المشاهد ضحية البريكست.. خطط للحد من عرض المسلسلات البريطانية في أوروبا
بموجب توجيهات المفوضية، ينبغي أن تكون 30% من البرامج المعروضة على نتفليكس وأمازون برايم ومعظم البرامج المعروضة على القنوات الأوروبية "أعمالًا أوروبية"


مخاوف من الحد من عرض المسلسلات البريطانية في دول الاتحاد الأوروبي (نتفليكس)
تخطط المفوضية الأوروبية للحد من عرض الأفلام والمسلسلات البريطانية على القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية في دول الاتحاد، باعتبار أنها تشكل تهديدا "للتنوع الثقافي" الأوروبي.
وفي تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" (Telegraph) البريطانية، يقول الكاتب جيمس كريسب إن المفوضية تعتزم إجراء دراسة عن مخاطر "الإمبريالية الثقافية البريطانية"، كخطوة أولى نحو فرض قواعد صارمة على بث البرامج البريطانية على الشاشات الأوروبية، بينما لوّحت بريطانيا باتخاذ تدابير قانونية ضد هذه الإجراءات.


وثيقة مسرّبة

في وثيقة مسربة من داخل المفوضية، وُصفت الهيمنة البريطانية على محطات التلفزيون ومنصات البث الرقمي، بفضل مسلسلات ناجحة مثل "التاج" (The Crown) و"داونتون آبي" (Downton Abbey)، بأنها تشكل تهديدا للتنوع الثقافي في أوروبا. ومن المحتمل أن تشكل الدراسة خطوة أولى نحو فرض قوانين تهدف إلى الحد من بث الإنتاجات البريطانية، وهو ما قد يؤدي إلى تداعيات على تمويل الأفلام والمسلسلات البريطانية في المستقبل.وقد اتهم مصدر في الحكومة البريطانية المفوضية بأنها ستعاقب المشاهد الأوروبي في ظل رغبتها بمعاقبة المملكة المتحدة على انسحابها من الكتلة الأوروبية. وأكد المصدر أن هذه الخطوة تعكس غضب الاتحاد الأوروبي من خروج بريطانيا من الاتحاد، لدرجة أن بروكسل على استعداد لحرمان الأوروبيين من مشاهدة الكوميديا ​​الرومانسية البريطانية مثل "يوميات بريدجيت جونز" (Bridget Jones’s Diary) أو الأعمال الدرامية مثل "بولدارك" (Poldark).

ويشير المصدر ذاته إلى أن "سبب مشاهدة الناس وإعجابهم بالمحتوى البريطاني هو أنه ممتع ويستحق المشاهدة"، مضيفا أن بروكسل "لم تفكر بطريقة تخدم مصلحة الجمهور الأوروبي".


حصص للإنتاج الأوروبي

يقول الكاتب إن دول الاتحاد الأوروبي تخصص منذ فترة طويلة حصصا محددة من البرامج التلفزيونية والأفلام الأوروبية لتحقيق التوازن مع البرامج والمسلسلات الأميركية.
وبموجب توجيهات المفوضية بشأن خدمات وسائل الإعلام السمعية البصرية، ينبغي أن تكون 30% من البرامج المعروضة على نتفليكس وأمازون برايم ومعظم البرامج المعروضة على القنوات الأوروبية "أعمالا أوروبية". أما في فرنسا التي تخشى هيمنة اللغة الإنجليزية، فقد فُرضت حصة 60% من البرامج الأوروبية على خدمات البث.


إجراءات قانونية

في العام الماضي، قال المرصد الأوروبي السمعي البصري إن 22% من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية المعروضة على منصات البث المباشر في أوروبا من إنتاج دول الاتحاد الأوروبي، و8% من البرامج من إنتاج المملكة المتحدة، و2% من دول أوروبية أخرى.
وأوضح مصدر حكومي بريطاني رفيع المستوى لصحيفة التلغراف أن "أي تحرك من جانب الاتحاد الأوروبي لاستبعاد البرامج البريطانية من الإنتاجات الأوروبية سيُقابل بإجراءات قانونية".
وحسب الكاتب، ما زالت المملكة المتحدة عضوا في مجلس أوروبا، وهو هيئة غير تابعة للاتحاد الأوروبي، وجزء من "الاتفاقية الأوروبية للتلفزيون عبر الحدود"، والتي يعترف بها الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن المملكة المتحدة تستطيع التمسك بأن الأعمال البريطانية ما تزال "أوروبية" رغم انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال المصدر الحكومي "من وجهة نظرنا، ما تزال برامج المملكة المتحدة أوروبية من ناحية قانونية، لأننا وقّعنا على اتفاقية مجلس أوروبا والاتفاقية الخاصة بالتلفزيون عبر الحدود". وهناك 20 عضوا آخر من خارج الاتحاد الأوروبي في مجلس أوروبا الذي تأسس عام 1949 ويضم دولا مثل روسيا وتركيا.
ويرى الكاتب أن استهداف بريطانيا لن يؤدي إلا إلى تفاقم التوتر بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ظل الحرب التجارية التي أصبحت تُعرف بـ"حرب النقانق"، والخلافات بين فرنسا والمملكة المتحدة حول حقوق الصيد، ومشكلة إمدادات لقاحات كورونا.