المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيفرة دافنشي
النص في صورته الأخيرة .. أكملوا من بعده .. إليكم أعزائي :
ها أنا أمام شاشة الحاسوب مرة أخرى , آخر ما أتذكره أنني كنت أعدّ الأيام لانتهاء فترة أسبوع الصيانة لكنه المرض باغتني وها أنا على مسافة أكثر من أسبوع آخر بعد انتهاء الصيانة , ترى كم رسالة سأجد من تلك الآنسة / السيدة المختلفة ؟ كل هذه الأيام كفيلة حتماً ولو بفضول منها عن سبب تغيبي كل هذه الأيام التي تلت انتهاء صيانة المنتدى , تمتد أصابعي على لوحة المفاتيح هوناً إذ ما زلت أعاني بعض الوهن الذي أتبع فترة انتكاسة عافيتي , رباه !! مرة أخرى تكسر هذه المرأة أفق توقعي .. لا رسائل منها , ولا حتى واحدة !! لم أقاوم فضولي , دخلت ملفها لأجده مزدحماً بالرسائل , أكثر من 20 رسالة , يبدو أنها لم تدخل منذ أيام , أحسست ببعض الرضا , هي لم تكن موجودة يا رجل وإلا لأرسلت ولو على نية الاطمئنان والسؤال المعتاد عن الأحوال , كتبت لها ( صباح الشرفات المغلقة على الورد .. يقال أن التواصل يدعونا لمتوالية الاستفهام ومطاردة الإجابة كقضية مصير , اليوم أكتشفُ مغالطة هذه المقولة التي سبق وقرأتها في حدود نظريات التواصل , إذ نافذتك الافتراضية المغلقة هذه هي ما دفعني للسؤال : أين أنتِ ؟ لتحتشد بعد الأين أدوات الاستفهام الأخرى كناتج لطبيعة الاستفهام ورغبة محمومة للتعرف على تفاصيل تغيبكِ , الغياب كما الحضور أثير للتواصل على خلاف ما قرأته سابقاً .. مودة محمومة ودعاء لكِ بالسلامة من الغياب والحضور أيضاً ) , شعرت بعدها بشئ يشبه الغربة , أن لا تجد من تعتقد أنه يتواصل معك على الموجة أو الذبذبة ذاتها تلك هي الخسارة في جزء مهم من معنى الخسارة , لذا كان بحثي عن مطالعة شئ ما ضمن اهتماماتي في المنتدى أشبه ما يكون بالانسحاب من موقع شعور باللاجدوى , وهكذا كان لأدخل مكتبة المنتدى منتقياً بعض الكتب للتحميل لأقرأها لاحقاً , وبطيئاً مرّ الوقت , وكان الفاصل وجبة الغداء , وقيلولة كنت بأشد الحاجة إليها لأعين جسدي المتعب وأمنحه بعض الراحة الضرورية .
بعد ثلاثة أيام من رسالتي تلك , كان المنتدى يصرّح بغيابها المستمر , دخلت ملفها وكتبتُ ( القصدية محض توهم , ما نظن أننا قصدناه قد يكون هو ما قصدنا نحن , كثيراً ما تسخر بنا علاقات العكس والتضاد , هذا يبرر على الأقل مواساتنا لأنفسنا / ذواتنا بأننا لم نختر العالم بل العالم من اختارنا لنكون , أرجو أن لا تكوني ضمن أفق القصدية هذا .. أن لا تكوني قد قصدت واخترت غيابك هذا , لأنه سيكون مرعباً لو كان هو من اختاركِ وقصدكِ .......... مساء النوافذ المشرعة على غياب الحضور وحضور الغياب صديقتي ) , وأشعلتُ حضوري غياباً بعدها , فما أن أنهيت كتابتي لرسالتي هذه حتى أرفقت ساعدي لأشرعة الخروج من عالم الأرقام هذا , لأكمل ليلتي مع الرسم , كان هناك جدار يصرخ بي لأملأه خطوطاً .. فمددت قدمي لأدخل عالمه عبر ما انتقيتُ من كومة الفحم التي يزدحم بها كيس أسود في ركن مهمل من الحجرة التي تقلني كباص أهوج , واستغرقت بما تبقى من طاقتي التي أرهقها وضعي الصحي الذي يبدو أفضل هذه الليلة , حين نستغرق في شئ فإننا نقارب روحه أو ما يمكن أن تكون عليه روحه , الساعة الثالثة صباحاً وأنا أنظر لما انتهى إليه عملي على الجدار , امرأة ثلاثينية بشعر أسود مائل للبني كما توهم فراغات الضوء والظل , ممشوقة القوام , ابتسامة نصف مطفأة ونصفها الآخر مشرع للغرابة والاختلاف , نظرة محيرة لا يصفها نص , أنف دقيق طويل , شفة عليا مائلة للاختصار والسفلى أكثر شغلاً للمتبقي من مساحة مفترضة لشفاه امرأة , عنق مائل للاستطالة , دونت تحت رسمتي هذه توقيعي مؤرخاً .. وأعلاه بخط رقيق ( آية من سورة ..... هذه هي كما أتوهمها أو كما هي بالضبط .. ) .