الكساء ولا يدخل فيهم أزواجه صلّى الله عليه وسلم» . وقال أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي - الصفحة (16،14،13) - الباب الأول ذكر تفضيلهم بما أنزل الله في حقهم من الآيات :- «والذي قال به الجماهير من العلماء، وقطع به أكابر الأئمة، وقامت به البراهين وتظافرت به الأدلة أنّ أهل البيت المرادين في الآية هم سيدنا علي وفاطمة وابناهما... وما كان تخصيصهم بذلك منه صلى الله عليه وآله وسلم إلا عن أمر إلهي ووحي سماوي ... والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وبما أوردته منها يعلم قطعا أن المراد بأهل البيت في الآية هم علي وفاطمة وابناهما رضوان الله عليهم، ولا التفات إلى ما ذكره صاحب روح البيان من أن تخصيص الخمسة المذكورين عليهم السلام بكونهم أهل البيت من أقوال الشيعة، لأن ذلك محض تهور يقتضي بالعجب، وبما سبق من الأحاديث وما في كتب أهل السنة السنية يسفر الصبح لذي عينين ... وقد أجمعت الأمة على ذلك فلا حاجة لإطالة الاستدلال له» . وعلى هذا الأساس أنّ آية التطهير الكريمة لم تنزل في زوجات النبي أبداً ؛ لأنّه لو كانت الآية نازلة فقط في نساء النبي لانتفى تشريف وكرامة آية التطهير للنبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا سامح الله ؛ ولأنّه لم تدعي واحدة من زوجات النبي اختصاص آية التطهير بهن أو شمولها لهن ، بل بالعكس تماماً فإنّ عائشة وأم سلمة (زوجات النبي) قد روتا الحادثة بخصوص أهل الكساء الخمسة (عليهم السلام) ، وهذا يبطل الأقوال المزعومة أنّ الآية نازلة في زوجات النبي .
حتّى أنّ أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) طلبت بالدخول تحت الكساء لكن النبي لم يسمح لها عندما أرادت ذلك ، حيث أنّها جاءت إلى الكساء لتدخل معهم فجذبه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من يدها وقال لها : «إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ» . فلو كانت الآية الكريمة تشمل زوجات الأنبياء لما كان لهذا المنع وجه ، أو لقال عبارة أخرى غير قوله : (مَكَانَكِ وَإِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ) أي لا تدخلي معهم . فعن فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل - الجزء (2) - الصفحة (602) - الحلقة (1029) :- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِفَاطِمَةَ: «ائْتِينِي بِزَوْجِكِ وَابْنَيْكِ» ، فَجَاءَتْ بِهِمْ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ كِسَاءً فَدَكِيًّا، قَالَتْ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ آلُ مُحَمَّدٍ، فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَرَفَعْتُ الْكِسَاءَ لِأَدْخُلَ مَعَهُمْ، فَجَذَبَهُ مِنْ يَدِي وَقَالَ: «إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ» . (الحديث صحيح كما في المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة : ج8، ص225.)
وهذا الرجس الذي يريد أن يزيله الله عن آل محمد (صلّى الله عليهم وسلّم) من أقبح وأنجس وأخبث الخبائث على الإطلاق ! فلقد ذُكِرَ "الرجس" فِي القُرآن الكريم (9) مرات في مواضع مختلفة من الآيات ، وهذا يعني أنّ الله تعالى قد أذهب عنهم جميع الصفات الخاصة بـ"الرجس" ، والتي هي :- (الحرام واللعنة والآثام والخطايا والنجاسات والخبائث في البواطن والاعتقاد ومرض القلوب والقاذورات والكفر وميتتة الكفر وقول الزور والغضب الإلهي والعذاب والأصنام وعبادة الأوثان وجهنم والبغي بغير الحق والفواحش ما ظهر منها وما بطن والخمر والأزلام والميسر وضيق الصدر عن الإيمان والضيق عن العلم واليقين والحيوانات الميتة والمسفوحة والدم ولحم الخنزير وما أُهِلَ به لغير الله وكل طعام حرام) .
وبذلك تحققت العصمة الكاملة لآل محمد (صلّى الله عليهم وسلّم) ؛ لأنّ إرادة الله تعالى قاضية بإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم تطهيراً أيضاً ؛ إذا ليس من المعقول أن يكون هناك فرداً طاهراً مطهراً من كل مايمكن أن يصدق عليه رجس ولا يكون معصوماً . وهذه العصمة لم تكن لأحدٍ من الأنبياء السالفين ، فعصمة الأنبياء تختلف عن عصمة سيدنا محمد وعترته (صلّى الله عليهم وسلّم) ؛ لأنّ سيدنا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خاتم الأنبياء والمرسلين وأفضل أولي العزم ، وبآية التطهير استحق أهل البيت (عليهم السلام) المكانة المميزة والعظيمة عند الله تعالى ، والتي لا يمكن لأحدٍ بلوغها من المسلمين قاطبةً ، فلولا المكانة العالية لهم بحيث سَمَوْ عن باقي المسلمين لما عصمهم المولى تعالى وهو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين ، وتخصيصهم بهذه المكانة العالية الرفيعة ليس عفوياً بل هو تعبير عن إعداد إلهي هادف لبيان الوجود الإمتدادي في حركة الرسالة ، وهذا الوجود لا يمثله إلّا أهل البيت (عليهم السَّلام) لإمتلاكهم جميع الخصائص والكفاءات التي تؤهلهم لذلك ، والمعصوم هو الأولى والأحق بأن يتولى منصب الإمامة وخلافة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من غيره .
قصة آية التطهير :-
لقد كان رسول الله مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يمرُّ بباب فاطمة الزهراء (عليها السلام) ستتة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر ويقول أمام البيت : «الصَّلَاةُ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾» . وهذا الأمر يكشف أنّ آية التطهير نزلت قبل الآيات التي نزلت في زوجات النّبيّ (صلّی الله عليه وآله وسلّم) ، فعند رجوعنا إلى كتب التاريخ نجد أنّ زواج الإمام علي (عليه السلام) من فاطمة الزهراء (عليها السلام) كان بعد مقدم النبيِّ محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المدينة ، وبنى بها بعد رجوعه من غزوة بدرٍ في السنة الثانية للهجرة (كما في مقاتل الطالبيّين : ص59.) ، أو على رأس اثنين وعشرين شهراً من الهجرة (بحسب تاريخ الطبري : ج2، ص486.) .
