صناعات منطقة المالكية
[[== البشروك ==]]
تتميز بداية فصل الخريف في المالكية بجملة من الامور التي يحرص على القيام بها اهالي المالكية بدءا من السليقة وصنع المربيات والمكدوس وغيرها ولعل من الاشياء الاخرى التي تكاد تنقرض ويتراجع القيام بها بسبب سيطرة العمران الاسمنتي والتخلي شيئا فشيئا عن البناء الترابي ولكن البقية الباقية التي لديها بيوت ترابية تحرص على القيام بطقس يسمى ( التسييع ) بأستخدام ( البشروك ) وهو موضوع حديثنا البشروك هو عبارة عن تراب مخلوط بالماء والتبن والملح يتم تحضيره وفق طريقة خاصة كمايلي: بداية يجلب التراب ويخلط بالتبن ومن ثم يرش بالماء لبيقى مدة يومين حتى يختمر مما يكفل القضاء على النباتات الضارة فيه او الحشرات ومن بعدها يرش بالماء ويرش عليه الملح ليزيد تماسكه ومن بعدها يتم فرشه على الاسطحة وتمهيده بعملية تسمى ( التسييع ) او ( السياع ) وجدير ذكره انه سابقا كانت تتم هذه العملية بمشاركة ابناء الحي الواحد الذين يتعاونون فيمابينهم لتسييع بيوت الحارة ولكن حاليا تراجع هذا الامر لينحصر في اطار ضيق
صناعة الليف
تكاد الصناعات التراثية ان تنقرض في مجتمعنا ومن هذه الصناعات التي لم يعد يمارسها الا القلائل صناعة ( اللياف ) وفي سعي موقع المالكية للحفاظ على هذه الصناعات وتأريخها كان لنا هذه الزيارة الى الخالة ( ايلي ) احد القلائل اللواتي بقين محافظات على هذه المهنة وقد كان لنا هذا اللقاء الصغير معها عرفتنا من خلاله على صناعة ( ليفة الحمام )
تقول الخالة ايلي انها بالاصل من ازخ ومن ثم سكنت في قرية ( كري كرا ) و من بعدها سكنت المالكية
منذ متى تمارسين هذه المهنة ؟
منذ اربعين سنة
من اين تأتين بالمواد الاولية ؟
من السوق اشتري الليف واستطيع صناعة مايقارب 7 ليفات من الكغ الواحد
ماهي مراحل صناعة الليفة والادوات المستعملة ؟
بعد ان اتي بالليف اقوم بتفريقه عن بعضه وبعدها اقوم بغزله على ( الطشية ) وهي عبارة عن مغزل خشبي في رأسه قطعة حديد معقوفة وبعدها انسج الليفة على خمسة عيدان مصنوعة من الفورميكا وقديما كانت الليف تصنع من شعر الغنم ولكن الليف الحالية افضل
كم من الوقت يستغرق صناعة الليفة ؟
الليفة تأخذ مني من الوقت حوالي الاربع ساعات بشكل متواصل ولكني لااعمل بشكل متواصل نظرا لكبر سني فأاعمل بالليفة اثناء زياراتي او جلوسي مع الجيران ويمكنك القول انني اتسلى بصناعة الليفة
كلمة اخهيرة ؟
اشكر لكم اهتمامكم بنا نحن الكبار واهتمامكم بهذه الصناعات والله يوفقكن
وبدورها بوابة المالكية تشكر الخالة ايلي على هذا اللقاء الممتع والذي عرفتنا من خلاله على مهنة من تراث شعبنا
بيوت الكربيج
كيف كانت بيوتنا في القرى والتي سكنها الأجداد والآباء ولا شك أن البيوت التي كانوا يصنعونها من اللبن كانت بسيطة لدرجة كبيرة إلاّ أنها كانت تؤمّن لهم الحماية وتوفّر لهم السلامة والأمن من برد الشتاء وحرارة الصيف اللاهبة, وسوف أعرض هنا سرداً بسيطا لكيفيّة بناء البيوت في ريفنا والمدن على العموم وذلك قبل ظهور الإسمنت المسلح والبيتون والطريقة كانت تتمثّل في التالي
