من بعد هذا أكملوا أصدقائي :
قد تبدو الأشياء في حقيقتها على عكس ما نتصور تماماً ، العالم كمـا نتصوره قـد يخدعنا بشكل لا يمكن تصديقه
يوم آخر .. والشمس تمنح أرصدة مجانية من أشعتها , كم أن الأشياء المجانية تبعث فينا نشوة الحصول عليها , ما زلت ذاك الطفل الذي تغريه الحلوى التي تحمل داخلها هدية ما , لا أعلم ما سر هذا الولع بتلك الأشياء مع أنها مجانية حقاً , يبدو لي مرة أخرى أن الحصول عليها أجدى من التفلسف بشأنها , وهكذا أقضي الصباح متأملاً تحت سقف الشمس , ويخطر في بالي ما يمكن أن تحمله التجربة الجديدة التي يحملها يومي هذا , في المساء سأكون على موعد مع ما يدعى الأنترنت , هو عالم كبير وواسع كما يقال .
كان الأسبوع المنصرم مجدياً في تعلمي ارتياد هذا العالم الجديد جداً , ما يغريني فيه أنه يبدو جديداً كلياً , ترى ـ وتتناسل الأفكار ـ من هم أولئك الذين يربضون خلف شاشاتهم ؟ يقتلني الفضول عن كل تفاصيلهم , والأهم من ذلك هي دهشتي عن متى تكوّن هذا العالم ؟ !!! أتراني كنت خارج العالم لهذه الدرجة ؟!!
الشاي والسكائر رفيقاي في ارتيادي المسائي لعالم النت , وأنا مهتم بالبحث عن كل ما يخص الفلسفة ( الظاهراتية ) هذه الليلة بالذات , وجدت ضالتي في منتدى عربي , وشيئاً فشيئاً وجدت طريقي بين رواده الدائمين , كان أنسب اسم لي بينهم هو ( ذاكرة الرمل (
حين نكون داخل الأشياء المعنية , تلك التي نقصدها , فإن أبعد ما نتصور حدوثه يحدث غالباً , كانت ليلة أخرى لا شيء فيها خارج الاعتياد , وأنا أتنقل بين صفحات المنتدى بشغف المعرفة والاستمتاع , هناك حيث صدمني العنوان ( لا شيء يشبه .. إنه الاشتباه فقط ) !! كان نصاً أدبياً , ومع أن سنوات البكالوريوس التي قضيتها في كلية القانون جامعة بغداد كانت مضنية جداً للدرجة التي سلبتني الوقت الكافي لمتابعة شغفي بالأدب , إلا إنها لم تقطع صلتي بهذا العالم الساحر , وأنا أتابع النص كان يبدو لي أنه يحمل شيئاً غير معتاد , عجباً كيف تمّ لكاتبته إنتاجه بهذه الصورة ؟ كان نصاً بحق , علقتُ عليه : (( هو يشبه الاشتباه إذن ....... نحن نشبهنا )) كان الفضول ينتابني عن كاتبة النص , بدت لي شخصية لا نصادفها كثيراً في حياتنا , كان افتراضها في المنتدى معنوناً بــ ( آية من سورة .......... ) , كنت أثق بذكائي إذ أرسلت لها تحية نصها : ( مساؤك ضجيج .. ترى من أية سورة ؟ ... ليس في القرآن سورة الاختلاف أيتها اللاتشبهين )
وبدا أن ثقتي بذكائي لاستدراجها لسد فراغات فضولي الشديد نحوها قد أوشكت على التلاشي بعد أن مرت الأيام دون ورود إجابة منها , غير أن مساء يوم الجمعة حمل معه إجابتها : ( مساؤك سكينة .. يبدو أنك تحب الوجبات السريعة .. سأدعوك على واحدة مجانية .. لو كلفت نفسك تأويل الفراغ الذي تملؤه النقاط .. الاستفهام محض مخاض .. و لك أن تعرف قيمة الإجابة سيدي .. ربما في فرصة أخرى .. أو حياة أخرى ربما .... ربما (
