ما زال معظم الناس عندما يفكرون في زيارة "معرض فني" يتوقعون في الغالب رؤية المناظر الجميلة للطبيعة والريف والزهور وبورتريهات النساء الفاتنات والأطفال الذين يشبهون الملائكة، بالرغم من أن الفن وعلى مدار ألفي عام لم يكن مقتصرا على موضوعات "المسرة" فقط، لقد كان له وجه آخر دائما. وجه يسجل ميراث البشرية من المعاناة، بداية من الطرد من الجنة، ثم الطوفان وتعذيب الأنبياء وذبح الأطفال وآلام المسيح من الجلد بالسياط حتى الصلب، كذلك عذاب المذنبين في جهنم، وموضوعات المرض والموت وويلات الحروب وآلام الفقد. ينفر معظم الناس من رؤية هذه المواضيع، لكن ثمة جمال بمعنى آخر رآه الفلاسفة فيها، وكانت دعوتهم أن نبحث في المعاناة عن مصدر للمتعة -متعة التعاطف- لا يظهر من النظرة الأولى.
يقول كانط: "الفن ليس تصويرا لشيء جميل إنما تصوير جميل لشيء"، فالجميل في الفن له معايير مختلفة عن الجميل في الحياة. لذلك فإن مفهوم القبيح يحمل دلالات مختلفة عندما يكون مرتبطا بالفن. إن الفن الجميل كما يعرفه ويليام جوزيف نايتر: "هو ذاك الذي ينجح في تصوير أشدّ انفعالات الفنان المتوخاة عمقا. سواء كانت جذابة ومشرقة، أم مظلمة ومنفرة". وقد صور الفنانون على مر التاريخ العديد من الصور التي تحمل انفعالات تتوهج بالرعب والقبح والألم. إن ما يجعل من العمل الفني جميلا هو الصدق، والمهارة والقدرة الفريدة على التعبير عن الشيء الذي يصوره الفنان، سواء كان هذا الشيء جميلا أو قبيحا في حد ذاته. يقول زكريا إبراهيم:
"هل يقل الشحاذون الذين رسمهم موريللو جمالا ودقة صنع عن العذارى الحسناوات اللائي صورهن بريشته الساحرة؟ أو تقل المومس الشمطاء التي نحتها رودان جمالا ودقة صنع عن فينوس أو أي تمثال آخر رائع من تماثيله؟"، بهذا المعنى فإن أشد ما في الطبيعة قبحا يمكن أن يصوره الفن بصبغة جمالية. إننا نحتاج أحيانا إلى أن يؤلمنا الظلام الدامس لكي نشتاق للنور، نحن بقدر ما نتمكن من النظر إلى عمق المعاناة نكون قادرين ومؤهلين لتذوق الجمال والفرح، "الفن العظيم يعلمنا المعاناة باسم الفرح".في المجموعة التالية من اللوحات التي رسمها بعض أشهر الفنانين سنرى جانبا من عالم هو الأكثر قتامة وظلامية في تاريخ الفن.
زحل يلتهم ابنه أو السلطة تدهس أبناءها
غويا – زحل يلتهم ولده (اللوحات السوداء) (مواقع التواصل)
يرى الكثير من نقاد الفن أن لوحة "فرانشيسكو غويا" المسماة "زحل يلتهم ابنه" هي اللوحة الأكثر رعبا وقبحا في تاريخ الفن. اكتُشفت هذه اللوحة بعد موته مرسومة على جدار بيته ضمن مجموعة أخرى من اللوحات القاتمة والمفزعة التي سُميت "اللوحات السوداء". لم يرسم غويا هذه اللوحات لأحد، لم يطلبها منه أحد، مما جعل بعض مؤرخي الفن الذين لديهم اهتمام بالتحليل النفسي يدّعون أن غويا كان شخصا له روح سوداء وشريرة وأنه كان يستمتع برسم مناظر الألم الرهيب والمعاناة التي يمارس من خلالها سادية لم يكن متاحا له ممارستها خارج إطار اللوحة أو الجدران في هذه الحالة.