وعند ملاحظة نزول الآيات المرتبطة بنساء النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نجد أنّها نزلت بعد زواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بمجموعة منهنَّ ، وقد أشار السيوطي إلى أنّهنّ كُنّ تسعة نساء عند نزول الآيات ، وكانت حفصة من النساء اللاتي خيَّرهنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بين الدنيا والآخرة . (الدر المنثور للسيوطي : ج6، ص587.)
وقد صرَّح الطبري في تاريخه - الجزء (2) - الصفحة (499) أنّ النبيَّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تزوَّج حفصة في السنة الثالثة من الهجرة ، وذلك قبل غزوة أُحُد . وهذا يعني أنّ تاريخ زواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حفصة متأخِّرٌ بما يقارب سنةً واحدةً أو يزيد عن زواج الزهراء (عليها السلام) .
ومن تاريخ زواج الإمام عليٍّ (عليه السلام) من الزهراء (عليها السلام) ، وتاريخ زواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حفصة يتَّضح أنَّ آية التطهير نزلتْ مستقلّةً عن الآيات المرتبطة بنساء النبيّ ، وقد نزلت عندما أجتمع سيدنا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) على يمينه والإمام علي (عليه السلام) على يساره والحسن والحسين (عليهما السلام) جالسين بين يدي النبي تحت الكساء ، بعدها دعا النبي بدعاءٍ واستجاب الله له فوراً ونزل عليه المَلَكُ جبريل (عليه السلام) وتلا عليه الآية الكريمة ، كما جاء ذلك في الأخبار الصحيحة : كصحيح مسلم والمستدرك على الصحيحين للحاكم وصحيح ابن حبان وصحيح الترمذي وسنن النسائي ومسند أحمد بن حنبل وغيرها تجدها في التجميعة للأحاديث الصحيحة لآية التطهير . وقد بلغت طرق الحديث إلى حدّ التواتر ، فمن طرق الحديث الإمام علي (عليه السلام) وأم سلمة وعائشة وجعفر بن أبي طالب وابن عبّاس وأبوسعيد الخدري وأنس بن مالك وسعد بن أبي الوقاص وأبو هريرة وغيرهم من الصحابة والتابعين ... وأي دعوى أخرى تخالفها هو اجتهاد في مقابل النَّص المحرم شرعاً عند السنّة والشيعة ، بل هو كبيرة لكونه رداً على النّبي محمد (صلّی الله عليه وآله وسلّم) ، خاصةً وأنّ هذه الروايات المتواترة صرّحت بأنَّ النبي قد تصدّى لتوضيح وتبيّان من هم أهل البيت (عليهم السلام) الذين نزلت فيهم آية التطهير .
لمعرفة حادثة الكساء :-
https://justpaste.it/325ly
مفردات آية التطهير :-
﴿إِنَّمَا﴾ : لفظة مركبة في الأصل من حرفين "إنّ" التي تفيد معنى الإثبات و"ما" الكافة ، ومع الجمع بين الحرفين تصير "إِنَّمَا" التي هي أداة تفيد الحصر والقصر (التأكيد) ، وعملها في الآية هو حصر إرادة الله تعالى في إذهاب الرجس وتطهير أهل البيت (عليهم السلام) تطهيراً .
﴿يُرِيدُ﴾ : إنّ القَرْن الحاصل بين لفظة "يُرِيدُ" مع لفظة الجلالة "الله" يدلّ على كون الإرادة الواردة في الآية هي إرادة إلهية متعلقة بتطهير أهل البيت (عليهم السلام) تطهيراً وإذهاب الرجس عنهم ، وهذه الإرادة تكوينية وليست تشريعية ؛ ذلك لأنّ الله تعالى قد ابتدأ الآية بأداة الحصر التي تحصر إرادته بإذهاب الرجس وتطهير أهل البيت (عليهم السلام) تطهيراً ، فلو كانت إرادته تشريعية لما كان للحصر معنى ، وهذا المعنى من الإرادة نلحظه في الأمور الإيجادية أو الإعدامية ، أي إيجاد الشيء أو إعدامه الذي وقع بعد جملة من الآيات التي تتحدث عن الخلق والإيجاد في سورة يس المباركة ، قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ .
كما أنّه تعالى وضّح وعيّن الجهة التي تعلّقت بها إرادته وهم ﴿أَهْلُ البَيـْتِ﴾ عليهم السلام ، فكان يمكن أن لا يذكرهم في الآية بدون أن يقع أي خلل في سياقها ، فيقول ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيراً﴾ ، وعليه فذكرهم بنحو الإختصاص يكشف بوضوح على العناية الخاصة بهم . كذلك التأكيد لعملية التطهير ، فَفِعْل "يطَهِّرَكُم" جاء ليؤكد أكثر عملية التطهير ، فالمولى تعالى كان يمكن أن يستغنى عن التأكيد فتكون العبارة ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت﴾ ، وعليه فهذا التأكيد الحاصل في الآية كاشف عن الإرادة الخاصة والعناية الزائدة .
كما أنّه تعالى نَكَّرَ مصدر ﴿تَطْهِيرَا﴾ ؛ ليُدلل على الإكبار والتعظيم ، فيكون المعنى "يطهركم تطهيرا عظيما" ، وعليه فالحصر لإرادته وتعيين الأفراد المتعلّق بهم التطهير وإذهاب الرجس وتأكيد إذهاب الرجس والتطهير وتنكير لفظة "تطْهِيرا" للدّلالة على التعظيم ، لهي قرائن لفظية تكشف عن العناية الزائدة والإرادة الخاصة ، وهذا كلّه لا ينسجم مع الإرادة التشريعية ، بل هو ظاهر في أنّ الإرادة تكوينية .
﴿ليُذْهِبَ﴾ : فعل مضارع دال على الاستمرار ، مشتق من "الإذهاب" الذي هو بمعنى الإزالة ، وعليه فمعناه في آية التطهير هو أنّ الله تعالى يريد إزالة الرجَس من أهل البيت (عليهم السلام) بشكلٍ مؤكد لوجود لام التأكيد في (ليذهب) .
﴿عَنْكُم﴾ : جار ومجرور ، والمجرور ضمير متصل للجمع المذكر ، ويجوز استعماله في الجمع المختلط بين الذكور والإناث .
﴿الرِّجْسَ﴾ : بكسر الراء وتشديدها ، وبحسب معاني القرآن الكريم فإنّ الرجس هو : (الحرام واللعنة والآثام والخطايا والنجاسات والخبائث في البواطن والاعتقاد ومرض القلوب والقاذورات والكفر وميتتة الكفر وقول الزور والغضب الإلهي والعذاب والأصنام وعبادة الأوثان وجهنم والبغي بغير الحق والفواحش ما ظهر منها وما بطن والخمر والأزلام والميسر وضيق الصدر عن الإيمان والضيق عن العلم واليقين والحيوانات الميتة والمسفوحة والدم ولحم الخنزير وما أُهِلَ به لغير الله وكل طعام حرام) .
