كشفت فيراري اليوم عن سيارة 296 GTB، وهي سيارة بيرلينيتا ذات محرّك وسطي خلفي مجهّزة بمقعدين. تمّ استعراض الإصدار الأحدث والأكثر تطوّراً الصادر عن مارانيلو اليوم خلال حدث أُقيم عبر الإنترنت على قنوات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الخاصة بفيراري. وتعيد 296 GTB تعريف مفهوم متعة القيادة بشكل كامل ضامنة أنقى الأحاسيس والمشاعر خلال الاستخدام اليومي وليس فقط عند دفع السيارة إلى أقصى الحدود.
تمّ اختيار إسم السيارة، الذي جمع ما بين إزاحة إجمالية تبلغ 2.992 ليتر وعدد أسطوانات غران توريزمو بيرلينيتا بأرقى أساليب فيراري، من أجل التأكيد على أهمية هذا المحرّك الجديد في إحداث تغيير ضخم بالنسبة للحقبة الجديدة التي تشهدها مارانيلو. فهذا القلب النابض الجديد لسيارة 296 GTB يعلن عصراً جديداً لمحرّك V6 المتجذّر في إرث فيراري العريق وخبرتها التي لا منازع لها الممتدّة على 70 سنة في رياضة السيارات.
مجموعات الدفع ونقل الحركة
تُعدّ 296 GTB أوّل سيارة من فيراري مصمّمة للاستخدام على الطرقات مجهّزة بمحرّك V6 توربو مؤّلف من ستّ أسطوانات على شكل حرف V مع زاوية بدرجة 120 بين بنوك الأسطوانة، إضافة إلى محرّك كهربائي يُشحن بقابس. وقد عمل مهندسو فيراري على تصميم محرّك V6 الجديد وهندسته من الصفر خصيصاً لهذه السيارة وهو أوّل محرّك لفيراري يتميّز بتوربينات مثبّتة داخل المنحنى الذي يتّخذ شكل حرف V. وبالإضافة إلى أنّ ذلك يحقق مزايا كبيرة من حيث الشكل مع خفض مركز الثقل وتقليص حجم المحرّك، تساعد هذه البنية الخاصّة على توفير مستويات قصوى من القوّة. أمّا النتيجة فهي أنّ فيراري V6 الجديدة قد سجلت رقماً قياسياً جديداً في إنتاج الطاقة مع 221 حصاناً لكلّ ليتر من الإزاحة.
ونظراً إلى أنّ محرّك V6 توربو مدمج مع محرّك كهربائي في الخلف، يصبح الحدّ الأقصى من مخرجات الطاقة المجمّعة لسيارة296 GTB 830 حصاناً، مما يضعه في الطليعة في فئة السيارات الرياضية ذات الدفع الخلفي كما ويجعله مرناً للغاية. وذلك ينطبق على صعيد الاستخدام اليومي (تتمتع 296 GTB بنطاق وضع كهربائي كامل يبلغ 25 كم)، وخلال القيادة للاستمتاع بالسيارة (حيث استجابة دواسة الوقود فورية وسلسة عند جميع سرعات المحرك).
تتألف مجموعة الدفع ونقل الحركة من محرك V6 توربو يعمل بالاحتراق الداخلي، مع ناقل حركة ثنائي القابض مؤلّف من 8 سرعات وترس تفاضلي إلكتروني، ومحرّك كهربائي MGU-K موجود بين المحرك وعلبة التروس. تم ضبط القابض بين المحرّك الذي يعمل بالاحتراق الداخلي والمحرّك الكهربائي لفصلهما في وضع القيادة الكهربائي e-Drive فقط. وأخيراً، تتضمّن المجموعة بطارية عالية الجهد وعاكس يتحكّم بالمولّدات الكهربائية.