لكن الواقع أن غويا عاصر بالفعل الحرب الأهلية الإسبانية، وكان شاهدا كذلك على ما فعله نابليون عندما اجتاحت جيوشه إسبانيا التي كان تحكم بقوة مطلقة على رأسها محاكم التفتيش. أصيب غويا بالصمم في آخر حياته في الفترة التي رسم فيها هذه اللوحات السوداء، وكان ما تبقى له هي ذاكرة تقطر ألما وفجيعة من جراء ما عايش. الفنان هو أكثر الناس حساسية، مما يجعل من ألمه معاناة مستمرة ترجعها آلاف الأصداء. يذهب البعض لرؤية هذه اللوحة كعلاقة بين السلطة والشعب، تلك السلطة التي رآها غويا تدهس الشعوب بلا أي رحمة. السلطة الإسبانية أو سلطة نابليون كذلك، خصوصا أن اللوحة مستوحاة من أسطورة الإله زحل الذي يعرف عن طريق إحدى النبوءات أن أحد أبنائه سيطيح به وينتزع ملكه، فأخذ يأكل كل طفل له بعد ولادته مباشرة. جدير بالذكر أن غويا لم يهتم بمنح أي اسم لهذه اللوحات، بل اكتسبت أسماءها المعروفة بها الآن من أشخاص آخرين.
إن عالم هذه اللوحة مرعب حقا، لا يمكن لاستخدام الألوان أن يكون أكثر قسوة مما فعله غويا به في هذه اللوحة، لا نرى من خلفية اللوحة سوى أكثر درجات الأسود قتامة وكآبة. كذلك فلون الدماء التي تلطخ جسد الطفل حية جدا. زحل يقطم جسد ولده وعيناه الجاحظة تعكس رعبه وفزعه، لكن أطرافه المنغرسة في الجسد الصغير لا تدل بأي شكل عن أي تردد فيما يفعل، لكن ربما تشير إلى أنه غير واعٍ بشكل حقيقي عن دلالة ما يقوم به، إنه ماض رغم كل شيء فيما يفعله. لقد رسم غويا هذه اللوحة في وقت كان يعيش فيه وحيدا مصابا بالصمم العميق، في منزل منعزل بعيد خارج مدريد، يعاني من نوبات الاكتئاب الحاد والبارانويا، وتهاجمه كذلك مشاهد الحروب التي أذاقت البشرية الويل والثبور على مر التاريخ.
حديقة المباهج الأرضية أم الجحيم مفصلا؟
جزء من لوحة هيرونيموس بوش (حديقة المباهج الأرضية) (مواقع التواصل)
يقع هذا الجزء أسفل الجزء الأيمن من لوحة الفنان الهولندي "هيرونيموس بوش" المسماة "حديقة المباهج الأرضية"، وهي لوحة ضخمة مليئة بالتفاصيل العجيبة. يصور هذا الجزء منها جانبا من الجحيم، في جحيمه يجسد وحشا على شكل طائر يجلس على كرسي مرتفع يلتهم إنسانا لا نرى منه سوى نصف جسده السفلي، يجلس الوحش في هدوء بينما يعذب البشر حوله بصور متنوعة من قِبل كائنات عجيبة تشبه الشياطين. يجلس الطائر المتوحش على كرسي هو أيضا مرحاض، أولئك الذين يلتهمهم يخرجون منه ليسقطوا في فوهة أخرى من الجحيم أسفل الكرسي تظهر منها وجوه بشرية شبحية، وعلى حافة الفوهة يجلس شخص آخر يجبره معذبه على التقيؤ على هذه الوجوه وإلى جانبه شخص يخرج من مؤخرته أشياء دائرية تشبه النقود المعدنية.