﴿أَهْل البَيْتِ﴾ : ذلك البيت الذي اجتمع فيه أصحاب الكساء الخمسة ونزلت على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيه الآية الكريمة ، ومن ثم جللهم ودعا لهم ، وهو بيت السيدة أم المؤمنين أم سلمة (رضوان الله تعالى عليها) ، وهم الرسول الأكرم محمد والإمام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (صلّى الله عليهم وسلّم) .
﴿وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ : لفظ يفيد معنى التنقية وإزالة البواقي ، والتطهير يفيد أيضاً معنى الإزالة من خلال إزالة الأسباب ، وعليه فيكون معناه في آية التطهير أنّ الله تعالى يريد أن يزيل الرجس من أهل البيت (عليهم السلام) من خلال إزالة أسبابه المولِّدة له .
شبهة سياق آية التطهير الكريمة :-
من الأقوال الباطلة هو قول المخالفين أنّ آية التطهير نزلت بحقّ نساء النبي وفقاً لسياق الآيات الكريمة التي تخاطب أزواج النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، مجتهدين بذلك مقابل النص الصريح ! والإجابة على تلك المزاعم يجيبها ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري - الجزء (7) - الصفحة (138) :- «وَفِي ذِكْرِ الْبَيْتِ مَعْنًى آخَرُ لِأَنَّ مَرْجِعَ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا لِمَا ثَبَتَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لَمَّا نَزَلَتْ دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَمَرْجِعُ أَهْلِ الْبَيْتِ هَؤُلَاءِ إِلَى خَدِيجَةَ لِأَنَّ الْحَسَنَيْنِ مِنْ فَاطِمَةَ وَفَاطِمَةُ بِنْتُهَا وَعَلِيٌّ نَشَأَ فِي بَيْتِ خَدِيجَةَ وَهُوَ صَغِيرٌ ثُمَّ تَزَوَّجَ بِنْتَهَا بَعْدَهَا فَظَهَرَ رُجُوعُ أَهْلِ الْبَيْتِ النَّبَوِيِّ إِلَى خَدِيجَةَ دُونَ غَيْرِهَا» .
ويجيب على ذلك أبو المحاسن الحنفيّ في المعتصر من المختصر من مشكل الآثار - الجزء (2) - الصفحة (267) :- «والكلام لخطاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تم عند قوله: ﴿وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ﴾وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ استئناف تشريعا لأهل البيت وترفيعا لمقدارهم ألا ترى أنه جاء على خطاب المذكر فقال: عنكم ولم يقل: عنكن فلا حجة لأحد في إدخال الأزواج في هذه الآية، يدل عليه ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال: السلام عليكم أهل البيت ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾» .
فابن حجر لم يتمسَّك بدلالة السياق ولم يجتهد في مقابل النص , بل أعمل فكره وتجرَّد عن عصبيَّته وهواه وصرَّح بوضوح من أنَّ المراد من أهل البيت هُم هؤلاء الأربعة : عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، وأرجعهم إلى خديجة (عليها السلام) ؛ لأنّ وحدة السياق يمكن التمسك بها عندما لا يكون عندنا دليل يبطل الإعتماد على وحدة السياق ، والحال في آية التطهير أنّ الدليل الذي يبطل التمسك بوحدة السياق موجود بل ومتواتر وصحيحٌ جداً ، وهو الدليل الروائي الذي أثبت أنّ الآية نازلة في خصوص أصحاب الكساء الخمسة ، الذين هم سيدنا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلّى الله عليهم وسلّم) ، فمع وجود الدليل يبطل التمسك بوحدة السياق .
والقرآن الكريم لم يرتب حسب النزول ؛ فالمسلمين متفقون على أنّ القرآن الكريم لم يجمع حسب النزول ، فليس نظم آيات القرآن الكريم كلها على أساس التسلسل الزمني ، فكم من آية مدنية وقعت بين آيات مكية والعكس صحيح ، كما في سورة إبراهيم المكّيّة عدا آيتين منها ، كذلك سورة الأنعام المكّيّة عدا آيتين منها ، كذلك سورة هود المكّيّة عدا ثلاث آيات منها ، كذلك سورة يوسف المكّيّة عدا ثلاث آيات منها ، كذلك سورة النحل المكّيّة عدا ثلاث آيات منها ، فكثيرٌ من سور القرآن لم تنزل جملة ، بل نزلت آياتها شيئاً فشيئاً ، وآية التطهير نزلت لوحدها مستقلة كما صرحت النصوص القويّة الصحيحة ، ففي بعضها تقول أُم سلمة (رضي الله عنها) : «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي بَيْتِي» .
كما أنّ اختلاف الضمائر في السياق تأنيثاً وتذكيراً ، فقوله تعالى : ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ..﴾ خطابٌ بضمير جمع المؤنَّث كما هو واضح ، ثمّ انتقل الخطاب بعدها في قوله تعالى : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ إلى الخطاب بضمير جمع المذكَّر ، ثمّ عودة الخطاب بعد هذه الآية بضمير جمع المؤنَّث مرَّةً أخرى في قوله تعالى : ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ..﴾ . فكلّ الآيات التي سبقت ولحقت بآية التطهير جاءت بصيغة المؤنث ، إلاّ آية التطهير فقد جاءت بصيغة المذكر ، فتبَدُّل الضمير قرينة على أنّ الآية ليست في سياقها الطبيعي ، ومنه يتَّضح أنّ المخاطَب بضمير جمع المذكَّر غير المخاطَب بضمير جمع المؤنَّث .
أي إنَّ الخطاب بالإقرار في البيوت وعدم التبرُّج وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله كان خطاباً موجَّهاً إلى نساء النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقط ، وكان في سياقها الزجر والتحذير الشديد ويضعهن بين حال الخوف والرجاء . أمّا خطاب التطهير فكان موجهاً لأهل البيت (عليهم السلام) أي العترة الطاهرة فقط ، وهم سيدنا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام) ، وكان في سياق التطهير التعظيم والترفيع والتشريف والمدح والتفضيل ، وفرقٌ كبيرٌ بين سياق نساء النبي وبين سياق أهل البيت (عليهم السلام) ، ومنه يُعلَم أنَّ المخاطَب في السياق الأوّل غير المخاطَب في السياق الثاني .
