توصلت دراسة استمرت لمدة عام في أستراليا، أن الشركات التي تفشل في إعطاء الأولوية للصحة النفسانية لموظفيها تزيد من معدل الاكتئاب بين الموظفين بنسبة 300%.
بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، قام باحثون في جامعة جنوب أستراليا بتحليل مناخ السلامة النفسية والاجتماعية PSC، والذي يشتمل على السياسات والممارسات والإجراءات لحماية الصحة النفسانية للموظفين وسلامتهم.
تجاهل الجهود المضنية
اكتشف فريق الباحثين أن بعض أماكن العمل لا تعترف بالعمل الشاق للموظفين وتفرض مطالب غير معقولة تضعهم في خطر أكبر للإصابة بالاكتئاب.
وترجح نتائج الدراسة أيضًا أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، لأن معظم أماكن العمل تميل إلى التغاضي عن صحتهم النفسية.
300 مليون مكتئب
وفقًا لميديسين نت، يعاني ما يقدر بنحو 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الاكتئاب، ومع عدم وجود أي مؤشر على تراجع الإحصائية، يتم حاليًا إيلاء المزيد من الاهتمام لبيئات العمل لتجنب تفاقم المشكلة.
بينما جمعية التوتر والاكتئاب الأميركية، تؤكد أن 40 مليون بالغ في الولايات المتحدة يعانون من اضطراب التوتر، لكن على الرغم من إمكانية العلاج، فإن 36.9% فقط من الأشخاص يتلقون العلاج.
مليون ضحية سنويًا
يعد الاكتئاب أحد المعوقات الرئيسية في جميع أنحاء العالم، كما أن ما يقرب من 75% من الأشخاص في البلدان النامية، الذين يعانون من اضطرابات نفسية لا يحصلون على العلاج اللازم، بل يقضي نحو مليون شخص على الأقل سنويًا بسبب الاكتئاب.
سوء الإدارة
وسبق أن كشفت نتائج دراسات سابقة أن العمل لساعات طويلة يساهم في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن الباحثين الأستراليين أرادوا معرفة ما إذا كانت بيئة العمل تلعب دورًا في الاكتئاب، وبالفعل توصلوا إلى أن سوء الإدارة يعد أحد الأسباب.
من جهتها، قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، دكتورة إيمي زادو، إن ضعف الصحة النفسانية في مكان العمل يمكن إرجاعه إلى ممارسات الإدارة السيئة والأولويات والقيم، والتي تتطور تدريجيًا إلى متطلبات عمل مبالغ فيها وموارد منخفضة.
عدم مكافأة الموظفين
وأضافت: "تُظهر الأدلة أن الشركات التي تفشل في مكافأة موظفيها أو تقديرهم على العمل الشاق، وتفرض مطالب غير معقولة على العمال، ولا تمنحهم الاستقلالية، تعرض موظفيها لخطر أكبر من الإصابة بالاكتئاب".