محرّك الاحتراق الداخلي
بفضل قوّة تبلغ 663 حصاناً وإزاحة تبلغ 221 حصاناً لكلّ ليتر، يحقق محرّك 296 GTB الذي يعمل بالاحتراق الداخلي رقماً قياسياً من مخرجات الطاقة لسيارة تجارية مصمّمة للطرقات. ومن الأمور الأساسية لتحقيق هذه النتيجة، طرح محرّك V مع زاوية 120 درجة مع عمليات إشعال متساوية التباعد بالإضافة إلى وضع التوربينات داخل المنحنى V مما يمنح المحرّك المزيد من الإحكام مع كتل موزعة على النحو الأمثل.
وتمّ تطوير مضخة زيت جديدة متغيرة الإزاحة لضمان التحكم المستمر بضغط الزيت عبر نطاق تشغيل المحرك بالكامل. وتمّ اللجوء إلى استخدام صمام الملف اللولبي الذي يتم التحكم فيه بواسطة وحدة التحكم الإلكترونية في المحرك ضمن حلقة مغلقة، للتحكم في إزاحة المضخة من حيث التدفق والضغط، مما يوفر فقط كمية الزيت المطلوبة لضمان عمل المحرك وموثوقيته، مع تقليص الطاقة التي تمتصها المضخة نفسها. على صعيد تنظيف الزيت، وبهدف تقليل الخسائر الناتجة عن الرشّ، بات نظام الشفط أكثر قوة باستخدام ستة أقراص كشط دوّارة: ثلاثة أقراص مخصصة لعلبة المرافق أسفل حذفات المرفق، واحدة لحجرة التوزيع واثنتان للحجيرات الموجودة على رأس الأسطوانة.
في محرّكات فيراري، تقع حجرة السحب عادة وسط فتحة التباعد وسط ضفّتي حرف V. غير أنّ محرك V6 يبشّر بتحول نموذجي في هذا الصدد: فقد تمّ وضع حجيرات الهواء على جوانب رؤوس الأسطوانات وتم دمجها بدعامة صمام الخانق. وبفضل المواد البلاستيكية الحرارية الخفيفة المستخدمة، يحافظ المحرّك على وزن منخفض. ويعزز هذا الحل الأداء بسبب القنوات الأقصر وما ينتج على ذلك من تفريغ ديناميكي للسوائل، بالإضافة إلى تقليل وقت التعزيز نتيجة لحجم خط الضغط العالي الأصغر.
محرك كهربائي
هذه أول سيارة فيراري على الإطلاق بدفع خلفي حصراً بتصميم PHEV (عربة كهربائية هجينة تشحن بقابس) يكون فيها المحرك بالاحتراق الداخلي مدمجاً بالمحرك الكهربائي الخلفي الذي يولد حتى 122 كيلوواط (167 حصاناً). وقد استوحيت هذه التقنية من سيارات الفورمولا 1 التي ترث عنها السيارة أيضاً اسم MGU-K (وحدة المولد المحرك، حركية). ويتواصل المحرك الكهربائي مع المحرك بالاحتراق الداخلي بواسطة مشغّل إدارة الانتقال (TMA) الذي يسمح باستخدام المحركين معاً من أجل العمل بقوة تبلغ 830 حصاناً أو بالفصل بينهما ليسمح للمحرك الكهربائي بالعمل منفرداً.
وعلاوة على المحرك بست أسطوانات بشكل V (V6) مع توربو وناقل الحركة ثماني السرعات بقابض مزدوج المعتمدَين في سيارات “إس إف 90 سترادالي” وفيراري “روما” و”بورتوفينو إم” و”إس إف 90 سبايدر”، يعتمد تصميم مجموعة الدفع على وضع المحرك الكهربائي MGU-K بين المحرك وعلبة التروس وعلى مشغل إدارة الانتقال لفصل المحرك الكهربائي عن المحرك بالاحتراق الداخلي وعلى بطارية عالية الجهد بطاقة 7.45 كيلوواط ساعة والمبدّل الذي يتحكم بالمحركات الكهربائية.