هذا ولا يمكن الاكتفاء بالرجوع في تفسير الكتاب إلى ألفاظ الكتاب وحده بمعزلٍ عن السُّنّة ؛ إذ أنّ القرآن يحثُّ على الرجوع إلى السنّة ، كقوله تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ ، وقوله عزّ وجلّ : ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ ، وقوله عزّ وجلّ : ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ ، فالمستفاد من هذه الآيات هو الحثُّ على عدم الاقتصار في فهم القرآن الكريم على ألفاظه وحدَها ، بل لا بدَّ من الرجوع إلى السنّة النبويّة المفسِّرة له ، ومنه يُعلَم أنَّ الأخبار الواردة في أحاديث الكساء ما هي إلّا تفسيرٌ لتلك الآية الشريفة ، وليست هي ممّا يعارضه .
كما ولا يحقُّ لأي أحدٍ من الناس وبأي شكلٍ من الأشكال أن يجتهد ويُفسِّر القرآن بحسب رأيه ومشتهاه ! فقط الراسخون في العلم يعلمون تأويل الكتاب المكنون ؛ لقوله تعالى : ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ ، وقوله عزّ وجلّ : ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ ، وقوله عزّ وجلّ : ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ . الراسخون في العلم المشار إليهم في الآية الكريمة هم النبي محمد وعترته (صلّى الله عليهم وسلّم) ، والمس أعمُّ من لمس المتوضئ لكلمات القرآن بيده ؛ بل المسّ يشمل الإطلاع الكامل على حقيقة معانيه وأسراره وهو أمرٌ لا يتيسر إلّا للنبي محمد وعترته ؛ لأنّهم طاهرون مُطهرون من الرّجس تطهيراً كما في آية التطهير الكريمة .
هناك سؤالٌ يقول :-
هل الأئمة التسعة من ولد الإمام الحسين (عليه السلام) - أي الأئمة الاثنا عشر (عليهم السلام) - يدخلون في آية التطهير ؟ وهل حديث الكساء يخرجهم من آية التطهير ؟ والإجابة على ذلك هي أنّ دخول بقية الأئمة (عليهم السلام) يتم من دلالة حديث الثقلين (كتاب الله وعترتي) . فعن المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (3) - الصفحة (118) - الحلقة (4576) :- حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَنْظَلِيُّ، بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَالَوَيْهِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، وَثَنَا أَبُو نَصْرِ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ، بِبُخَارَى، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ قَالَ: ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَنَزَلَ غَدِيرَ خُمٍّ أَمَرَ بِدَوْحَاتٍ فَقُمْنَ، فَقَالَ: «كَأَنِّي قَدْ دُعِيتُ فَأَجَبْتُ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَعِتْرَتِي، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا، فَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ». ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَوْلَايَ، وَأَنَا مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ» ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِطُولِهِ، شَاهِدُهُ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ أَيْضًا صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا .
لأنّ مصطلح أهل البيت (عليهم السلام) نفسه مصطلح العترة لكنه أخص ، والحصر في حديث الكساء الذي قام به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بتخصيص الإمام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (صلّى الله عليهم وسلّم) مُقيّد بالظرف الزماني الآني لفعل وقول الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا يشمل إمتداد الزمان ، وبالتالي يمكن للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وببيان آخر أن يوضح أنّ هناك آخرين يدخلون في مصطلح أهل البيت المطهّرين المشمولين بآية التطهير . ولقد صرح النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه سيكون من بعده اثنا عشر إماماً وأنّ الإسلام سيكون عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ، وأنّ أمر الناس لا يزال ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً ، وأنّه يكون بعد الرسول اثنا عشر أميراً ، كما بينت ذلك الروايات المتواترة الصحيحة . وجميع الأئمة (عليهم السلام) من بني هاشم وأهل البيت (عليهم السلام) من بني هاشم .
1- صحيح البخاري - الجزء (9) - الصفحة (81) - الحلقة (7222) :- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا»، فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، فَقَالَ أَبِي: إِنَّهُ قَالَ: «كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ» .
2- صحيح مسلم - الجزء (3) - الصفحة (1452) - الحلقة (5 - 1821) :- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وحَدَّثَنَا رِفَاعَةُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْوَاسِطِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً»، قَالَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ خَفِيَ عَلَيَّ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: «كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ» .
3- صحيح مسلم - الجزء (3) - الصفحة (1452) - الحلقة (6 - 1821) :- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ أَمْرُ النَّاسِ مَاضِيًا مَا وَلِيَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا»، ثُمَّ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ خَفِيَتْ عَلَيَّ، فَسَأَلْتُ أَبِي: مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: «كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ» .
4- صحيح مسلم - الجزء (3) - الصفحة (1453) - الحلقة (7 - 1821) :- حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً»، ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ فَقَالَ: «كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ» .
5- صحيح مسلم - الجزء (3) - الصفحة (1453) - الحلقة (9 - 1821) :- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، ح وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي أَبِي، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً»، فَقَالَ كَلِمَةً صَمَّنِيهَا النَّاسُ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: «كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ» .
ولأنّه لكلِ زمانٍ إماماً حقاً نافذ الأمر يجب معرفته وطاعته والإذعان بولايته ومعاداة أعدائه ؛ لقوله تعالى : ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾ ؛ ولقوله تعالى : ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾ - [سُّورَةُ الإسْرَاءِ : الآيَات : مِنْ 71 إِلَى 72.]
ولأنّ الله تعالى أمر عباده بطاعة أولياء الأُمور (أي الأئمة) بعد النبي محمد وذلك فِي قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ ، فلقد ساوى الله تعالى طاعته بين طاعة النبي وأولي الأمر من بعد النبي فجعل تعالى طاعتهم مقرونة واحدة ، قَالَ تَعَالَى : ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ ، وهذا يعني أنّ الله تعالى يأمر المسلمين باتباع الرسول وأولي الأمر من بعدهم ، ولا يجوز أبداً أن يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق إلّا من ثبتت عصمته وعلم أنّ باطنه كظاهره وأمن منه الغلط والأمر بالقبيح ؛ ذلك لأنّ اختيار ولي الأمر (الإمام) يحدده الله وليس الناس ؛ لقوله تعالى : ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ؛ لأنه لو كان ولي الأمر يختاره الناس كيفما يريدون لكان غير معصوماً ولصدرت منه الهفوات والزلّات والمنكرات ، وحاشا لله تعالى أن يأمر الناس باتباع ولي أمرٍ جائرٍ مشكوكٍ في أمره . وقد يقول قائل أنّ الله تعالى لم يذكر الرجوع إلى ولي الأمر عند الاختلاف ، فنجيبه : قَالَ تَعَالَى : ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ﴾ .