كانت إجابة صادمة .. كأنها تعرفني .. كيف تعرف ولعي بالأشياء المجانية التي تأتي منقادة .. كيف عرفت جزعي من البحث عن الإجابة ؟!! , وليومين كنت ألملم الإجابة المناسبة لهذه الآنسة أو ربما السيدة الذكية , فالحق أنني لا أعرف عنها شيئاً سوى أنها ذكية للدرجة التي توقظ فيّ مكامن الحذر
لا أعرف عنها سوى أنها وجه لا يشبه شيئاً .. كنت سابقاً عارفاً بطقوس الرسم حد الثمالة إلا إنني الآن أيقنت أن يدي لم تعدّ تتذكر تلك الطقوس حتى امتد العجز إلى رأسي فلم يعد يملك الأفق ليبدع فيه رسماً ... حاولت إلا إنني وجدت رأسي تدور فيه حلقة مفرغة عن كل نقاط الالتقاء فيها .. ولأول مرة أعرف مدى التيه الذي أصبت به .. لا بل مرضت به وجُعلت أدمنه .. أمد خطوطاً مستقيمة فتجيء منزهة عن استقامتها ... إنها عدوى الاشتباه سرت إليّ ... أي سحر تملّك خاطري من تلك الإجابة حتى أوقف الزمن فيه ؟؟؟
لم أحتمل ذلك فعاودت الكتابة لعلها ترد شيئاً مما اقفها به جمالاً أو ترهباً أو لعلها جملة تساؤلات تخرجني من هذا التيه تعيد لي زمني الذي فقدته عن بعد أو عن قرب لا فرق المهم أن زمني سيرجع لي .... كتبت لها بانتظار أن تبوح إجابتها بوجه يتعلق بخطوطي .. برتوشي .. ولربما سأتخذه وطناً وأنا البارع في رسم الأوطان أينما شئت ... انتظرت دون وطن طويلاً ... فأفنيت قلمي وزمني التيه ورأسي العاج بخطوطه المستقيمة المنحنية .. دون رد بقيت أعدّ أصابعي ويا لدهشة صرت أخطئ بعدّها ... رباااااااااااااه أيّ وقت هذا الذي يمرّ عليّ فأخطئ عدّ أصابعي ؟؟؟؟؟
واستدركت في الحال إن ما يجعلنا نُخطئ في العد هو طول الانتظار... والوله الذي ينتابنا حينما يحل طارئ على حياتنا ... كنت أعد الكلمات للرد بها على هذا الطارئ الذي أربكني في حال لو أنه أطل عليّ لكنني تلعثمت ولم أعرف ما تفعل أصابعي التي فقدت التركيز حين انبثقت لي علامة التنبيه بقدوم رسالة تشير إلى أن أحدهم قد ترك لي ما قد يكون فيه إرضاءٌ لفضولي واستخراجٌ لرأسي الذي تركتهُ وهو منشغل في الدوران في تلك الحلقة المفرغة فقد تعبت وأنا أنتظر وأعد وأخطئ بالعد ... واستدركت أيضاً إن ما يأتينا بعد الانتظار تكون له لذة خاصة ... نتذوقها حينما نفاجأ بقدوم من أرهقنا انتظارهم
تخليت عن حذري وذهبت إلى أعلى الصفحة وضغطت على ذلك الضوء الأحمر المنبثق من أسفل كلمة التنبيهات فإذا بها رسالة زائر ... لا أستطيع وصف كم هو طول الوقت المستقطع من يومي في تلك الهنيهات التي تفصل بين إرضاء فضولي وبين فتح الصفحة لمعرفة ما قد حملته لي هذه التنبيهة هل هي بصيص من أمل إطلالة لهذه الصورة التي أربكت فرشاتي وحيرتها ولم تعد تعرف كيف تنسق خطوطي التي اعوجت من فرط سحر هذا الشيء الذي
لا يشبه ... وهو من الاشتباه فقط
أم الخوف من أن تكون التنبيهة لاشتباه آخر لا يمت للموضوع بصلة ...
لكن الشعور بتلك اللذة ...لا ينفي أبداً حقيقة ذلك الإرهاق..........
أحسست بالشلل ، إنها تستفزني لملء الفراغ ....إنها تختبرني ....تطرح سؤالها بهيئة الإجابة ....وترمي كرة الكشف عن الآخر في ملعب لوحة مفاتيحي ....
