متى تاسست مقبرة البقيع الغرقد ؟
مقبرة البقيع الغرقد 1لم تكن محلاً لدفن الموتى قبل الإسلام بل بدأ الدفن فيها في السنة الثالثة من الهجرة بعدما توفي الصحابي الجليل عثمان بن مظعون، فهو أول من دفن بها.
فلمَّـا مات قبَّلَهُ 2 رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكاه، وعندما سُئل: يا رسول الله أين ندفنه؟
قال صلى الله عليه وآله: "بالبقيع".
ثم قام صلى الله عليه وآله بنفسه فَلَحَدَ له، ووضع علامة عند قبره، لتكون علامة عليه، وليدفن عنده مَنْ يموت من أهله.
و بعد ذلك توالى الدفن في هذه المقبرة المباركة، فعندما تـُوفِّيَ إبراهيم ابن رسول الله، قال صلى الله عليه وآله: "إلـحقْ بالسلف الصالح عثمان بن مظعون 3" 4 .
اسماء المدفونين بالبقيع
أهم من دفنوا بالبقيع هم أربعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهم ممن طالب النبي صلى الله عليه وآله بأمر من الله تعالى أن يعاملهم المسلمون بالمودة حيث قال: { قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ } و هم:
الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد عليه السلام.
الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام.
الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم.
محمد بن الحنفية بن الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام.
فاطمة بنت أسد أم الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
صفيَّة عمة رسول الله صلى الله عليه وآله.
عاتكة عمة رسول الله صلى الله عليه وآله.
العبَّاس بن عبد المطَّلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله.
زوجات النَّبي صلى الله عليه وآله إلاَّ خديجة فقبرها بمكة.
فاطمة بنت حزام الكلابيَّة المعروفة بأُمِّ البنين زوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
عقيل بن أبي طالب.
عبد الله بن جعفر الطيار زوج السيدة زينب بنت علي عليهما السلام.
محمد بن زيد حفيد الإمام زين العابدين عليه السلام.
إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
المقداد بن عمرو.
جابر بن عبد الله الأنصاري.
شهداء الحرَّة.
و غيرهم.
-----------------------
1. الغرقد: شجرة العوسج العظيمة، وهي شجرة الشوك، وكانت أرض البقيع حديقة يكثُر فيها أشجار العوسج، فكانت تقطع وتبقى أصولها ناتئة، فلذلك عُرفت بالبقيع الغرقد.
2. الكافي: 3 / 161، للشيخ الكُليني.
3. عثمان بن مظعون: كان من أوائل مَنْ أسلم، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة المنوَّرة، وشهد بدراً، وكان شجاعاً مقداماً، عنيداً في نُصرْه الحق، وعُرف بعبادته فكان في النَّهار صوَّاماً، وفي اللَّيل قوَّاماً.
توفي في شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة، فكان أوَّل مَـنْ دُفـن في البقيع.4. أنظر: الكافي: 3/263.5.