شكّلت إعادة افتتاح متجر Samaritaine الباريسي مؤخراً، بعد إقفاله في العام 2005، حدثاً يوازي بأهميته انطلاق فعاليات أسبوع الموضة الرجاليّة في المدينة. إذ يختصر هذا الصرح الأسطوري الذي يعود تأسيسه للعام 1870 جزءاً من تاريخ مدينة النور والأناقة. فما هي قصة هذا المعلم الباريسي وكيف بدا بحلّته الجديدة؟
إقفال متجر Samaritaine في العام 2005 نتج عن أسباب تتعلّق بالسلامة العامة. وقد تطلّب الأمر 16 عاماً، 900 مليون دولار، وفريقاً مؤلفاً من مهندسين عالميين ليستعيد هذا الصرح، المتخصص بالأناقة وأسلوب الحياة على الطريقة الفرنسيّة، كل بهائه مع الحفاظ على الطابع المعماري والهندسي الذي يميّزه.
قصة هذا المتجر بدأت في العام 1870 عندما قام بائع يُدعى إرنيست كونياك وزوجته ماري لويز بافتتاح متجر في هذا المكان. ومع تطوّر الأعمال ونموّها، أقنعهم المهندس فرانتز جوردان بإنشاء مبنى جديد يجلب لمسة من الفن إلى الشارع الذي يتواجد فيه. وقد تزيّن هذا المبنى بالمشغولات الحديديّة وتم افتتاحه في العام 1910 لتضاف عليه لمسات من فن "الآرت ديكو" في العام 1928. ولكن مبيعات هذا المتجر شهدت انخفاضاً كبيراً في سبعينيّات القرن الماضي وقد اشترته في العام 2001 مجموعة LVMH الفرنسيّة المتخصصة بالسلع الفاخرة وقررت ترميمه وتجديده.
بعد 16 عاماً من العمل الدؤوب، أصبح هذا المشروع جاهزاً ليتضمن بالإضافة إلى متجر كبير، مكاتب، حضانة للأطفال، وفندق 5 نجوم سيتمّ افتتاحه في شهر سبتمبر المقبل ليضمّ 72 غرفة، مطعمين، و"سبا" تابعا لدار Dior. وكانت مجموعة LVMH تعاونت مع 4 شركات هندسة منفصلة لإعادة تصميم مختلف أجزاء المتجر، كما شاركت فرق متخصصة بتجديد المعالم التاريخيّة في المكان وأبرزها السقف الزجاجي الرائع، الدرج الأثري، رسومات الطاووس الشهيرة التي تزيّن الطابق العلوي، والزخارف التي تزيّن الواجهة، والأرضيّات المصنوعة من الموزاييك الزجاجي.
أصبح متجر Samaritaine بصيغته الجديدة يتضمّن مستويات وطوابق مختلفة خُصص كل منها لأنواع مختلفة من السلع الفاخرة. وهو يتضمّن ركناً متخصصاً بالصناعات الغذائية فيما تمّ تكريس الطابق العلوي لمجموعة من المطاعم التي يتضمنها المكان. أما الطابق السفلي فيمتد على مساحة 3400 متر مربع مما يجعل منه أكبر مساحة مخصصة للجمال في المتاجر الأوروبيّة.ا
إفتتاح متجر Samaritaine تمّ بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصف المبنى بكونه "كنزاً فرنسياً رائعاً" وأثنى على عودته للحياة مع الحفاظ على نكهته الفرنسيّة التقليديّة وتوجهه لاستقبال السياح من كافة أنحاء العالم.