أعلن علماء من كندا والولايات المتحدة أن التلسكوب الراديوي CHIME رصد في السنة الأولى من عمله أكثر من 500 إشارة راديوية سريعة غامضة.
ويشير العلماء إلى أن ما رصده التلسكوب CHIME في مرصد Dominion Radioastrophysical Observatory في كولومبيا البريطانية، يعادل أربعة أضعاف الإشارات التي رصدت منذ بداية متابعة هذه الظاهرة الغامضة.
والإشارات الراديوية السريعة (Fast Radio Bursts — FRB) هي نبضات قصيرة سريعة ساطعة جدا، ترصد في النطاق الراديوي للطيف الكهرو مغناطيسي، وتستمر أجزاء من الثانية، تنطلق خلالها إلى الفضاء طاقة تعادل الطاقة التي تنبعث من الشمس خلال آلاف السنين.
ولم يتمكن العلماء إلى الان من تحديد مصدر هذه الإشارات. ولكن وفقا للبيانات الواردة في التقرير المقدم إلى الاجتماع 238 للجمعية الفلكية الأمريكية، رصد تلسكوب CHIME 535 إشارة جديدة خلال الفترة من 2018 إلى 2019 .
وبناء على نتائج المراقبة، وضع العلماء أول كتالوج للإشارات الراديوية السريعة، يتضمن معلومات عن خصائص هذه الإشارات: أحادية أو متكررة. وحدد الباحثون 18 مصدرا تنبعث منها إشارات متكررة.
واتضح للباحثين، أن خصائص الإشارات المتكررة تختلف عن خصائص الإشارات الأحادية، حيث أن مدتها أطول وحزم موجات الراديو المنبعثة منها، تشير إلى أن آلية النبضات الأحادية تختلف عن آلية النبضات المتكررة، كما أن مصدرها مختلف.
ويشير عالم الفيزياء كيوشي ماسوي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى أن تلسكوب CHIME يختلف عن غالبية التلسكوبات المماثلة، ويتكون من أربعة هوائيات ثابتة من القطع المكافئ تغطي نصف القبة السماوية في نفس الوقت.
ويقول، "تسمح المعالجة الرقمية للإشارات للتلسكوب بمراقبة آلاف الاتجاهات في وقت واحد، ما يساعدنا على اكتشاف هذه الإشارات الغامضة أكثر بألف مرة من التلسكوب التقليدي".
وقد اتضح لعلماء الفلك أن مصادر هذه الإشارات موزعة في الفضاء بصورة متساوية تقريبا، وتنبعث من مجرات بعيدة، وإن مصادرها ذات طاقة هائلة.
ويأمل الباحثون أن يتمكنوا من تحديد الأحداث التي يمكنها توليد مثل هذه الإشارات الفائقة السطوع والسرعة.