إلى أميرِ الكلامِ الشِعرُ يَنطَلقُ
أبياتُهُ سُجَّداً صلّى بها الوَرَقُ
والحرفُ شِريانُهُ مُمتَدُّ أروِقَةً
والنَبْضُ طَيرٌ وللأشواقِ يَستَبِقُ
والقافياتُ عصى موسى تُرافقهُ
وتَفلَقُ البَحرَ سِحراً وزنُهُ وَدَقُ
ماتَمتَمَ القلبُ أشواقاً وعَتَّقها
إلاّ وطافا عليها الجَفنُ والحَدَقُ
فَسِدرَةُ الوَجدِ من لألاءِها إنبَثَقَت
أغصانُها هالةٌ بالحُسنِ تَصطَفِقُ
جاءَت تُهَلِلُ في عيدِ الغديرِ فَذا
يومٌ بهِ المجدُ للعَلياءِ يَعتَنِقُ
يومٌ بهِ اللهُ نَهجَ الدينِ أكمَلَهُ
فَرُتِّلَت سورتانِ الناسُ والفَلَقُ
يومٌ بهِ بَلَّغَ الهادي رِسالتَهُ
والمؤمنونَ بِرَكبِ المُرتضى التَحَقوا
فلا تَقُلْ لِيَ ذكرى ماتَ موعِدُها
من قَبلِ ألفٍ ونَيفٍ غالَها الغَسَقُ
فالشمسُ في كُلِّ يومٍ وهيَ مُشرِقَةٌ
ينسابُ من وجنَتَيها النورُ والألَقُ
كذا عليٌ مِثالُ الشمسِ طَلَتُهُ
آلاءُ رَبهِ من كفَّيهِ تَنبَثِقُ
ماالشمسُ ماالشُهْبُ ماالأفلاكُ ماالقمرُ
ماالشَوقُ ماالعِشقُ ماالعشاقُ ماعَشَقوا
هذا عليٌ جمالُ اللهِ طَلعَتُهُ
من وجهِهِ غُرَّةُ الإصْباحِ تَنفَلِقُ
اللهُ يُذهِبُ دَيجورَ الظلامِ بهِ
ويُرسَلُ الفجرُ من أنفاسهِ عَبِقُ
فإنْ تَكامَلَ البدرُ في عينيهِ يَنخَسِفُ
وإنْ (تَنَفَّسَ الصُبحُ في لُقياهِ)يَختَنِقُ
د.أبوعلي النجفي