إن بيوت القرى والمدن الصغيرة والتي تعطي ملامح واضحة لنمط حياة الريف, وحيث لم تكن بعد قد اقتربت من حياة الحضر المعروفة اليوم والتي دخلت حياتنا من بابها العريض لأنّها أكثر متانة وأضمن وأكثر دواماً.، فغالبا ما كانت تبنى من كتل طينية تصنع في قوالب خاصة نسميّها (كرپيچ) وهو اللبن المعروف بعد حفر القليل من الأساس وأحياناً بدون آساسات هكذا مباشرة فوق الأرض, وكانت تصنع اللبن (الكربيج) وتترك حتى يزداد تماسكها وكان يضاف إلى الخلطة الطينية كميات مناسبة من سيقان الحبوب ( كالقمح والشعير) المدقوقة والتي تسمى ( قصالي ) ونحن نسمّيها أزخينيّا )تبن وعور) وكانت هذه القوالب تسمى الكربيج ويضاف إلى المخلوط كمية من الملح لزيادة التماسك، أما سقوف تلك البيوت فكانت تغطى (بالمرديّاق) وهو القرم الثخينة من أغصان الأشجار التي يوضع فوقها طبقة من الطين الممزوج بالقصب مما كان يستدعي صيانتها كل عام وكانت العملية تسمّى (تخبين) البيت أي وضع السقف عليه وكان من عادة أبناء ريفنا أن يتعاون الجميع في عملية مشاركة لإتمام عملية سقف البيت (تخبينه) ومن ثم تهنئة صاحب البيت الذي يكون شعوره كبيراً في أن يكون قد صار له بيت يأويه وعائلته, وكما يقول أهل آزخ دائماً (جنّتي بيت) وهذا لعمري صحيح فالذي يكون له بيت يحسّ أن له وطناً، وكانت تلك الأسقف كثيراً ما تتضرّر بفعل تساقط الأمطار والثلوج فتدلف (توكّف) على رؤوس ساكنيها ممّا كان يستدعي - وخاصة عقب أول تساقط للأمطار في تشريين الأول والتي كان يطلق عليها ( مطر الصليب ) - أن تتمّ صيانة لهذه الأسطح لكي تقوى على تحمّل قسوة الشتاء، وكانت هذه الصيانة تتم عن طريق دحل هذه الأسقف بمدحلة ويطيب لنا أهل آزخ أن نسميّها (مندرونة) وكانت عبارة عن قطعة من الحجر شبه المصقول مستديرة وطويلة نسبياً تكاد تزيد في طولها على نصف المتر ولها في طرفيها ثقبان يوصل إليهما حبل مربوط بقطعة من الحديد تسمى (قيس) متى تمّ جرّه تتدحرج معه المندرونة وتقوم بتسوية السطح وملء الثقوب التي أحدثتها أمطار الشتاء وهذه العملية, تؤدي إلى رص السقف وتمتينه بحيث لا تنفذ منه مياه الأمطار ، وكانت هذه العملية تُكرر بعد كل شتاء تجنّباً لتسرّب الأمطار من الشقوق والأخاديد التي أحدثتها الشتويّة السابقة. ولا زلت أذكر المعاناة الكبيرة التي كنا نصاب بها متى دلفت السقوف وحيث كنا نحاول وضع آنية تحت نقطة الدلف لكي لا تجري المياة في سيول داخل الغرف, وفي الشتاء يتعسّر القيام بهذا العمل أي دحل السقف لسوء الطقس ولهطول الأمطار لذا كان من المتوجّب القيام بذلك قبل حلول فصل الشتاء. هذه كانت بيوت الريف التي كنا نسكنها وكان يسكنها آباؤنا وأجدادنا قبل أن يظهر الإسمنت المسلّح والبناء العمراني الحديث. إنّه أحد جوانب التراث ولا يزال الكثير من هذه البيوت يبنى في ريفنا وبعض المدن لأسباب الفقر وعدم توفّر الأموال الكافية. أرجو أن أكون قد سجّلت لتراثنا واحدا من بعض مظاهره ليبقى أبناؤنا يتذكرون ذلك ولا ينسيهم وضع الرخاء الذي يعيشونه هذه الأيام حيث كل شيء متوفّر لهم, كيف كان آباؤهم وأجدادهم يعيشون في تلك البيوت والتي لم يكن من السهولة العيش فيها, وخاصة في أيام الشتاء القارسة وسوء وسائل التدفئة, التي كانت معروفة في تلك الأيام ومنها الجلّه (طپّكات) والجلّه سحره والقرشكات و قرم الأشجار وغيرها
منقوووووول