وهؤلاء الأئمة يهدون بأمر الله عزّوجلّ ، ويهدون فعل مضارع مستمر ، أي أنّه لا زال هداهم مستمرٌ بوجودهم . ولقد أكرمهم الله تعالى ببدنٍ طاهرٍ بكل أجزائه وتفاصيله وأفاض عليهم من أنوار قُدْسه وعظمة شأنه ، كلُّ جزءٍ من أجزاء أبدانهم الشريفة هي نورٌ يسبح لله تبارك وتعالى . جاء في زياراتهم الشريفة منها الزيارة الجامعة الكبيرة : « وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ الصَّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ ، الْمُطِيعُونَ لِلَّهِ الْقَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ الْعَامِلُونَ بِإِرَادَتِهِ الْفَائِزُونَ بِكَرَامَتِهِ » . ومنها : « وَأَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ وَاحِدَةٌ ، طَابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ . خَلَقَكُمُ اللَّهُ أَنْوَاراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ حَتَّى مَنَّ عَلَيْنَا بِكُمْ ، فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ، وَجَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَيْكُمْ وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وَلَايَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنَا وَطَهَارَةً لِأَنْفُسِنَا وَتَزْكِيَةً لَنَا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا . فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِينَ بِفَضْلِكُمْ وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ وَأَعْلَى مَنَازِلِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَرْفَعَ دَرَجَاتِ الْمُرْسَلِينَ » . ومنها : « فَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ خَالِقِي وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَأُشْهِدُكُمْ يَا مَوَالِيَّ ، أَنِّي مُؤْمِنٌ بِوَلَايَتِكُمْ مُعْتَقِدٌ لِإِمَامَتِكُمْ مُقِرٌّ بِخِلَافَتِكُمْ عَارِفٌ بِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ بِعِصْمَتِكُمْ خَاضِعٌ لِوَلَايَتِكُمْ ، مُتَقَرِّبٌ إِلَى اللَّهِ بِحُبِّكُمْ وَبِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، عَالِمٌ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ طَهَّرَكُمْ مِنَ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ، وَمِنْ كُلِّ رِيبَةٍ وَنَجَاسَةٍ وَدَنِيَّةٍ وَرَجَاسَةٍ » .
عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
«لِلْإِمَامِ عَشْرُ عَلَامَاتٍ : يُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً ، وَإِذَا وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتِهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ ، وَلَا يُجْنِبُ ، وَتَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ ، وَلَا يَتَثَاءَبُ وَلَا يَتَمَطَّى ، وَيَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ أَمَامِهِ ، وَنَجْوُهُ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ وَالْأَرْضُ مُوَكَّلَةٌ بِسَتْرِهِ وَابْتِلَاعِهِ ، وَإِذَا لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَتْ عَلَيْهِ وَفْقاً وَإِذَا لَبِسَهَا غَيْرُهُ مِنَ النَّاسِ طَوِيلِهِمْ وَقَصِيرِهِمْ زَادَتْ عَلَيْهِ شِبْراً ، وَهُوَ مُحَدَّثٌ إِلَى أَنْ تَنْقَضِيَ أَيَّامُهُ» . (الكافي : ج1، ص388، ح7، باب مواليد الأئمة عليهم السلام.)
وَعَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
«إِنَّ مُحَمَّداً (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَ أَمِينَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كُنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَثَتَهُ ، فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، عِنْدَنَا عِلْمُ الْبَلَايَا وَالْمَنَايَا ، وَأَنْسَابُ الْعَرَبِ وَمَوْلِدُ الْإِسْلَامِ ، وَإِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَيْنَاهُ بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَحَقِيقَةِ النِّفَاقِ ، وَإِنَّ شِيعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ ، أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، يَرِدُونَ مَوْرِدَنَا وَيَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا ، لَيْسَ عَلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ غَيْرُنَا وَغَيْرُهُمْ ، نَحْنُ النُّجَبَاءُ النُّجَاةُ ، وَنَحْنُ أَفْرَاطُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَنَحْنُ أَبْنَاءُ الْأَوْصِيَاءِ ، وَنَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، وَنَحْنُ الَّذِينَ شَرَعَ اللَّهُ لَنَا دِينَهُ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ : ﴿شَرَعَ لَكُمْ يَا آلَ مُحَمَّدٍ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً﴾ ، قَدْ وَصَّانَا بِمَا وَصَّى بِهِ نُوحاً . ﴿وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى﴾ ، فَقَدْ عَلَّمَنَا وَبَلَّغَنَا عِلْمَ مَا عَلِمْنَا وَاسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُمْ . وَنَحْنُ وَرَثَةُ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ يَا آلَ مُحَمَّدٍ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ وَكُونُوا عَلَى جَمَاعَةٍ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنْ وَلَايَةِ عَلِيٍّ إِنَّ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ مَنْ يُجِيبُكَ إِلَى وَلَايَةِ عَلِيٍّ﴾» . (الكافي : ج1، ص223، ح1، باب أنّ الأئمة عليهم السلام ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم.)
وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ : «شَقَّ اللَّهُ لَكِ يَا فَاطِمَةُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ ، فَهُوَ الْفَاطِرُ وَأَنْتِ فَاطِمَةُ» . وَعَنْهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ سُئِلَ : مَا الْبَتُولُ ؟ فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «الَّتِي لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ وَلَمْ تَحِضْ ؛ فَإِنَّ الْحَيْضَ مَكْرُوهٌ فِي بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ» . وَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لِعَائِشَةَ : «يَا حُمَيْرَاءُ ، إِنَّ فَاطِمَةَ لَيْسَتْ كَنِسَاءِ الْآدَمِيِّينَ ، لَا تَعْتَلُّ كَمَا تَعْتَلِلْنَ» . وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) سُئِلَ : مَا الْبَتُولُ ؟ فَإِنَّا سَمِعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ إِنَّ مَرْيَمَ بَتُولٌ وَفَاطِمَةَ بَتُولٌ . فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «الْبَتُولُ الَّتِي لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ ، أَيْ لَمْ تَحِضْ ؛ فَإِنَّ الْحَيْضَ مَكْرُوهٌ فِي بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ» . وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ آبَائِهِ قَالَ : «إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرَةَ ؛ لِطَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَطَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ رَفَثٍ ، وَمَا رَأَتْ قَطُّ يَوْماً حُمْرَةً وَلَا نِفَاساً» . وَعَنْ أَسْمَاءٍ قَالَتْ : «قَبِلْتُ أَيْ وَلَّدْتُ فَاطِمَةَ بِالْحَسَنِ ، فَلَمْ أَرَ لَهَا دَماً ! فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، إِنِّي لَمْ أَرَ لَهَا دَماً فِي حَيْضٍ وَلاَ نِفَاسٍ» ؟! فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اِبْنَتِي طَاهِرَةٌ مُطَهَّرَةٌ ، لاَ يُرَى لَهَا دَمٌ فِي طَمْثٍ وَلاَ وِلاَدَةٍ» . وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «إِنَّ ابْنَتِي فَاطِمَةَ حَوْرَاءُ إِذْ لَمْ تَحُضَّ وَلَمْ تَطْمِثْ ، وَإِنَّمَا سَمَّاهَا فَاطِمَةَ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَطَمَهَا وَمُحِبِّيهَا عَنْ النَّارِ» .