إن ما يمكننا أن نستنتجه من خلال التأمل هو أن الجحيم كما يراه بوش هو مكان للتطهير من الخطايا يطهر فيه المرء نفسه أو تطهره الشياطين. يظهر هذا الجزء ضمن اللوحة الأصلية التي تصور دورة الحياة كما رآها الفنان، من النعيم وحتى الجحيم. وما يثير الاهتمام حقا عند النظر إليها هي دقة التفاصيل عالية الجودة التي تثير الدهشة في المشاهد منذ أكثر من خمسمئة عام. في اللوحة الكبيرة، تنقسم اللوحة إلى ثلاثة أقسام: القسم الأيمن هو الجنة، وهو الذي يُخلق فيه آدم وحواء، والجزء الأيسر هو الجحيم بكل أنواع العذاب، أما الجزء المتوسط، وهو أكبر جزء في اللوحة، خصصه الفنان للحياة الدنيوية ومتعها، تلك التي أغرت البشر لارتكاب الآثام والمعاصي.
وليام بوغرو.. لوحة وحيدة مرعبة
وليام بوغرو، دانتي وفرجيل في الجحيم (مواقع التواصل)
استوحى الفنان الفرنسي "ويليام أدولف بوغورو" هذه اللوحة من كتاب دانتي "الكوميديا الإلهية"، وهي اللوحة الوحيدة التي رسمها خارج إطار اللوحات الكلاسيكية الجميلة والبريئة. تصور اللوحة مشهدا من طبقات الجحيم التي قسمها دانتي إلى تسع طبقات، هذه اللوحة من طبقة الغش. تنقسم اللوحة إلى عدة أجزاء، الأول يصور رجلين يتصارعان أحدهما يقضم رقبة الآخر في صورة تشبه مصاص الدماء بشكله المتعارف عليه حديثا، وإلى جانبهما يقف رجلان هما دانتي والشاعر فرجيل، يشاهدان الصراع في رعب وذهول، وفوق هذا المشهد نرى الشيطان محلقا وعلى وجهه نظرة سعادة عارمة.
اللوحة تشع حرارة باللون الأحمر المائل إلى القرمزي والذي تتدرج كثافته في الخلفية تماما كما يتدرج اللهب، لقد صور الجحيم مشتعلا بحق. يظهر دانتي في اللوحة ومعه فرجيل الذي اصطحبه في رحلتهما بين الجنة والجحيم، يحاول الشاعر هنا أن يخفف من وطأة المشهد على دانتي الذي وقف يقضم يده أو ملابسه بفمه من هول المشهد أو كأنه يدعوه إلى استكمال رحلتهما إلى مكان آخر. يبدو الشيطان في الأعلى مرتاحا وسعيدا ينظر إلى دانتي وصديقه ربما مسرورا برؤيتهم مذعورين. الغريب في جحيم دانتي أن الناس المذنبين هم الذين يتولون أمر تعذيب بعضهم بعضا، الشخصان في اللوحة كلاهما مذنب لكن الذي يقوم بالتعذيب هو الأكثر قوة وشرا، كأن ما يفعله هو عقاب له أيضا.
بانوراما الهول في انتصار الموت
بيتر بروغل الأكبر، انتصار الموت (1562) (مواقع التواصل)
لوحة ضخمة أخرى تصور عشرات التفاصيل المذهلة للفنان "بيتر بروغل الأكبر". نشاهد الموت في صورة جيش من الهياكل العظمية الممسكة بالرماح تسير خلف قائدها الذي يمتطي جوادا أعجف وفي يده منجل. الأرض على امتداد اللوحة مقفرة، أثر الموت على كل الكائنات، يكتب رانيوف: "لقد مرت عاصفة الدمار من طرف إلى آخر بهذه المساحات المدمرة تاركة وراءها الخرائب والجثث، ولم تهدأ بعد العربدة الجهمة، فالناس والهياكل العظمية يتواجهون في صدام عنيف، تشتعل محارق، والسماء أكثر جهامة من دخان الحرائق، لقد ذكرت هذه اللوحة (ميشيله) ذات مرة بميدان القتال عند فيرديون واليوم يقرنها (بيانكوني) بمعتقلات الموت النازية.
