من وحي القرآن

مملكة سبأ

قَصًّ الله سبحانه وتعالى علينا في كتابه من أخبار السابقين ، للعلم والعِظة والإعتبار ،ومنها قصة مملكة سبأ، وسميت بإسمهم لعظيم ما في قصتهم من العلم العِظة .
قال تعالى :-
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ )

إن قوم سبأ قد إكتملت عندهم النعم ، ودُفعت النقم عنهم وكُفُّو مؤونة الطعام والشراب وهما عماد الحياة ، فرِزْقهم موجود وأرضهم مخضرة وسمائهم ممطرة ولا يأكلون الا أطيب الطعام و الثمار، ويشربون من الماء أعذبه ويتنفسون من الهواء أنقاه وأرضهم لاتوجد فيها الآفات او الحشرات . قال تعالى :
(بلدة طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) وقال طيبة لطيب رائحتها .

ومملكة سبأ كانت من أهم الممالك القديمة في شبة الجزيرة العربية وهي تقع في اليمن وكانت من أقوى الممالك التي مرت على تاريخ اليمن وتنتمي إليها عدة قبائل منهم من وصلوا من العراق وفلسطين، وكان الحكم فيها ملكي وراثي وكان يقوم على النظام ( الفيدرالي) ، ويعتقد انها وُجدت في القرن التاسع او العاشر قبل الميلاد وكانت لها تجارة تشتهر بها وهي البخور والتوابل والبهارات، وكانت تعاني مملكة سبأ من الفيضانات والسيول التي تحدث بسبب الأمطار في اليمن فأقاموا السدود وأشهرها (سد مأرب ) .

وبدؤا يمارسون الري والزراعة ووصلوا إلى مستويات عاليه من الإزدهار وكانت النساء يضعن السلال على رؤوسهِنًّ ويمشين تحت الأشجار فتمتلئ بالثمار .
وأصبحت مملكة سبأ من أغنى وأثرى الممالك القديمة وأقواها .

ولما طغى قوم سبأ وإنحرفوا عن الاستقامة وإنشغلوا بالحروب ،إضافة إلى ذلك شركهم بالله وكانوا يعبدون الشمس كما ذكر الهدهد لنبي الله سليمان عليه السلام، فسَيَّر لهم جيوشاً لا قِبَلَ لهم بها ثم تزوج فيما بعد ملكتهم بعد دخولها الإسلام .

فما أعظم قدرة الله تعالى على البشر وما أسرع زوال النِعَم وذلك بما كسبت أيديَهم .

نعم لم تتغير سبأ عليهم إلا عندما أعرَضوا عن عبادة الله ، فماذا طلب منهم رب العزة، "كلوا من رزق ربكم واشكروا له"
ماذا طلب منهم ؟
طلب الشكر ولم يُقَدِّرو الله حق قدره فإنهارت عليهم السدود واغرقت كل شيء ومات الكثير منهم فإنقلبت حالهم.
قال تعالى
( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي الا الكفور )
فهم لم يكونو شاكرين نعم ربهم

ولقد قمت بسرد قصة مملكة سبأ أعزائي لانها تعتبر من القصص القرآنية التي نأخذ منها الكثير من العبر والعِظة من هلاك الأقوام والأمم السابقة التي كفرت بنعم الله عليها فهلكت وتدمرت حضارتها .

فيا أعزائي إرجعوا إلى ربكم وأشكروا نعمته التي كنا فيها لعل الله يرفع عنا هذا البلاء لقد فقدنا الكثير من الأحباب والمستشفيات تعج بالمرضى والمصابين بفيروس كورونا ومنهم موجودون في قسم العناية المركزه. والناس تمشي والموت يلاحقهم ، أشكروا الله كثيراً فأنه رباً غفور .
ربي يحفظ الجميع .
لكم كل التقدير والاحترام