ديناميكيات السيارة
تَركز التطوير الديناميكي لسيارة 296 GTBحول رفع أداء السيارة الخالص ومنح مستويات رائدة في فئتها في مجال انخراط السائق والاستفادة إلى أقصى حد من الحلول الهندسية الجديد (محرك V6 ومجموعة دفع هجينة وقاعدة عجلات أقصر)، فضلاً على تحسين قدرة الاستخدام والاستفادة لا من أداء السيارة فحسب بل من الوظائف التي يمنحها التصميم الهجين أيضاً.
وتم تحقيق هذه الأهداف عبر تحسين قدرات هندسة السيارة وإبقاء مكونات السيارة الأساسية في أصغر حجم ممكن لها، فضلاً على إدارة تدفقات الطاقة ودمجها بأجهزة التحكم الديناميكية في السيارة. وتم تطوير مكونت جديدة خصيصاً لسيارة 296 GTB، من بينها مشغّل إدارة الانتقال جهاز اسشتعار الهيكل الديناميكي سداسي الجهات (6w-CDS)، وهذه المرة الأولى التي يتم استخدام تقنية من هذا النوع في عالم السيارات. وتتميز السيارة بوظائف جديدة أيضاً، على غرار نظام منع انغلاق المكابحABS evo ، الذي يستعين بالبيانات المحصلة من جهاز اسشتعار الهيكل الديناميكي سداسي الجهات، وتقدير التماسك المدمج بمؤازر عجلة القيادة الكهربائي.
في فيراري، يتم قياس الطريقة التي تسير بها السيارة وتمنح السائق ردود فعل (يشار إليه في الشركة بعامل متعة القيادة) بواسطة خمسة مؤشرات مختلفة:
- المؤشر الجانبي: الاستجابة إلى حركة عجلة القيادة، رد الفعل السريع للمحور الخلفي إزاء تحركات عجلة القيادة، التحكم السهل بسير السيارة.
- المؤشر الطولي: سرعة استجابة دواسة الوقود وسلاستها
- مؤشر التعشيق: أزمان التعشيق، الشعور بالتعاقب المتجانس بين السرعات مع كل تعشيق
- مؤشر الكبح: الشعور الذي تخلفه دواسة المكابح من ناحية مدى حركتها واستجابتها (الفعالية والحركة التركيبية)
- مؤشر الصوت: المستوى والنوعية في المقصورة وتقدم صوت المحرك مع ارتفاع سرعة دوران المحرك.
ويعتبر الانتقال بين النمطين الكهربائي والهجين أساسياً لمواصفات السيارة الرياضية التي تتسم بها 296 GTB، بالإضافة إلى الطريقة التي تدير بها مجموعة الدفع الطاقة المتاحة. وكلاهما يؤديان دوراً جوهرياً في الاندماج بوظائف السيارة الديناميكية: لهذا السبب تم اللجوء إلى جهاز اختيار لإدارة الطاقة (eManettino) بالإضافة إلى جهاز مانيتينو التقليدي. ولجهاز eManettino أربع وضعيات:
– eDrive: يكون المحرك بالاحتراق الداخلي غير شغال ويكون الدفع إلى العجلتين الخلفيتين كهربائياً حصراً؛ ومع بطارية مشحونة شحناً كاملاً باستطاعة السيارة السير لمسافة 25 كليومتراً عند سرعة قصوى تبلغ 135 كيلومتر/ساعة
– هجين Hybrid: هذا هو النمط الافتراضي عند تشغيل السيارة. تتم إدارة تدفقات الطاقة بشكل يؤمن أعلى درجة من الفعالية، ويحدد منطق التحكم تدخل المحرك بالاحتراق الداخلي. وعند تشغيل المحرك تولد السيارة قوتها القصوى وأداءها الأعلى. وعلى عكس الأنظمة السابقة، يستطيع السائق في هذا النمط اختيار وظيفة إعادة الشحن الهجينة Hybrid Recharge