وتتوافر المشاركات البلاغية التي تدفعنا إلى الخلاصة، إن الهول الذي انتفض بروغل ضده لم يتبدد مع مرور القرون بل تنامى". يحتاج هذا المشهد الكابوسي إلى الكثير من الصبر من أجل قراءته، هكذا هي الأعمال منقطعة النظير التي تمثل هذه اللوحة أحدها. هل كان بروغل يحاول تصوير نهاية العالم؟ ربما.
دراسات ثيودور جريكولت التشريحية
ثيودور جريكولت، قطع تشريحية (مواقع التواصل)
لوحة أخرى مروعة يقدمها الفنان الفرنسي ثيودور جريكولت، وهي ليست اللوحة الوحيدة من هذا النوع الذي يصور فيها أجزاء مقطوعة من جسم الإنسان، إنما هي واحدة من عدة لوحات رسمها في هذا الموضوع. لقد كان يأخذ هذه الأجزاء من المشرحة ليرسمها، وما يبدو مروعا حقا أنه كان يحتفظ ببعض هذه الأجزاء مخبأة في مرسمه، وأحيانا تحت سريره أيضا، إلى حد أن رائحتها كانت تصل خارج المرسم ليشمها الناس. اللوحة لها تأثير فوري صادم جدا، ربما بسبب قدرته على رسم هذه الأجزاء المقطوعة وكأنها تنبض بالحياة، مما يشعر المشاهد بالرعب. لقد كان يرسم هذه الأجزاء باستخدام أجزاء من الموتى، كما صور في لوحة أخرى رؤوسا مقطوعة لضحايا التعذيب. لا أحد يمكنه النظر إلى لوحاته دون الشعور بالنفور والألم.
كرسي الإعدام
آندي وارهول، كرسي كهربائي كبير (مواقع التواصل)
يُعرف آندي وارهول فنان البوب آرت الأميركي بالصور التي رسمها لمارلين مونرو والكثير من الجميلات والمشاهير وكذلك صوره لمنتجات الكوكاكولا والسجائر وغيرها. لكن لا يعرف الكثير من الناس أنه قام أيضا بتصوير هذا المشهد المخيف لكرسي في غرفة إعدام في سجن سينغ سنج بنيويورك. لقد كان الإعدام عن طريق الصعق على الكرسي الكهربائي موضوع جدل واسع في نيويورك في ذلك الوقت. تعبر الصورة بشكل لا تخطئه عين عن اليأس والموت والخوف. مزعجة جدا. إن ما يخيفنا في هذا الكرسي أنه يقوم بمهمة مشروعة قانونية ومتفق عليها، لكنه قاتل، إنه يسلب الحياة من الناس بطريقة إجبارية في النهاية مهما كان السبب الذي أتى بهم إلى هذا المكان.
لقد أراد وارهول أن تبقى الصورة في ذهننا لأطول وقت ممكن، وبالرغم من بساطة التكوين الظاهرة، فإن المعنى الذي ترمز إليه الصورة معقد حقا، خصوصا مع هذا الكرسي الفارغ. لقد صور كرسي الإعدام الكهربائي فارغا بدون أي إنسان يجلس عليه، فلم يركز على تفاصيل الموت ذاته، وبالرغم من ذلك فقد استطاع أن ينقل إلينا الصورة المرعبة لعملية القتل هذه، حالة من اليأس والكآبة والخوف والتهديد ينبعث من هذه الآلة المميتة. ربما تستكشف الصورة تفاهة الموت في العالم الحديث. جدير بالذكر أن هذا ليس المشهد القاتم الوحيد الذي صوره وارهول، فقد صور مشاهد انتحار للشرطة وحالات وفاة في حوادث السيارات.
