الجــواب: أن النفس في القرآن تُطلق على الذات بجملتها ،
كقوله تعالى: (فسلموا على أنفسكم)
وقوله
(ولا تقتلوا أنفسكم)
وقوله: (يوم تأت كل نفس تجادل عن نفسها)
وقوله: (كل نفس بما كسبت رهينة).
وتطلق النفس على الروح وحدها ، كقوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة) ، وقوله
: (أخرجوا أنفسكم).
أما (الروح) فلا تُطلق على البدن ، لا بانفراده ولا مع النفس. فالفرق بين النفس والروح فرقٌ
بالصفات لا فرقٌ بالذات
.................................................. .....................................
(3)
أن تحدثنا عن النفس فهنالك
النفس الأمارة بالسوء>> تتمثل في الرغبات والنزوات الفطرية التي تحتاج للإشباع بإلحاح
والنفس اللوامة >>>هي الضمير الحي والانا العقلانية لدى فرويد
والمطمئنة >>>>وهي نتاج انتصار النفس اللوامة وارتياحها في تجنب أوامر الأمارة بالسوء
النفس غذائها من الأرض وملذات الدنيا
والروح غذائها من السماء بالعبادة
.................................................. .............................................
(4)
انا بودي أنَّ السائل يلتفت، بنحو العموم القرآن عندما
يستعمل نفس، وروح، وقلب ونحو ذلك يريد حقيقة واحدة، ما هي تلك الحقيقة؟ تلك الحقيقة التي بها يقول
الانسان انا، انتم انظروا إلى هذا الطفل بمجرد أن يلتفت إلى نفسه يبدأ يعبر هذا لي، هذا انا، ولعله عمره
سنة أو سنتين، ولو بلغ عمره مائة عام أيضاً يعبر انا، هذا التعبير انا، مع انه لو نظرت انت إلى بدنه إلى اعضائه
إلى ملامحه إلى خصوصياته لعله تبدلت عشرات المرات، خصوصا بناءً على زرع الاعضاء لعله كل اعضائه اصلاً
ذهبت، وجاءت اعضاء اخرى، ولكن يبقى يقول انا، إذن هذا مرجع الضمير في انا ما هو؟ هذا البدن؟كلا.
لماذا؟
هذا البدن لا يمكن أن يكون مرجع الضمير لأنه تبدل مرة بعد اخرى، الملامح تغيرت، لذا تجدون الآن في
المحاكم الدولية عندما يقوم احد بجريمة قبل خمسين سنة في الحرب العالمية الثانية مثلا الآن يعتقل
يحاسب، مع انه لو نظرنا إلى البعد المادي في هذا الشخص لم يبقى له من الخلايا والمواد البدنية شيء من
خمسين سنة قبل، ولكن مع ذلك يحاسب الآن.
إذن ما هي تلك الحقيقة التي هي الثابتة في وجود الانسان؟ تلك الحقيقة الثابتة في وجود الانسان وهي
التي يعبر عنها بأنَّا ،هي التي يعبر عنها القران الكريم مرة بالنفس{اخرجوا انفسكم}،مرة بالروح{ونفخت فيه
من روحي}،ومرة بتعبير{ثم انشأناه خلقا آخر} كما في سورة المؤمنون ونحو ذلك، نعم لماذا تسمى بأسماء
متعددة؟ يعني لماذا مرة تسمى نفس ،مرة تسمى قلب، مرة تسمى روح، ونحو ذلك؟
الجواب: هو أنه هذه الحقيقة فيها حيثيات متعددة، فيها جهات متعددة، من كل جهة تسمى ومن كل حيثية
تسمى باسم معين، من حيث انها متقلبة من الايمان إلى الكفر، من الكفر إلى الايمان، من السرور إلى
الحزن، من الحزن إلى السرور، من الغضب إلى الفرح، من الفرح إلى الغضب ونحو ذلك، نسميها في هذا
البعد في القلب لأنه متقلب، من حيث انه منشأ الحياة نسميه روح، لأنه يعطي الحياة، من حيث انه يدبر البدن
نسميه نفس ونحو ذلك.
إذن بنحو العموم القران الكريم عندما يقول نفس وروح وعقل وقلب ونحو ذلك يريد ذلك البعد الالهي الموجود
في الانسان{فنفخت فيه من روحي} ولكن هذا ليس معناه انه في مواضع اخرى لا يستعمله، كما في بعض
الروايات النفس اللوامة، أو النفس بمعنى الهوى، اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك، ليس المراد نفسك
يعني حقيقة عدوي، لا ، بل المراد هوى النفس هنا ونحو ذلك.