تطالبني ببطاقة تعريف بطريقة مهذبة ....ولا ألومها ...فأنا من قرع الشبّاك ....فلمَ احتجّ على فتح الباب ؟
و رحت أفكر ............ بمَ عليَّ أن أجيب على السؤال الذي طرَحتُه ؟
ولم أدرِ أيهما كان يطغى في تلكم الأثناء ، إحساس بالندم ، أم تشوقٌ لما سيأتي ؟ وعندها قررت أن لا أُبالي بما سيقع أثناء محاولتي فتح الباب لها لكن حتماً أدركت أنه لا مجال للكلام ،، والذي سيقع لابد منه. ولا مفر لما صدر مني سابقاً
انتابني شعور مريض بأن أُبرر لها ما فعلته وأن أقول بأني كنت مريضاً وراودتني أفكار جنونية وصرت لا أرى ولا أسمع ولا أعرف ماذا جرى ، هل ستتقبل ما سأقوله
أم تفر هاربة كالعادة ،، يا إلهي احترت بهذا ومن أين سأبدأ وهل تنتهي القصة على خير أم هناك حلقات متواصلة من العذاب ومما سأعانيه مستقبلاً ؟
جلست قليلاً لأفكر قبل أن تمتد يدي لفتح دفاتري ،،رويداً عانقت أفكاري حلول وسطية لابد منها .. ولازال جرس كلماتِها يدق في أذني بجنون وأسمع نداءها !..
هل مللت مني يا هذا ؟؟ أما زلت تفكر في حكاية حتى تلقيها إلي ، وعندما سمعت كلماتها ترن في عقلي ،، أسرعت وفتحت الجهاز .
شدني الأمر كثيراً وزاد تعلقي وشوقي لمعرفة ما سوف أكتشفه عن هذه الإنسانة المبهمة القابعة في الطرف الآخر من العالم .... فعلى الرغم من بعد المسافات التي بيننا ... إلا أنها تقبع أمامي ليس بيني وبينها إلا شاشة زجاجية ملونة ...
في أحيان ٍكثيرة يشدنا الآخرون ممن تسحرنا عقولهم وأناملهم وقوة قدرتهم على التعبير عما يجول في خواطرهم ... فنبدأ برسم صورهم بين حدقات العيون التي تتأملهم بشغف ... فأخذت أطرح على نفسي أسئلة كنت أتمنى أن أجد إجابة لها ... كيف تكون يا ترى ... هل هي طويلةٌ أم قصيرة ؟؟؟ ... هل هي جميلةٌ أم بشعة ؟؟؟ ... ما سرُ هذا الذكاء الذي شدني إليها وأنا من أنا وأحسبني لا أتأثر بمن يأتي أو يذهب !!! ... وأتعبتني كثرة التفكير بكيفية الرد على سؤالها الذي أحرجني ولم أعتد على الهزيمة أمام أحد لو طرح عليَّ سؤال !!! ...
كنتُ أخالني لا أهزم ...
استللت سيكارتي وأشعلت نارها وأخذت أتجول في أركان غرفتي عليّ أجد ما يوصلني إلى ردٍ يشفي غروري ،،، ويفحم آنسة / سيدة الشاشة الافتراضية ... عندها تعالت من فؤادي ضحكة معلولة..... أنى لك بإفحامها يا مغرور ؟
حقاً كيف لي بإفحامها وهي من أحرقتني بنيران الشوق لمعرفة من تكون
أنا ما عدت أنا..... أصبحتُ رماداً يتطاير كتطاير الحروف
قد ضيعتُ أرقامي وضيعتُ الحروف التي أخذتها هي مذ جعلت حتى صمتها كلام
لكن يجب أن أعود للمواجهة فغروري لا يستسلم لغرورها ، واستمرت تساؤلاتي عنها..حتى أني أهملتُ قراءة الكتب الأخرى..كأن هذا العالم هو الكتاب الوحيد المفتوح أمام عيني ، وصرتُ أكثر تشوقاً لما ستكتبهُ تلكَ المرأة من أسئلة في الأيام القادمة على تلك الصفحاتِ..خلتُ أنها من كوكبٍ يرأسهُ القلم..حيث كلما رأيتها قتلني فضولي لحروفها الماسية..كان في عقلي كماً هائلاً من الأسئلة وخيالاً أرهقني عن كيف خُلق كفاها
اللتان تَشعان بالنور المُتخفي بين كلماتها في طيات الرسائل..سؤالها رمى بي في متاهةٍ لا أبوابَ لها..