المصادر : (البحار : ج43، ص19،16،15، عن مصباح الأنوار وعلل الشرائع وصحيفة الرضا. تاريخ بغداد : ج۱۲، ص۳۲۸. وفي ينابيع المودّة ص260. وفي ذخائر العقبى : ص٤٤. وفي منتخب كنز العمّال المطبوع بهامش مسند أحمد : ج٥، ص۹۷، طبعة مصر . وفي رشفة الصادي :ص٤۷، طبعة مصر . وفي أرجح المطالب : ص۳۲۸، طبعة لاهور . وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي : ج۲، ص۳۲۸ . وفي التاريخ الكبير لابن عساكر : ج۱، ص،۲۹۱ . والصفوري في نزهة المجالس : ص۲۲۷. والرافعي في التدوين عن أمّ سلمة) .
هل هناك رواية تقول أنّ آية التطهير نزلت في نساء النبي ؟
لم يؤثر في رواية بسندٍ صحيحٍ أنّ واحداً من الصحابة ذكر أو ادّعى أنّ آية التطهير نزلت خاصة بزوجات النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من دون أهل البيت (عليهم السلام) ، يوجد هناك فقط روايتين ينسب فيهما إلى ابن عباس أنّه قال عن آية التطهير بأنّها نزلت في نساء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، الأولى رواها الواحدي في أسباب النزول - الصفحة (203) قال :- أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، قال: أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: أخبرنا الحسن بن علي بن عفان، قال: أخبرنا أبو يحيى الحماني، عن صالح بن موسى القرشي، عن خصيف عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية في نساء النبي (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) .
والأخرى ذكرها ابن كثير في تفسيره - الجزء (4) - الصفحة (515) قال :- عن ابن أبي حاتم، قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) قال: نزلت في نساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) خاصة .
هذه الروايات لا اعتبار لها لمخالفتهما للنصوص الصريحة والصحيحة المتواترة بحقّ أصحاب الكساء ، والتي بأنفسهن أزواج النبي كعائشة وأم سلمة صرحنّ بنزول آية التطهير بحقّ سيدنا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلّى الله عليهم وسلّم) ، تجدها في تجميعة الروايات الصحيحة ، ويكفي في فساد الاستدلال بهذه الروايات أن نثبت ضعف بعض رواتها عند ملاحظة سند هاتين الروايتين .
بالنسبة إلى رواية الواحدي :-
في سندها (أبو يحيى الحماني) وهو (عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني) وقد رمي بالإرجاء والخطأ ، وقال النسائي : "ليس بالقوي" ، وقال ابن سعد وأحمد : "كان ضعيفا" ، وقال العجلي : "كوفي ضعيف الحديث" . (الكاشف : ج1، ص617. وتهذيب الكمال : ج16، ص454. وتهذيب التهذيب : ج6، ص109. والطبقات الكبرى : ج6، ص399.)
وفي سندها (صالح بن موسى القرشي) وهو (الطلحي) قال فيه ابن معين : "ليس بشيء" . (الجرح والتعديل : ج4، ص415.) ، وقال الأصفهاني : "يروي المناكير عن عبد الملك بن عمير وغيره متروك" . (ضعفاء الأصفهاني : ج1، ص93.) ، وقال عنه البخاري : "منكر الحديث" . (ضعفاء البخاري : ج1، ص59. والتاريخ الصغير للبخاري : ج2، ص182. والتاريخ الكبير للبخاري : ج4، ص291.) ، وقال النسائي : "متروك الحديث" . (الضعفاء للنسائي : ج1، ص57.) ، وقال الذهبي : "واهٍ" . (الكاشف : ج1، ص449.) ، وقال العسقلاني: "متروك" . (تقريب التهذيب : ج1، ص347.) ، وقال عنه ابن حبّان : "لا يجوز الاحتجاج به" . (المجروحين لابن حبان : ج1، ص369.) ، وقال فيه العقيلي : "ليس بشيء" . (ضعفاء العقيلي : ج2، ص203.) ، وقال فيه أبو نعيم : "متروك" . (الضعفاء للأصبهاني : ص93.) ، وقال عنه الذهبي : "ليس بحجّة" . (سير أعلام النبلاء : ج8، ص180.) .
وفي سندها (خصيف) وخصيف هذا الذي يروي عن سعيد بن جبير هو ( خصيف بن عبد الرحمن الأموي الجزري) مولى عثمان بن عفان وقيل معاوية بن أبي سفيان ، قال عنه أحمد بن حنبل : "ليس بحجة ولا قوي في الحديث" وقال أيضاً : "ضعيف الحديث" ، وعن ابن أحمد بن حنبل أنّه قال فيه : "ليس بذاك" ، وقال أبو طالب : "سُئِلَ أحمد عن عتاب بن بشير، فقال: أرجو أن لا يكون به بأس، روى أحاديث ناخرة منكرة، وما أرى إلاّ أنّها من قبل خصيف" ، وقال أبو حاتم : "صالح يخلط وتكلم في سوء حفظه" ، وقال النسائي : "ليس بقوي" ، وقال المدائني : "كان يحيى بن سعيد يضعّفه" ، وقال عنه ابن خزيمة : "لا يحتجّ بحديثه" ، وقال عنه جرير : "كان متمكناً من الإرجاء"، وقال عنه أبو أحمد الحاكم : "ليس بقوي" ، وقال عنه الأزدي : "ليس بذاك" ، وقال العسقلاني : "صدوق سيء الحفظ خلط بآخره ورمي بالإرجاء" . (تهذيب الكمال : ج2، ص385. وتهذيب التهذيب : ج3، ص124. وتقريب التهذيب : ج1، ص220.) ، وقال الذهبي : "صدوق سيء الحفظ ضعفه أحمد" . (الكاشف : ج1، ص236.) وقال عنه يحيى : "كنّا نجتنب خصيفًا" . (سير أعلام النبلاء: ج6، ص144.)