الكابوس
هنري فوسيلي، الكابوس (مواقع التواصل)
لوحة باعثة على الذعر للفنان السويسري هنري فوسيلي. ترقد المرأة مستسلمة تماما بلا حول ولا قوة على سريرها، لن نرى الشيطان الجاثم على صدرها من اللمحة الأولى، كأن الفنان يريد أن يقول لنا إن هذه هي حال الشياطين، لكن بمجرد أن نثبّت أعيننا على اللوحة سنرى الشيطان بوضوح، ربما يشهق المشاهد عندما تصطدم العين به، إذ يخطف اللون الأبيض لرداء الفتاة العين وينير اللوحة، فيُظهر هذا التضاد بين لون الرداء ولون الشيطان المتماهي مع لون الغرفة هول المشهد. إن ما يجعل هذه اللوحة مصدر رعب لا نهائي هي تصويرها لما يعرف بالجاثوم، وهو شلل يحدث أثناء النوم، فيحس المرء وكأن ثقلا مخيفا جاثم على قلبه وصدره، ويصبح غير قادر على الاستيقاظ ولا الحركة ولا الكلام وقد يستمر هذا الكابوس لفترة من الوقت.
لقد أصبحت هذه اللوحة صورة ترمز للرعب القوطي، وقد ألهمت الكثير من الكتاب من بينهم إدجار آلن بو وماري تشيلي. وكذلك ألهمت الشاعر إيراسموس داروين (جد تشارلز داروين). ولقد ألهمت هذه اللوحة الكثير من رسامي الكاريكاتير فصوروا جورج بوش وأنجيلا ميركل وشخصيات سياسية أخرى بشكل ساخر مُحاكٍ لهذه اللوحة الكابوس.
ندوب على الجسد البشري
فرنسيس بيكون، شخص مع لحم (مواقع التواصل)
تُمثّل أعمال الفنان الإنجليزي فرنسيس بيكون نموذجا مهما لفن ما بعد الحرب. تصور لوحاته الوجه البشري غارقا في عذاب الصراخ والألم. وجه مشوه مليء بالندوب، تملؤه آثار أنياب أو مخالب، حتى إنه من الصعب اختيار لوحة واحدة من لوحاته لتكون الأكثر ترويعا، فجميع أعماله تنتمي إلى هذا النوع. نشاهد هنا لوحة "شخص مع لحم" الذي يصور فيها البابا على غرار لوحة فيلاسكيز عن البابا إنوسنت إكس. يتخلى البابا الذي صوره بيكون عن ملابسه الحمراء ذات الطراز الخاص في اللوحة الأخرى وعن عرشه السامي ويجلس هنا على كرسي حقير من الخشب يصرخ! وخلف ظهره تعلق قطعتان كبيرتان جدا من اللحم. لقد كان أسلوبه قاسيا وقاتما جدا. أعاد بيكون إنتاج الكثير من النسخ تصور البابا يصرخ على مدار حياته الفنية. وقد أثارت أعماله الكثير من الجدل في القرن العشرين.
في الأسطورة يُقال إن الإله" تزوس" بكى لكي ينبت القمح، تعبر هذه الفكرة التي قد تكون ساذجة بعض الشيء عن حقيقة مهمة، إن المعاناة هي واحدة من القوى الإبداعية التي حركت البشرية، يقول بوغوميل رانيوف: "العالم الكبير منحوت من الظلام والنور، فلو اختفى النور لما استطعنا النظر إلى ظلمات الدراما، لكن، من أين؟ في الجوهر، يأتي الألق الذي يضيء هذه الرؤى الموجعة؟.. في نتاجات الفن الكبيرة والدرامية يأتي هذا الضوء النابع من قلب المبدع لينير المأساة البشرية".