فجأة سمعتُ صوتاً قادماً من الخارج , صوتاً يشبهُ ألحان كلماتها التي لا تفارقُ مسامعي..
فتحتُ نافذة غرفتي وإذا بأمطارٍ تهطل بغزارة..ذكرّني هذا المشهد بحروفها التي أمطرتها على أرض ذلكَ العالم الافتراضي..في تلك الأثناء انتابني شعور بالحيرة كيف أجيبها؟؟..كيف أُبحر في مكامن أسرارها اللامتناهية؟..جلستُ لأفكر وبيدي كوب قهوتي المعتاد أُردد بيني وبين نفسي..الآن حان المساء سأجيبها غداً..عندما تطلُ الشمس بوجهها علينا..لكن يا ترى هل جوابي سيكون مُقنعاً لأسئلتها الذكية؟؟ يا ربّ السماء!! إلى متى سيبقى هذا التردد الذي يسكنُ صميمي؟؟؟
لم أشأ الدخول إلى رأسي كي لا أكوّن حلقة مفرغة أخرى فما زادت حروفها الرأس إلا تكوّراً .. أشعلت سيكارتي سحبت منها نفساً عميقاً خزنته في رئتي ما أستطيع من كتم الأنفاس ثم أطلقته دفعة واحدة حتى كاد وجعي ينطلق إثره .. استحضرت طقوسي كاملة لم أنتقص شيئاً منها سوى اللعب بأشباه الحروف والتكلم بلغة رامزة تخليت عنها فليس لي أن أبني لغة رامزة فالأمر لا يحتمل رموزاً أخرى .... انطلقت مع حلقة الدخان الكثيف المنطلق من فمي باتجاه حروفها وهالني ما قرأت ... إذ وجدت كلمات هي بعض حدود لخارطة تتماهى بين رأسين لأفق مستقيم تارة ليوازي انحناءه تارة أخرى ( ليس للألق أن ينطفئ لحظة عندما تنقاد وجوهنا لما سيتم نيله في النهاية .... الوجه ليس إلا مساحة واسعة من التساؤلات .. تنشئ وطناً ... لا علاقة بين تقاسيمه .. يُرغم على التعايش مع بعضه قسراً... مع أنها ليست على طرفي نقيض ... وجوهنا لا نمتلكها بإرادتنا ولذا فنحن مرغمين ألا نزيح عنها غبارها فتظهر وكأنها دخيلة علينا أو أننا فشلنا باختيارها .. إنها لا تمثلنا لأنها غيبوبة جاثمة على رؤوسنا ( ...
هالني ما قرأته ... حروفها لم تلق مني جواباً .. مذهلة هي .. بحيث أنني تركت سيكارتي تعبث بأصابعي حتى توارت بينها ورجوت للحظة لو أني ألقي القبض على قلمها وأحاكمه على هذا التيه الذي أغرقني فيه دون سابق معرفة أو إنذار حتى بل قذفني فيه دفعة واحدة لم ينتظرني حتى ألملم رأسي الذي بعثره وحيه الأول ........
هذا أنـا مبعثرٌ عقلي على أرصفة الذكرى, كالرماد ..هي لم تتركْ لي مجالاً للمواجهة ولم أملك خياراً للإجابة ..
أُبصر كل الأشياء من حولي..سيكارتي التي تنتظر تلك اليد لتُطفئها, أوراقي المُتعطشة للإجابة وقلمي الصامت الذي جعلني أستبدلهُ بقلمٍ آخر عسى أن ينطق بحضرتها..تمنيتُ لو أن قلمها يكون ضيفاً عندي ولو لخمس دقائق لكي أُشبع أوراقي وأُخبر قلمي الأصم عنه..على أية حال,أتى الصباح التالي مُبعثراً خيوط الشمس هنا وهناك..فتحتُ عيني وكان أول الصبح أفكار,لهفة و ضياع بسبب ذات القلم الذي لا يمتلك الإجابة الشجاعة .. كيف أداوي هذا القلم وأنقذهُ من ضياعهِ وكيف أغرسُ بذور الذكاء والفطنة بعقله .. بل كيف سأقنعهُ بأن يتمهل ولا يتهور بالحديث معها؟؟
حاولت أن ألملم شتاتي المبعثر وأستجمع قواي التي خارت وأنا تسوقني هواجسي وأفكاري ... فجلست مستقيماً على الكرسي وأطلقت زفرة قوية من نفسي الذي حبسته بعد أن سحبته من سيكارتي للمرة الثانية والتي ذابت بين أصابعي وتحولت إلى رماد دون أن أعي وأنا مشدوه بين لمسات حروفها .... عليَّ أن أهدأ لأواجه تلك المخلوقة ... مددت يدي إلى حاسوبي لأبحث عنها وأفاصلها .... ولكنني بعد كل هذا العناء وتلك الأنفاس المقطوعة التي يملؤها دخان السكائر ... لم أجدها وتمنيت لو أنها كانت حاضرة لأجد عندها ما قد يبلُ رمقي ويروي تعطشي ولهفتي لمعرفة ما يجول في خاطرها وما تخبئ عنا من دهاء حبر قلمها الذي يمكر بي وبالآخرين فلازالت تلك العبارات التي تطلقها عنواناً لمواضيعها تشدني ....!!!وبقوة قررت في النهاية أن أمارس طقوسي المفضلة هرباً....غادرت غرفتي التي خلت أنها امتلأتْ بها حد الفوضى ...قررت أن أتطهر من استعمارها لأطول فترة ممكنة ...تناولت جهاز التحكم و شغلت التلفاز و أنا في طريقي إلى الحمام ...سمعتُ صوت فيروز يصدح ُ من مكان ما حين فتحتُ النافذة .......أنصتُّ محاولاً أن أعرف ماذا كانت تقول تلك الشحرورة الصباحية ....إنها حتما ً (يا طير الوروار )....كعادتها ترسل هذه الملاك سلاماً لأحبة ٍ بعيدين ....تنهدتُ لا شعورياً و رششت وجهي بماء الحنفية بكل العنف و الفوضى الممكنين ...كأن شيئاً في أعماقي كان يصرخُ (أفِقْ (......
مررت بالتلفاز مرة أخرى و أنا في الطريق لأعد قهوتي ...لفتت انتباهي مذيعة جميلة لبقة ...عاد دماغي لحظتها إلى سكره : ترى ما هو شكلها ؟....أنيقة كما كلماتها ؟...رشيقة كما قلمها ؟...كدتُ الطم وجهي احتجاجاً على كسر الهدنة ...لكنني هرولت نافضاً أفكاري باتجاه المطبخ ...
بدأت بإعداد قهوتي أملاً مني بأنها ستساعدني على الاستفاقة من عالم "الاشتباه "تساعدني على مسح علامات الاستفهام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ والتعجب !!!!!!!!!!!!!!! التي تخيم على رأسي وتملأ كل فراغ ، وعندما انتهيت من إعداد قهوتي حملتها معي إلى غرفة الجلوس محتضناً إياها بشغف ومستنجداً بها كالغريق الذي يتعلق بقشة .. رشفت منها رشفة طويلة
شعرت معها بدفء يملأ قلبي وأحسست بأني بدأت أستفيق من عالم الخيال ، وقررت أن أكمل يومي بشكل اعتيادي مستعيناً بتذكر لحظات الصفاء وراحة البال التي كنت متنعماً بها قبل أن تنبهر عينيّ ببريق كلماتها المتناثرة ..
في الطرف المقابل كنت أجلس أمام حاسوبي أحتضنه بين يدي لكنه أبعد مما كان أي كتاب .. ترى لماذا لا أحتضنه كما لو أنه كتاب ؟ .. هل هو يقيني أنه ليس بصدق ولا إخلاص الكتب ؟ .... كنت أجول بين عالم الأزياء والموضات قبل أن أفرغ عقلي من الشحنات السالبة وأندمج أكثر مع هذا العالم المتسامي في خيالي وفكري فأدخل المنتدى من جديد وهناك خرجت أمامي رسالة تملأ الصفحة كاملة ( المنتدى تحت الصيانة عُدْ بعد أسبوع )