أمّا بالنسبة إلى رواية ابن كثيرٍ :-
في سندها (الحسين ابن واقد) وهو من المدلسين ، وصفه الدارقطني بالتدليس وأبو يعلى الخليلي . (طبقات المدلسين : ج1، ص20. وأسماء المدلسين : ج1، ص70.) ، وقال عنه ابن حبان: "كان على قضاء مرو ، وكان من خيار الناس وربما أخطأ في الروايات" . (تهذيب التهذيب : ج2، ص321.) ، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : (ما أنكر حديث الحسين بن واقد عن أبي المنيب ، وقال العقيلي : أنكر أحمد بن حنبل حديثه ، وقال الأثرم : قال أحمد : في أحاديثه زيادة ما أدري أي شيء هي ونفض يده" . (تهذيب التهذيب : ج2، ص321.)
وفي سندها (عكرمة البربري "الخارجي") وهو مولى عبد الله بن عباس ، وهو ممن اشتهر كذبه على مولاه ابن عباس ، فهذا سعيد بن المسيب يقول لغلامـه (برد) : (يا برد، إياك وأن تكذب علي كما يكذب عكرمة على ابن عباس!) . (تهذيب التهذيب : ج7، ص238. وتهذيب الكمال : ج2، ص213.) ، وقد قيّده علي بن عبد الله بن عباس على باب الكنيف ، ولمّا قيل له عن سبب ذلك ، قال : "إنه يكذب على أبي" وكذبه سعيد بن جبير وابن سيرين ، وذكروا أنّه من الخوارج . (تهذيب التهذيب : ج7، ص213. وتهذيب الكمال : ج7، ص213-214.) ، وقد وصفه أبو الأسود بأنّه كان خفيف العقل : "كان عكرمة قليل العقل خفيفًا ، وعن ابن علية قال: ذكره أيوب فقال : "كان قليل العقل" . (تهذيب التهذيب : ج7، ص237-238.) ، وقد أقرّ ابن بكير أنّه أول من نقل المذهب الخارجي إلى بلاد المغرب . وشهد أكثر من واحد أنّه كان خارجيًّا ، منهم : يحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل ومصعب الزبيري . (تهذيب التهذيب : ج7، ص237.) ، ورأي الخوارج معروف في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
فلا قيمة شرعية ولا عقلية لتلك الروايات المتهالكة .
وهناك رواية في (صحيح مسلم : ج4، ص1873.) مروية عن زيد بن الأرقم تقول أنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم نساء النبي وآل الإمام علي وآل العباس وآل جعفر الطيّار وآل عقيل وكلهم حرّمت عليهم الصدقة . والجواب على ذلك :- رواية زيد بن الأرقم جاءت في سياق بيان من هم أهل البيت الذين حُرّمت عليهم الصدقة ، لا أنّها في سياق توضيح من هم أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير ، والفرق بينهما هو أنّ زيد بن الأرقم في مقام بيان مفهوم أهل البيت بمعناه العام ، لا أنّه في مقام بيان مفهوم أهل البيت بمعناه الخاص الذين نزلت فيهم آية التطهير . ومن ثم أنّ خبر زيد بن الأرقم يفيد أنّ الذي شخّص أفراد أهل البيت (عليهم السلام) هو زيد بن الأرقم نفسه من خلال القول ، أمّا حديث الكساء فيفيد بأنّ المُشخَّص والمُحدّد لأفراد أهل البيت (عليهم السلام) هو النّبي الأكرم (صلّی الله عليه وآله وسلّم) بنفسه من خلال القول والفعل ، وهذا تعارض بين قول الرسول مُحمّد (صلّی الله عليه وآله وسلّم) متواتر وبين قول الصحابي زيد بن الأرقم الآحاد ، والمجمع عليه بين الأمّة هو تقديم تشخيص النّبيّ (صلّی الله عليه وآله وسلّم) على الصحابي ؛ لكونه صاحب الرسالة والمستأمن عليها ، فضلاً أنّ حديثه متواتر .
وهناك أيضاً رواية لابن عبّاس يفهم من قوله فيها أنّه مشمولٌ بآية التطهير . والجواب على ذلك :- أنّ هذا الخبر المنسوب لابن عباسٍ هو مجرد رأي ودعوى له ، وهو خبر آحاد متعارض مع أخبار المتواتر الصحيحة التي تفيد بأنّ آية التطهير مختصة في نزولها بأصحاب الكساء ، ولا اعتبار لها في مقابل ما ثبت بالتواتر عن النّبيّ الأكرم (صلّی الله عليه وآله وسلّم) من أنّ آية التطهير محصورة بأصحاب الكساء الخمسة ، بشهادة جملة كبيرة من الصحابة منهم زوجات النبي كعائشة وأم سلمة ، وعبد الله بن عبّاس نفسه في خبر له آخر صحيح . وعليه فلا اعتبار له ؛ لأنّ الأخذ بهذا الخبر هو ردٌّ صريح لقول النبي (صلّی الله عليه وآله وسلّم) الثابت بالتواتر .
تجميعة للروايات الصحيحة الدالّة على نزول آية التطهير بحقّ أهل البيت في أصحاب الكساء الخمسة الذين هم سيدنا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلّى الله عليهم وسلّم) :-
1- صحيح مسلم - الجزء (4) - الصفحة (1883) - الحلقة (61 - 2424) :- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ - قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، قَالَتْ: قَالَتْ عَائِشَةُ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ، مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33]
2- المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (2) - الصفحة (451) - الحلقة (3558) :- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، ثنا شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: فِي بَيْتِي نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [الأحزاب: 33] قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَجْمَعِينَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي» قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ؟ قَالَ: «إِنَّكِ أَهْلِي خَيْرٌ وَهَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي اللَّهُمَّ أَهْلِي أَحَقُّ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .
3- المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (2) - الصفحة (451) - الحلقة (3559) :- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ قَالَ: جِئْتُ أُرِيدُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمْ أَجِدْهُ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: انْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُ فَاجْلِسْ فَجَاءَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَنًا وَحُسَيْنًا فَأَجْلَسَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى فَخِذِهِ وَأَدْنَى فَاطِمَةَ مِنْ حِجْرِهِ وَزَوْجَهَا، ثُمَّ لَفَّ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهُ وَأَنَا شَاهِدٌ فَقَالَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .
4- المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (3) - الصفحة (158) - الحلقة (4705) :- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: فِي بَيْتِي نَزَلَتْ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [الأحزاب: 33] قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَ: «هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
5- المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (3) - الصفحة (159) - الحلقة (4706) :- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، وَبَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَا: ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، وَثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقَالَتْ لِي فَاطِمَةُ: انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُ، فَجَاءَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَا وَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَأَقْعَدَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى فَخِذَيْهِ، وَأَدْنَى فَاطِمَةَ مِنْ حِجْرِهِ وَزَوْجِهَا، ثُمَّ لَفَّ عَلَيْهِمْ ثَوْبًا وَقَالَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] ثُمَّ قَالَ: «هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ أَهْلُ بَيْتِي أَحَقُّ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
6- المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (3) - الصفحة (159) - الحلقة (4707) :- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، وَبَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَا: ثنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَجِّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَأَدْخَلَهُمَا مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا مَعَهُمَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
7- المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (3) - الصفحة (159) - الحلقة (4709) :- حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثنا جَدِّي، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْحِزَامِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الرَّحْمَةِ هَابِطَةً، قَالَ: «ادْعُوا لِي، ادْعُوا لِي» فَقَالَتْ صَفِيَّةُ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَهْلَ بَيْتِي عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ» فَجِيءَ بِهِمْ فَأَلْقَى عَلَيْهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِسَاءَهُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ آلِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ» ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ أَنَّهُ عَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا عَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ عَلَى آلِهِ .
8- المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (3) - الصفحة (172) - الحلقة (4748) :- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ إِذَا خَرَجَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، يَقُولُ: الصَّلَاةُ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ، ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
9- صحيح الترمذي - الجزء (5) - الصفحة (351) - الحلقة (3205) :- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَعَا فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ، وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا». قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: «أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ» . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ .
10- صحيح الترمذي - الجزء (5) - الصفحة (663) - الحلقة (3787) :- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا» قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا مَعَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ إِلَى خَيْرٍ» وَفِي البَابِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، وَأَبِي الْحَمْرَاءِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ . وهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ .
11- صحيح الترمذي - الجزء (5) - الصفحة (699) - الحلقة (3871) :- حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلَى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي، أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا»، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا مَعَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ» . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَهُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ فِي هَذَا البَابِ وَفِي البَابِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي الحَمْرَاءِ .
12- صحيح ابن حبان - الجزء (15) - الصفحة (432) - الحلقة (6976) :- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ عَلِيٍّ فِي مَنْزِلِهِ، فَقِيلَ لِي ذَهَبَ يَأْتِي بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جَاءَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَخَلْتُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْفِرَاشِ، وَأَجْلَسَ فَاطِمَةَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَلِيًّا عَنْ يَسَارِهِ، وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي»، قَالَ وَاثِلَةُ: فَقُلْتُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: «وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي»، قَالَ وَاثِلَةُ: إِنَّهَا لَمِنْ أَرْجَى مَا أَرْتَجِي .
13- مسند أبي يعلى الموصلي - الجزء (12) - الصفحة (451) - الحلقة (7021) :- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلِيًّا وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا وَفَاطِمَةَ كِسَاءً، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَحَامَّتِي , اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا»، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَ: «إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ» . (رجاله رجال الصحيح)
14- السنن الكبرى للبيهقي - الجزء (2) - الصفحة (212) - الحلقة (2858) :- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ بِبَغْدَادَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْآدَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ .
15- السنن الكبرى للبيهقي - الجزء (2) - الصفحة (214) - الحلقة (2861) :- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: فِي بَيْتِي أُنْزِلَتْ ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فَاطِمَةَ، وَعَلِيٍّ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَ: «هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي» وَفِي حَدِيثِ الْقَاضِي وَالسُّلَمِيِّ: «هَؤُلَاءِ أَهْلِي» قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ؟ قَالَ: «بَلَى إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى» . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ سَنَدُهُ ثِقَاتٌ رُوَاتُهُ .
16- مسند أحمد بن حنبل - الجزء (44) - الصفحة (118) - الحلقة (26508) :- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِهَا، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ، فِيهَا خَزِيرَةٌ، فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: «ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ» قَالَتْ: فَجَاءَ عَلِيٌّ، وَالْحُسَيْنُ، وَالْحَسَنُ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ، وَهُوَ عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ عَلَى دُكَّانٍ تَحْتَهُ كِسَاءٌ خَيْبَرِيٌّ . قَالَتْ: وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] قَالَتْ: فَأَخَذَ فَضْلَ الْكِسَاءِ، فَغَشَّاهُمْ بِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ، فَأَلْوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي ، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي ، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا» قَالَتْ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ، إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ» . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَحَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ عَطَاءٍ، سَوَاءً قَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ، وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَبُو الْجَحَّافِ، عَنْ شَهْرِ ابْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً . (الحديث صحيح كما في طبعة الرسالة)
17- مسند أحمد بن حنبل - الجزء (28) - الصفحة (195) - الحلقة (16988) :- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، وَعِنْدَهُ قَوْمٌ، فَذَكَرُوا عَلِيًّا، فَلَمَّا قَامُوا قَالَ لِي: أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَتَيْتُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا أَسْأَلُهَا عَنْ عَلِيٍّ، قَالَتْ: تَوَجَّهَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَلِيٌّ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، آخِذٌ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِيَدِهِ، حَتَّى دَخَلَ فَأَدْنَى عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ، فَأَجْلَسَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَجْلَسَ حَسَنًا، وَحُسَيْنًا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ لَفَّ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهُ - أَوْ قَالَ: كِسَاءً - ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33] وَقَالَ: «اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، وَأَهْلُ بَيْتِي أَحَقُّ» . (الحديث صحيح كما في طبعة الرسالة)
18- مسند أحمد بن حنبل - الجزء (44) - الصفحة (217) - الحلقة (26597) :- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلَى عَلِيٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً، ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَحَامَّتِي ، اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا» . فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَ: «إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ» .
19- الجامع الصحيح للسنن والمسانيد لصهيب عبد الجبار - الجزء (15) - الصفحة (480) :- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِي , فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ - رضي الله عنها - بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهَا: «ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ» , قَالَتْ: فَجَاءَ عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ وَالْحَسَنُ - رضي الله عنهم - فَدَخَلُوا عَلَيْهِ , فَجَلَسُوا يَأكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ , قَالَتْ: وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ , فَأَنْزَلَ اللهُ - عز وجل - هَذِهِ الْآيَة: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ فَجَلَّلَهُمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكِسَاءٍ ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَأَلْوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ , ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي , فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي , فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا» , قَالَتْ: فَأَدْخَلْتُ رَأسِيَ الْبَيْتَ , فَقُلْتُ: وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ , قَالَ: «إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ، إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ» .
20- الجامع الصحيح للسنن والمسانيد لصهيب عبد الجبار - الجزء (15) - الصفحة (481) :- عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما - فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ .