الجمل العربي يعتبر من أهم الفصائل الحيوانية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في شمال وشرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وإيران
عدة عوامل تساهم في قدرة الجمال العربية على تحمل العيش دون ماء لأسابيع (غيتي)
سلط العلماء الضوء على كيفية تمكن الجمال العربية وحيدة السنام من الصمود والبقاء على قيد الحياة لأسابيع في الصحراء دون شرب الماء.
وفي تقريره الذي نشرته مجلة "نيوزويك" (Newsweek) الأميركية، قال الكاتب أريستوس جورجيو إن فريقا بقيادة باحثين من جامعة بريستول (University of Bristol) في المملكة المتحدة درسوا كيفية استجابة الكلى في أجسام هذه الحيوانات عند الجفاف المزمن.
قدرة كلى الإبل على إفراز بول عالي التركيز هي أحد عوامل تكيفها (الفرنسية)
الكوليسترول في الكلى
وفي دراسة نشرت في دورية "كوميونيكيشنز بيولوجي" (Communications Biology)، حلل الفريق كيفية تغير آلاف الجينات في كلى الإبل نتيجة الجفاف.
ووجدوا أن إحدى وسائل التكيف الرئيسية التي تمكن الإبل من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة دون ماء تتمثل في قدرة الكلى على إفراز بول عالي التركيز، وبالتالي ضمان فقدان القليل من الماء.
وفي الدراسة الأخيرة، وجد الفريق أن مستوى الكوليسترول -وهو نوع شمعي من الدهون أو الشحوم- في كلى الإبل يلعب دورا مهما في الحفاظ على الماء في أجسامها.
وقال المؤلفان الرئيسيان للدراسة فرناندو ألفيرا آي إيرايزوز وبنجامين جيلارد -من كلية الطب في بريستول- إن "انخفاض كمية الكوليسترول في غشاء خلايا الكلى من شأنه أن يسهل حركة المواد المذابة والمياه عبر أقسام مختلفة من الكلى، وهي عملية ضرورية لإعادة امتصاص الماء بكفاءة وإنتاج بول عالي التركيز، وبالتالي تجنب فقدان الماء".
وأضاف المؤلفان أن "هذه المرة الأولى التي يرتبط فيها مستوى الكوليسترول ارتباطا مباشرا بالحفاظ على المياه في الكلى، وبالتالي فإننا نكتشف دورا جديدا لهذا النوع من الدهون والذي قد يكون مهما في دراسة الأنواع الأخرى".
الجمل العربي يعتبر من أهم الفصائل الحيوانية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة (الفرنسية)
الجمل العربي
يقول الباحثون إن هناك اهتماما متجددا بالآليات التي تمكن الإبل من الصمود في ظروف شديدة الجفاف، في ظل الوضع الراهن لتغير المناخ وانتشار ظاهرة التصحر في بعض مناطق العالم.
وذكر الكاتب أريستوس جورجيو أن الجمل العربي يعتبر من أهم الفصائل الحيوانية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في شمال وشرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وإيران.
ويعتقد الخبراء أن الجمال قد دجنت منذ حوالي 6 آلاف إلى 3 آلاف عام، وفي ذلك الوقت استخدمت الإبل لحمل الأمتعة والتنقل، وباعتبارها أيضا مصدرا للحليب واللحم، وحتى يومنا هذا تساعد هذه الحيوانات في توفير الاحتياجات الأساسية لملايين الأشخاص في هذه المناطق.
الشكل المعقد لجيوب الإبل الأنفية يسمح لها باستعادة الماء عند الزفير (الفرنسية)
الغذاء والماء والتنفس
بالإضافة إلى الكلى ذات القدرة العالية على التكيف مع البيئة القاسية تتميز الجمال العربية أيضا بالعديد من الخصائص والسلوكيات الأخرى التي تساعدها على الصمود في ظل الظروف القاحلة.
فعلى سبيل المثال، تتغذى هذه الحيوانات على أوراق النباتات فقط، ولا تتزاوج إلا في موسم الشتاء الأكثر برودة، وقادرة على شرب كميات كبيرة جدا من الماء دفعة واحدة عندما تكون المياه متاحة.
ويسمح لها الشكل المعقد لجيوبها الأنفية باستعادة الماء عند الزفير، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تتقلب درجة حرارة أجسام الإبل المصابة بالجفاف بشكل كبير بين النهار والليل، مما يسمح لها بتوفير أكثر من غالون (نحو 3.7 لترات) من الماء يوميا، والذي كان من الممكن أن يفقده الجمل جراء التعرق.